عروبة الإخباري – أبدى الجيش السوري الحر رفضه الشديد للاتفاق الأميركي الروسي حول جدول نزع السلاح الكيماوي السوري، متهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف بتلقي رشاوى من رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس في مؤتمر صحافي باسطنبول إنه “يملك الدليل على ما يقول ومن يريد الحصول عليه عليه أن يزوره في مكتبه”.
وعبر الجيش السوري الحر صراحة عن رفض الاتفاق الأميركي الروسي والتعهد بالعمل على إسقاط الأسد، مؤكدا استمراره في القتال ضد نظام بشار الأسد.
كما أعلن اللواء سليم إدريس عدم قبول الجيش الحر بالمشاركة في مفاوضات جنيف ما لم يتم استبعاد الأسد ونظامه من العملية السياسية.
وأضاف إدريس “نحن نرفض الاتفاق الأميركي الروسي ولا يوجد أي شخص في العالم يقبل بالانتظار إلى منتصف عام 2014 حتى يتم تدمير السلاح الكيماوي”.
وأوضح سليم إدريس بقوله “أطالب قبل إزالة الكيماوي بـ”جر” بشار إلى الجنائية الدولية”، وأعلن إدريس خشيته من خبث النظام وسعيه لاستخدام الكيماوي مجددا ضد المدنيين والمقاتلين في سوريا.
وكشف رئيس أركان الجيش السوري الحر أنه “حصل على معلومات تفيد بنقل النظام أسلحة كيماوية للعراق ولبنان”.
وقال إدريس: “السوريون فقدوا الأمل في الحصول على أي مساعدة من المجتمع الدولي، وسنعمل على إسقاط بشار وهذه الاتفاقات لا تعنينا”، ونحن “نحترم قرارات الدول الصديقة لكننا نشعر بالخذلان الشديد”.
وأضاف “هناك شعور بين السوريين أن المجتمع الدولي يهتف فقط بسلاح الأسد الكيماوي، والوضع الإنساني في سوريا صعب للغاية والشعب يعاني منذ عامين ونصف”.
ونصح اللواء سليم إدريس الأميركيين بألا ينخدعوا بهذه المبادرة الروسية، لأنها محاولة لكسب الوقت لنظام الأسد”، وقال إن وزير خارجية أميركا جون كيري “أكد لي أن التهديد بالضربات لا يزال خيارا مطروحا”.
وقال اللواء سليم إدريس إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد بدأت في تحريك بعض من أسلحتها الكيماوية إلى لبنان والعراق خلال الأيام القليلة الماضية لتفادي تفتيش محتمل من الأمم المتحدة.
وأضاف أن كتائب المعارضة تعتبر أن الاقتراح الأمريكي الروسي للقضاء على ترسانة الأسلحة الكيماوية لدى الأسد ضربة لانتفاضتها المستمرة منذ عامين ونصف العام من أجل الاطاحة بالرئيس السوري.
وأوضحت بهية مارديني، عضو تيار التغيير الوطني في حديث مع “العربية” قائلة: “نحن كتيار معارض نجد أن اللواء سليم إدريس وضع النقاط على الحروف حين تحدث عن ترك المجرم والانشغال بموضوع السلاح”.
وأضافت مارديني أن “المشكلة الأساسية هي أن جميعهم نسوا أن هناك شعباً يقتل يومياً بالسلاح الكيماوي وبغيره، وهذه هي جوهر المشكلة الغائبة عن المجتمع الدولي”.
وأكدت عضو تيار التغيير الوطني السوري، أن “أمام المعارضة السورية فرصة كبيرة، فموضوع الحكومة وإدارة المناطق المحررة، يجب ألا يتأجل أكثر من ذلك، إضافة إلى موضوع الشرعية، ومقعد الجامعة العربية والأمم المتحدة، وإعادة الأموال المنهوبة من قبل النظام، فالمعارضة السورية أمامها العديد من الملفات، وأهمها تقديم صورة حقيقية للعمل المعارض”.
وأوضحت مارديني أن “الائتلاف السوري لم يوافق على حكومة وحدة وطنية أو حكومة مختلطة كما يقال، أي تتألف من المعارضة ومن النظام”.
وعن الموقف الأميركي والروسي، قالت مارديني، إن “هناك مصالح دولية، واليوم هي فرصة للأميركيين والروس لتسجيل نقطة مهمة في تاريخ أوباما وبوتين، والتي تتمثل في إخلاء سوريا من السلاح الكيماوي”.
وتساءلت مارديني عن دور السوريين في ذلك، مؤكدة أنه “من المفترض ألا يقودنا المجتمع الدولي. نحن من يجب أن نقوده، وقد حاولنا الوصول معه إلى اتفاق بأن يبدأ الضربة الأولى والجيش الحر ينهيها، وإذا به ينهي الحديث عن الضربة العسكرية لمزيد من المفاوضات والحل الدبلوماسي”.
وعن اختيار أحمد طعمة الخضر من ضمن الحكومة السورية، وعلى أنه شخصية إسلامية أو إسلامي معتدل، تقول مارديني إن “طعمة من إعلام دمشق، ولا ننس تاريخه النضالي والداخلي، وأنه مقرب من المعارضة، ويستطيع الحصول على التوافق، كما أنه مقرب من شريحة الشباب، ويستطيع تقديم الكثير للحكومة السورية”.
ونوهت مارديني في نهاية حديثها بأن الأمور الأساسية التي يجب الالتفات إليها هم وزراء المعارضة القادمون الاثنا عشر، ووزير الدفاع والداخلية، فالكثير من الأعباء بانتظارهم.