قال بعد يوم أو أسبوع أو شهر..وترك الوقت مفتوحاً وربط ضرب النظام السوري ومواقعه العسكرية بموافقة الكونغرس الذي ينعقد بعد 9/ 9/ 2013 وقد يوافق أو لا يوافق رغم أن الرئيس يستطيع أن يأخذ قرارا على مسؤوليته (مسؤولية الادارة) السلطة التنفيذية على قاعدة محاسبة هذه السلطة بعد ذلك..ولكنه فضل أن يذهب-حتى الآن – إلى ما ذهب رئيس الوزراء البريطاني كاميرون الذي لم يوافقه مجلس العموم على المشروع الذي طرحه وهو المشاركة في ضرب سوريا والفرنسيون أيضاً بدأوا يرتبكون..فلماذا؟ لماذا تخلى الرئيس أوباما عن تهديداته الحاسمة في اسقاط النظام والمطالبة برحيله إلى التهديد بضربات تأديبية للنظام لاستعماله السلاح الكيماوي وليس لما فعله منذ سنتين ونصف من قتل السوريين بكل أنواع الأسلحة؟..وأين تهديدات الرئيس أوباما ووعوده التي تغيرت تماماً ليس في الموضوع السوري فقط وانما أيضاً في الموضوع الفلسطيني والعربي وموقف الولايات المتحدة من قضايا كثيرة..أين ما قاله في اسطنبول وبداية ولايته الأولى وما قاله في القاهرة ؟ أين تعهداته في سلام الشرق الأوسط وأخيراً والأهم تهديداته للنظام السوري ..ما الذي جعل موقف أوباما يتغير؟ وهل يبدأ في شراء المزيد من الوقت للرئيس السوري بشار الأسد لذبح المزيد من السوريين؟ هل تراجع عن الضربة بالفعل أم أنه يناور ؟ وهل تراجع عن اسقاط النظام والاكتفاء باضعافه أو تهديده؟ ولماذا استمرار هذه اللعبة التي لا تريد فيها الادارة الأميركية اسقاط الأسد من جهة ولا تريد تسليح المعارضة من جهة أخرى ؟ هل تريد سوريا مستمرة في الضعف إلى أن تسقط الدولة قبل أن يسقط النظام كما حدث في العراق؟ بمعنى أنها أي الادارة الأميركية حولت نظام الأسد إلى طعم لاصطياد سوريا..
ولماذا عدم الاهتمام بالمسالة السورية بنفس موازاة العراقية ؟ هل لأن سوريا لا نفط ولا ثروات فيها وان غزوها أو ضربها مكلف ولا يعوض خسارة الضربة!..
هل ما يمنع أوباما من الضرب هو موقف الكونغرس والشعب الأميركي وهو ما فعلته بريطانيا وفرنسا وغيرها؟ هل هي دروس احتلال العراق وثمن ذلك ودروس احتلال أفغانستان وثمن ذلك؟ أم عدم حماس اسرائيل لضرب نظام الاسد اذ لم تسمع كلاماً لاسرائيل محرضاً أو مشجعاً على الضرب لاعتبارات تتعلق بمصالحها وهي تفضل ضرب ايران أولاً..أم أن خوف الادارة الأميركية من استعجال الضربة أولاً ومن شمولها وعمقها وفعاليتها ثانياً راجع إلى أن بديل نظام الأسد هم القوى التكفيرية والجهادية والمتطرفة رغم أن المعارضة السورية ومنها الجيش الحر ومنذ البداية ليست من هذه الجهات وهي تشكل الأغلبية..
الا يدرك الاميركيون أن بقاء نظام الأسد تتعدى خطورته ما يضعونه في أولوياتهم حتى وإن ضربوه الضربة التي على قياسهم فهو يشكل خطراً على دول الجوار في الأردن والعراق ولبنان وعلى السوريين على هذه الأرض أيضاً..فهل يأخذون هذا في وضع الاعتبار الملح أم يضعونه ثانوياً وما هو موقف هذه الدول ؟ وهل جرى التعبير عنه في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس والى أي مدى؟ وهل انتهت مؤسسة القمة العربية؟ واذا كان الجواب بالنفي فلماذا لا تعقد هذه القمة الآن ؟ ومتى ستعقد؟ هل بعد الضربة أم أن لا فائدة من انعقادها بعد أن أصبح القرار العربي غائباً أو مرهوناً وبعد أن انصرف النظام العربي الى معالجة جراحه كل قطر على حدة؟
إن لم يضرب الأسد الان وبشكل مبكر دون اعطاءه اي فرصة اضافية فإن ذلك يقويه فهو يعتمد الآن على اختلاف القوى الدولية في حين ما زال يتمتع بتأييد حلفائه..وهل استمرار بقاء الأسد يخدم الامن والاستقرار اكثر من غيابه وسقوطه؟ ما هي البدائل وما هي السناريوات القادمة؟ هل انتظار الاميركيين وسكوتهم ودخولهم إلى لعبة الوقت يعقد الأمر في المنطقة وخاصة مع دول الجوار التي يمكن ان يعتدي عليها نظام الاسد أو ان الاهمال الأميركي هو للضغط والرهان عليها لتتدخل وترد على استفزازه وتلك مسألة أخرى نخشى منها ونخشى أن يخذلنا الأميركيون أيضاً!!