ما سمعناه من المقدسيين الذي استقبلهم على الإفطار الملك عبد الله الثاني قبل أيام يشعل الضوء الأحمر بقوة وتلك المعلومات من المحامي أحمد الرويضي مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس..ولا يجوز أن يمر هذا اليوم يوم القدس العالمي وهذه المناسبة دون أن يجري إعادة انتاج موقف فلسطيني وعربي واسلامي ودولي من القدس التي ما زالت اسرائيل تمضي في تهويدها واسرلتها وهدم بيوتها واقتلاع أهلهاالمقدسيين منها وعزلها عن امتدادها الجغرافي في الضفة الغربية بالحواجز والطرق الالتفافية والإنفاق وجدار الفصل العنصري..
يجري تفريغ القدس ولكن المقدسيين والفلسطينيين في الضفة وخلف الخط الأخضر حشدوا يوم الجمعة قبل الأمس (300) ألف للصلاة في الأقصى الذي تستهدفه المخططات الاسرائيلية يومياً وتتحين أقرب الفرص للانقضاض عليه وتهويده بالكامل وهذه مخططات لم تعد خافية سواء من خلال الانفاق التي جعلت أساسات الأقصى هشة ومتداعية ام بالتحكم في بواباته (المغاربة) و(الخليل) والسماح للمستوطنين بالصلاة داخل ساحاته وهو الأمر الذي يعرفه المقدسيون اخيراً إذ أن المستوطنين يعبرون لساحات الاقصى في الفترة الصباحية وقبل صلاة الظهر ويتجولون فيه مما يهدد بتقسيمه كما فعلوا في الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل..
معركة القدس من جانب اسرائيل في اوجها وقد ازدادت بتصريحات نتنياهو الأخيرة والسماح ببناء ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس في صفقة مع وزير الاسكان اوري ارئيل من حزب (البيت اليهودي) حتى يبقى الحزب في الائتلاف اثر التهديد بالانسحاب منه نتاج موافقة نتنياهو على اطلاق سراح (104) من الأسرى الفلسطينيين وهذه الصفقة كان قد سبقها اقرار بناء (3500) وحدة استيطانية في القدس..
في كثير مما يجري ذر للرماد في العيون واسرائيل تعطي شبراً وتأخذ متراً والأطراف الأميركية تساعدها على ذلك والفلسطينيون في حصار سياسي حقيقي فلا أطراف عربية أو اسلامية تقف بجانبهم بما يتناسب مع التحدي القائم والماثل ضد القدس تحديداً ويجري الالتفاف علىً وحتى الأوراق التي كسبها الفلسطينيون بالاعتراف بهم كدولة مراقب تمهيداً الى اكتمال هذا الاعتراف عبر الأمم المتحدة في أيلول القادم خاصة بعد أن حققوا اختراقات حقيقية بوقوف دول أوروبية في الاتحاد الاوروبي إلى جانب مقاطعة بضائع المستوطنات واعتبارها غير شرعية وازدياد ذلك والخشية الأميركية من تحول هذه المقاطعة بالتدريج وازديادها على محاصرة اسرائيل وبالتالي ضرب اقتصادها وادانة مواقفها وبالتالي عزلها سيما اذا استعمل الفلسطينيون حقهم الذي اعطته لهم الأمم المتحدة باعترافها بدولتهم غير العضو الكامل والتي يحق لها التوجه بالشكوى لأكثر من منظمة دولية عضو في الأمم المتحدة وبالتالي مقاضاة اسرائيل ومحاصرتها في أكثر من موقف وموقع ظلت تتحرك فيه بحرية سواء بمداهمتها المدن الفلسطينية أو بمواصلة اعتقالاتها ووضع حواجزها في الأراضي المحتلة وكذلك استمرار انتهاكاتها لحقوق الانسان واقترافها لجرائم الحرب باستمرار بناء جدار الفصل العنصري والاحتفاظ به وسجن الأطفال واستمرار الاستيطان..اسرائيل الآن تخشى كل ذلك ولذا فإن التحرك الأميركي الذي يقوده وزير الخارجية كيري (ذي الأصول اليهودية) حيث اعتنقت عائلته المسيحية قبل أقل من مائة سنة وكذلك انتداب مارتن أندك السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة ليكون لديه ملفات في القضية الفلسطينية وهذه الحملة الأميركية الجديدة في الاهتمام بزحزحة الجمود في عملية السلام قد لا تكون لله وانما لخدمة أهداف اسرائيلية وأميركية فهل تنبه الفلسطينيون والعرب؟ وهل يجد المفاوضون الفلسطينيون الذين يجري الضغط عليهم وسوقهم للتفاوض مجدداً سنداً عربياً يمكنهم من استمرار الصمود في وجه الضغوط والامساك بالثوابت الفلسطينية التي دفع الرئيس عرفات ثمن الامساك بها وما زال الرئيس أبو مازن يفعل..
لماذا لا تنعقد لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس لتكون كل الأطراف الأعضاء فيها أمام مسؤولياتهم؟ ولماذا لا يتحرك العرب والمسلمون لنصرة الأقصى وبيت المقدس بدعم أهله وبزيارته عبر وفود تتوجه بالحج اليه واعمار ساحاته كما فعل الفلسطينيون أمس الأول ليكون مثل ذلك اليوم مكرراً في كل يوم وحتى تدرك اسرائيل عملياً أنه لا تفريط في المقدسات الاسلامية والعربية في القدس ولا تفريط في القدس كعاصمة دولة فلسطين وأن نضال الشعب الفلسطيني مستمر بكل الوسائل ليدعم العرب (بانظمتهم التي اجتاحها الربيع وما زال نتاج سياسات لا يرضى عنها الشارع العربي المفاوض الفلسطيني حتى تصبح المفاوضات حقيقية وليست شراء وقت لاسرائيل وحتى يدرك الاميركيون ومن يخدمونهم أن الشارع العربي) وان تأخر دوره الحاسم في القضية الفلسطينية قادم ولا يفيد معه خلط الأوراق والتأجيل والحرائق الجانبية مهما اتسعت
alhattabsultan@gmail.com