عروبة الإخباري – يخيم الهدوء الحذر على ميدان تقسيم في مدينة اسطنبول بعد ليلة من المواجهات بين شرطة مكافحة الشغب ومحتجين ضد حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
ووقعت مناوشات في الساعات الأولى من صباح الأربعاء استخدمت خلالها شرطة مكافحة الشغب التركية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين في ميدان تقسيم. وأعاد المحتجون تجمعهم في حديقة “غازي” القريبة.
وقال مراسل بي بي سي الموجود في الميدان إن المتظاهرين الموجودين في أطراف الحديقة كانوا يقذفون الشرطة بالمقاليع.
وكانت الشرطة استخدمت الجرافات فجرا لإخلاء الميدان والمنطقة المحيطة به من السيارات المحترقة والحواجز التي وضعها المحتجون.
وبدأت الاحتجاجات المستمرة منذ 13 يوما ، في أعقاب قمع السلطات التركية للمحتجين على مخطط الحكومة لإزالة حديقة غازي وبناء مركز تسوق محلها.
ثم اتسع نطاق الاحتجاجات إذ اتهم المتظاهرون حكومة أردوغان بالسلطوية المتزايدة ومحاولة فرض القيم الإسلامية التقليدية على الدولة التركية التي تأخذ بالنظام العلماني.
وساطة
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء التركي في وقت لاحق الأربعاء بعدد من الشخصيات من بينهم، ممثلة شهيرة ومطرب وكاتب، يمكن أن تؤدي دور الوساطة بين السلطات والمحتجين.
وكانت تقارير تحدثت عن أن اردوغان قد يعقد اجتماعات مع قادة الاحتجاجات ولكنهم قالوا لبي بي سي إنهم لم يتلقوا أي اتصال من رئيس الوزراء ولن يقبلوا لقاءه على أية حال.
ولم يعترف قادة الاحتجاجات بالجماعات التي من المقرر أن تلتقي مع اردوغان واعتبروا أنها لا تمثل المتظاهرين في الميدان.
علاج المصابين
وكانت المناوشات قد اندلعت مساء الثلاثاء بين المحتجين والشرطة في الميدان ووصلت إلى حدود حديقة غازي.
واستخدمت الشرطة قنابل الغاز والرصاص المطاطي وخراطيم المياه في مواجهة المحتجين الذين ألقى بعضهم الألعاب النارية والقنابل الحارقة والحجارة على الشرطة.
واحتجز العديد من المحتجين السلميين وسط المصادمات ما دعا بعض المتطوعين إلى إقامة عيادات ميدانية لعلاج المصابين.
ولجأ المحتجون إلى حديقة غازي هربا من المصادمات في حين قالت الشرطة إنها لا تخطط لاقتحام الحديقة.
وكان أردوغان قد حذر الثلاثاء من أنه لن يظهر مزيدا من ” التسامح تجاه” الاحتجاجات.
وتعهد أردوغان بإنهاء المظاهرات في أعقاب إخلاء الشرطة التركية صباح الثلاثاء ميدان تقسيم الذي تحول إلى بؤرة مركزية في الاضطرابات التي شهدتها تركيا والتي بدأت قبل نحو أسبوعين.
ودافع أردوغان عن تدخل شرطة مكافحة الشغب ، قائلا إن أشخاصا يريدون إلحاق الضرر بتركيا اختطفوا حركة الاحتجاج التي بدأت بوصفها حركة معنية بالمحافظة على البيئة.
في هذه الأثناء، قال محافظ اسطنبول حسين عوني إن تدخلات الشرطة لن تتوقف حتى يتم إخلاء ميدان تقسيم.
وأوضح المحافظ في خطاب مقتضب نقله التلفزيون التركي أن ” الشرطة لن تتوقف ليلا أو نهارا عن عملياتها ضد المحتجين في الميدان حتى تطهيره” داعيا في الوقت ذاته المواطنين بالابتعاد عن المنطقة حفاظا على أمنهم.
وقالت مؤسسة حقوق الإنسان التركية إن أربعة أشخاص قتلوا بمن فيهم شرطي منذ بدء الاحتجاجات يوم 31 مايو / أيار.
وعولج نحو خمسة آلاف شخص بسبب الجروح الناجمة عن آثار القنابل المسيلة للدموع في حين قال مسؤولون إن نحو 600 شرطي أصيبوا بجروح.
ووقعت مظاهرات على نطاق أصغر في العاصمة أنقرة.