عروبة الإخباري – اعرب فنانون واعلاميون وكتاب وحشد من الناشطين في الساحة الثقافية عن رفضهم لأي استدراج للتدخل الأجنبي والحماية الدولية في الوطن العربي ونبذهم لأي انخراط بأية اجندات خارجية لا تخدم المصالح العربية، ودعمهم المطلق للموقف الوطني الأردني الرافض بأن يكون الأردن طرفاً في أي نزاع إقليمي والداعي الى وقف العنف في سورية وإيجاد حل سياسي لا عسكري في الأزمة فيها.
وثمن المشاركون في اثناء مشاركتهم بفعالية نظمها مركز التعايش الديني في كنيسة الروم الكاثوليك بجبل اللويبدة مساء امس بعنوان “نصلي معاً .. نعمل معاً من أجل السلام” في هذه الفعالية الوطنية عالياً الكلمة التاريخية التي ألقاها جلالة الملك عبدالله الثاني في اثناء استقبال العلماء المشاركين في مؤتمر مؤسسة آل البيت للفكر الاسلامي الذي انتهت اعماله اخيرا في عمان ، وهي الكلمة التي عكست فكراً انسانياً مستنيراً متقدماً لما انطوت عليه من مضامين عميقة.
وأكدوا أن الأردن يحمل باقتدار مسؤولية أنموذجية الإرث التاريخي المشترك للتعايش في دنيا العرب والذي يؤكد اعتبار كل المسلمين والمسيحيين مكونات أساسية للنسيج الاجتماعي ومضامينه القائمة على العيش الواحد.
وادى المشاركون الصلاة شكراً لله على ما ينعم به الوطن من أمن وآمان واستقرار، وصلوا من اجل أن يحل السلام في العالم كله، وبشكل خاص في المنطقة التي تمر بمرحلة صعبة تحمل معها تحولات كبرى تسفك فيها الدماء.
وقال وزير الثقافة الأسبق جريس سماوي : تأتي هذه المبادرة الرائدة بدعوة كريمة من مركز التعايش الديني ليتيح لهذه النخبة من الفنانين والكتاب والمثقفين والإعلاميين بأن يقولوا كلمتهم ويوصلوا رسالتهم فيما يتعلق بالشأن الوطني والأحداث الجارية في منطقتنا وليعلنوا انسجاماً مع الموقف الوطني الأردني ورؤية جلالة الملك ضد التدخلات الأجنبية والخارجية وضد كل تدخل في الشقيقة سورية.
واضاف: ومن حسن الطالع أن تأتي هذه المبادرة متزامنة مع رعاية جلالة الملك لمؤتمر مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي وزيارته الميمونة إلى حاضرة الفاتيكان ورعاية جلالته للمؤتمر الدولي للمسيحيين العرب الذي تستضيفه عمان.
المفكر الاسلامي الدكتور حمدي مراد عضو هيئة المركز اعرب عن سعادة المركز بتنظيم هذه الفعالية الدينية والوطنية واصفا اياها بالخطوة الرائدة التي توجه فيها المشاركون بدعواتهم وصلواتهم الصادقة إلى الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ وطننا الآمن المستقر ويوفق جلالة قائده ويحمي امتنا من الفتن ويبعد عنها الفرقة والانقسام.
كما اعرب باسم هيئة المركز عن بالغ التقدير للجهود التي يقوم بها مدير المركز الأب نبيل حداد، مثمنا هذه المبادرة الوطنية المباركة الفريدة التي ابتدات بالصلاة مشكلة طريق خير لسلسلة فعاليات ثقافية وطنية يعقدها المركز وتحمل المعاني السامية والقيم المشتركة التي تدعونا اليها السماء لإسعاد الناس وخيرهم.
وأشاد عضو مجلس الأعيان الأسبق الفنان نبيل المشيني بما ميز اللقاء من حميمية وأُلفة بين هذه النخبة من أبناء الأردن شاكرا مركز التعايش على هذه الخطوة معربا عن دعمه لكل الفعاليات التي سينظمها المركز تبعا لهذه المبادرة بمشاركة مثل هذه النخبة التي تمثل ضمير المجتمع وصوته الصادق وتعبر عن وجدان شعوبنا .
كما عبرت الفنانة ريم سعادة عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية التي عبر فيها المشاركون عن مشاعرهم الوطنية والعروبية داعية الى عدم الوقوف على الحياد، فما تتعرض له المنطقة لا يميز بين مكونات دولنا العربية ومجتمعاتنا ، وطالبت بحل سلمي وسياسي للازمة في سورية عن طريق الحوار وبعيداً عن الابتزاز الدولي خاصة مشيرة الى في غياب الدور الفاعل لجامعة الدول العربية.
المطرب زياد صالح عبر عن شكره للمركز على هذه الخطوة الرائعة وقال: أسعدني أن أسهم في هذه المبادرة الخيرة التي تجري للمرة الأولى على الساحة الثقافية الوطنية .
الإعلامي سعد حتر اشاد بهذه المبادرة التي جاءت من فئة أردنية تستشرف النوايا المبيتة ضد المنطقة مؤكدا أن الدماء التي تسيل في سورية حرام بكل المقاييس الانسانية والاخلاقية .
