عروبة الإخباري – شهدت القاهرة وباقي المحافظات المصرية امس تظاهرات يمكن وصفها بالحاشدة دعت اليها جماعة الاخوان المسلمين ضد ما اسمته «الانقلاب العسكري»، تخللتها اشتباكات في عدة اماكن لا سيما في القاهرة، عندما حاول المئات من انصار الجماعة دخول ميدان التحرير وكوبري القبة حيث مقر وزارة الدفاع، وتصدت لهم قوات الامن بالغاز المسيل للدموع واطلقت الرصاص الحي في الهواء.
واسفرت المواجهات عن سقوط 5 قتلى بينهم 4 قتلوا في اسيوط جنوبي البلاد بالاضافة الى اكثر من 150 جريحا.
وقدم مشهد الامس ما يمكن وصفه بروفة لما ستحمله الايام المقبلة، حيث دعت جماعة الاخوان انصارها الى التظاهر والاحتشاد في ميدان التحرير غدا في ذكرى انتصار الجيش في 6 اكتوبر 1973، وفي المقابل دعت القوى المؤيدة لثورة 30 يونيو وخارطة المستقبل للخروج والاحتفال بذكرى الانتصار.
واكدت الرئاسة المصرية ان الدولة ستقابل أي مظاهر للخروج عن السلمية، ومحاولة افساد فرحة المصريين باحتفالات 6 أكتوبر، بكل قوة وحزم.
وأصدرت السفارة الأميركية تحذيراً جديداً لرعاياها في مصر، دعتهم فيه إلى «توخي الحذر» خلال عطلة نهاية الأسبوع، التي من المتوقع أن تشهد «احتجاجات كبيرة»، قد تتخللها أعمال عنف.
قدم المشهد المصري، أمس، بروفة لما تحمله الأيام المقبلة من تحديات أمام أجهزة الدولة، وفي الصدارة منها الجيش بقياداته، في معركة «تكسير عظام» واضحة لا تحتمل تفسيرين، إزاء إصرار كل طرف على التمسك بمواقفه من دون تراجع.
فمع تواتر معلومات مؤكدة عن فشل زيارة الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ومغادرتها القاهرة مساء الخميس مؤكدة عدم قيامها بدور تفاوضي، ترفضه المؤسسات الرسمية المتمترسة خلف شروطها وتحميلها مسؤولية جميع أشكال أعمال العنف والإرهاب لجماعة الإخوان المسلمين والمتحالفين معها من تيارات أخرى.
تظاهرات واشتباكات
وقد شهدت العاصمة المصرية بمحافظاتها الثلاث المتلاصقة (القاهرة والجيزة والقليوبية) والإسكندرية، ثاني أكبر المدن وأهمها، وعدة محافظات أخرى، أمس، مسيرات يمكن وصفها بالحاشدة دعا إليها تحالف دعم الشرعية بقيادة جماعة الإخوان، وكان لافتاً انضمام تيارات جديدة، أو عائدة من جديد للمسيرات، كالسلفيين وبعض مجموعات الألتراس، وأعمار صغيرة من الشباب لا تتجاوز الثمانية عشر عاماً.
وردد المتظاهرون هتافات منها «الانقلاب هو الإرهاب» و«أصحى يا سيسي وصح النوم.. 6 أكتوبر آخر يوم».
وعلى الرغم من أن المسيرات كانت سلمية، وتعمدت ان تكون بعيدة في مناطق تواجدها عن المناطق الشعبية، فإن هتافاتها المنددة بقائد الجيش عبدالفتاح السيسي، تسببت في اندلاع اشتباكات بينهم وبين معارضين للاخوان في بعض المناطق، واصطدامها بمسيرات مؤيدة للسيسي ولخارطة المستقبل.
وقال شاهد من «رويترز» ان الآلاف من انصار جماعة الاخوان شاركوا في مسيرة في القاهرة في اتجاه موقع اعتصام سابق فضته قوات الامن في منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر.
وكثف أفراد الجيش والشرطة وجودهم حول مسجد رابعة العدوية.
واطلقت الشرطة الرصاص الحي في الهواء وقنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين مناصرين للاخوان حاولوا دخول ميدان التحرير من منفذ ميدان عبد المنعم رياض.
واطلق افراد الشرطة كمية كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع على عدة مئات من المتظاهرين الاسلاميين الذين كانوا يرددون «الله اكبر». كما اطلقت الشرطة الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين.
وتراجع المتظاهرون باتجاه الشوارع الجانبية المؤدية إلى ميدان رمسيس.
وحاول انصار الاخوان الدخول الى ميدان التحرير من اكثر من منفذ استجابة لدعوة تحالف دعم الشرعية، للتظاهر في ميدان التحرير من الجمعة للاحد.
وفيما نقلت وكالة رويترز عن مصادر طبية تأكيدها مقتل متظاهر في اشتباكات وقعت في حي المنيل، نفت وزارة الصحة سقوط قتلى في المواجهة وتحدثت عن اصابة 9 اشخاص.
وقال مصدر في مدينة الزقازيق إن العشرات من أنصار مرسي نظموا وقفة أمام مسجد الفتح القريب من منزل الرئيس المعزول في حي فيلات أساتذة الجامعة بمنطقة منشأة أباظة وردَّدوا هتافات مناهضة لقادة الجيش والشرطة ومن سمّوهم داعموا الانقلاب على الشرعية، ورفعوا صوراً لمرسي.
وأضاف المصدر أن هتافات أنصار مرسي أثارت حفيظة مؤيدي ثورة 30 يونيو، فوقعت اشتباكات بين الجانبين الذين تبادلا التراشق بالحجارة، ما أسفر عن إصابة 5 على الأقل بجروح.