عروبة الإخباري – وجبات رمضانيّة دسمة يقوم عليها فنانون سعوديون بالدرجة الأولى، وتقدّم صورة حقيقية وبصدق عن قضايا واقعية يعانيها المجتمع السعودي، مثلما يعانيها كثير من الدول العربية، في البطالة وحق المواطن في العمل وكواليس المستشفيات والعمالة العربية والآسيوية،…وكثير من مثل ذلك.
من (طاش ما طاش) إلى (كلام الناس) إلى(سكتم بكتم)، إلى (واي فاي)…يتعرّف المشاهد العربي على فريق كامل في كتابة النص والأداء، لا بدّ أنه واجه خلال الحلقات الأولى للعمل مشاق هذه الجرأة؛ خاصةً وأنه يعري كثيراً من المؤسسات ويقف بقوة على هموم الناس.
وفي تمثيل للمملكة العربية السعودية في باديتها وحاضرتها ومدنها وقراها ومزيجها السكاني، ونجاحٍ كبير في في أداء لهجات هذا البلد الكبير بتلقائية وسهولة في شماله ووسطه وجنوبه، ووافديه العرب والأجانب،.. تنجح مثل هذه الأعمال.
أبطال هذه الأعمال سرعان ما يتفرقون للعمل منفردين، بعد أن كانوا ظهروا بالتشارك، مستفيدين من لمعة الشهرة ورواج الكوميديا السوداء في الفن السعودي، واستلهام الشفافية في ذلك، تاركين نهاياتٍ مفتوحة أو منتهية بسؤال مؤثر ومؤلم إزاء قضايا محيرة؛ يمكن أن تحرك المسؤولين ليستجيب المجتمع والمؤسسات بعد 30 عملاً في رمضان.
وفي عودةٍ على تطور أعمال كوميديا الموقف الساخر في السعودية، نجد أنّ برامج جديدة خففت أو ألغت تعلق المشاهدين بأسطورة اسمها (طاش ما طاش) كانت بقيت مسيطرةً على كثير من الأشهر الفضيلة قبل انتشار الأعمال الجديدة التي تحمل الروح ذاتها وتتقصد الهم الاجتماعي المتنافذ على غيره من الهموم.
أعمال اعتدناها خلال دورات رمضام إما على القناة الأولى في التلفزيون السعودي أو قناة ال إم بي سي، أو روتانا خليجية هذه الأيام، أو غيرها،… وما يهم هو أننا يمكننا تلمّس الرسالة السياسية في الاتجاه نحو (الإصلاح)، الذي كان محلّ اهتمامٍ نقديٍّ في أكبر مهرجان في السعودية، هو مهرجان الجنادرية بكلّ ما يحمله من تاريخ.
الرسالة السياسية الوطنية السعودية يمكن أن تُقرأ حين يُبثّ برنامجٌ اجتماعي ناقد على التلفزيون الوطني السعودي(القناة الأولى)، ما يؤكّد تفهّم القيادة السعودية لمعنى الفن في عملية الإصلاح.
المرأة..البنوك..الفقر..الجنسيات.. مواضيع مهمّة لم تكن لتنجح أو تستمر لولا هذا الضوء الأخضر من القيادة السعودية الحكيمة للشفافية والنقد، وعلى أية حال، يمكن للمهتمين متابعة عيّنة ليقفوا على أعمال تطرح قضايا واقعيّة تحتاج إجاباتٍ وتقف على كلّ تلك الهموم.