وشارك في هذه الفعالية حشد من الفنانين والإعلاميين والكتاب ورجال الدين المسيحي، الذين وقعوا على بيان مبادرة “نصلي معا .. نعمل معا من اجل السلام ” ومنهم : نبيل مشيني، جريس سماوي، روفائيل بقيلي، مارغو أصلان جميل عواد، جوليت عواد ، الاب نبيل حداد ، الدكتور عصام الموسى ، سعد حتر ، الصحفي حازم عكروش، غسان المشيني، رانيا حداد، جهاد سركيس، عودة زيادات، توفيق الدلو، زياد صالح حتر، لينا مشربش، اسامة جبور، عبدالله قردحجي، نبيل غيشان، رهف صوالحة، غادة سابا ، أنور حدادين ، بسمة النمري، الدكتور ريم سعادة، سميرة خوري، مارغو حداد، ، رندا عازر، الدكتور ديانا النمري، عبير الرحباني، نبيل فاخوري، ربتا حسان، فؤاد الكرشة، أمجد حجازين، غدير حدادين، سهيل بقاعين، أسعد جورج ، وآخرون.
وقالوا في البيان: نحن الموقعين أدناه من فنانين واعلاميين وكتاب من أبناء الأردن الذي نحب، نقف في مركز التعايش الديني لنقول كلمة حب ووفاء ولنعلن موقفنا ازاء ما نراه من الآم ودماء ومعاناة في أوطاننا العربية منطلقين من هواجسنا الروحية وضمائرنا بعد أن توحدت أفئدتنا واتسقت رؤانا في صلاة وجدانية ووقفة مع الذات والوطن، أقمناها في كنيسة الروم الكاثوليك في جبل اللويبدة الجالسة بوقار الايمان على ربوة عمانية وجاورت كاتدرائية فيلادلفيا عمان – مدينة الحب الأخوي منذ القرن السادس الميلادي، دارة الفنون حالياً، الشاهدة منذ عام 1932 على قداسة الوطن ونموذجه في التعايش وصدق أهله وحكمة قيادته وقد رفعنا صلواتنا هذه من أجل السلام في بلادنا وفي المنطقة والعالم أجمع خاصة ونحن نشهد ما تمر به المنطقة من أحداث تحمل معها تحولاتٍ كبرى وسفكاً للدماء البريئة.
واضافوا : اننا كنخبة من أبناء الوطن نعلن موقفاً صلباً ورافضاً لاي استدراج للحمايات الدولية أو التدخلات الأجنبية في بلداننا العربية وننبذ بشدة أي انخراط او التزام باجندات خارجية لا تخدمها ومصالحها الكبرى، مؤكدين دعمنا للموقف الوطني الاردني الرافض لان يكون الاردن طرفا في اي نزاع اقليمي، والداعي الى وقف العنف في الشقيقة سورية وايجاد حل سياسي لا عسكري للأزمة فيها.
واكد المشاركون ان الإرث التاريخي المشترك للعرب يؤكدُ اعتبارَ كلِ المسلمين والمسيحيين مكوناتِ أساسية للنسيج الاجتماعي ومضامينه القائمة على العيش الواحد في المنطقة العربية كلها. ونعلن من موقع الإيمان هذا أن المرحلة الحالية تحتم على الجميع تعزيز ثقافة الحوار وتوسيع مساحة اللقاء حول القيم الوطنية والانسانية والايمانية، ورفض كل حالاتِ العزل والانعزال وخطابَ الكراهية والخوفِ والتخويفِ والنزاعاتِ التي ترمي إلى الشقاق والعنف.
وشددوا على ان قراءة المشهد في منطقتنا تتطلب الحكمةَ ورفضَ كلّ محاولات التحريض على الفتنة وتفعيل كل الجهود لتعزيز التفاهم ومحاربة كل تزويرٍ لاختطافِ القيم الدينية السمحة ورفضَ كل فكر يسوّق للفرقةِ والانقسامِ والدَم. وفي هذا المجال نثمن عاليا الكلمة التاريخية التي ألقاها جلالة الملك عبدالله الثاني في استقبال المشاركين في مؤتمر مؤسسة آل البيت للفكر الاسلامي وهي الكلمة التي عكست فكراً انسانياً مستنيراً متقدماً لما انطوت عليهِ من مضامين عميقة.
وختم المشاركون البيان بقولهم : ومن منطلق رسالتنا وحضورنا عربيا وأردنيا في مجتمعنا وكشهود على المرحلة وفاعلين فيها ومن حالة الانخراط مسيحيين ومسلمين في الجهد والبناء والدفاع عن أوطاننا يتجدد سعينا إلى العمل معاً وبجهد مشترك من أجل تحقيق تطلعاتِ انساننا العربي نحو المواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية ورفضِ استغلال الدين للأغراض والأجندات الضيقة، متطلعين إلى تحقيق الديمقراطية التي تحترم كرامة الأكثرية والأقلية على حدّ سواء في دولة مدنيةٍ حديثةٍ تقوم على احترام حقوق الانسانِ وتستند إلى القيم التي تأمر بها السماء.