نختلف مع السياسة الأميركية، ونعارضها، ونتصدى لها بأقلامنا وأصواتنا وبرامجنا، ولكننا لا نقبل الأذى لمواطن أميركي مهما كان دينه أو موقفه، ونختلف مع سياستها لسببين:
أولاً: لأنها تدعم المشروع الإستعماري الإسرائيلي وتتبناه، على حساب الشعب الفلسطيني، وإحتلال الجولان السوري، وجزءاً من جنوب لبنان، ولذلك لا نقبل لأكبر دولة وأقواها أن تقدم مظلة حماية لمشروع إستعماري قام على الظلم، ولا يلتزم بقرارات الأمم المتحدة ومعايير حقوق الإنسان، وهي قيم تلتزم بها الولايات المتحدة، وساهمت في صياغتها وتشريعها، وتجد في إسرائيل تجاوزاً لها، فلا تعاقبها وتعمل على حمايتها من العقاب.
وثانياً: نرفض السياسة الأميركية المتحالفة مع النظام العربي غير الديمقراطي، الذي يعطل حقوق المواطنة العادلة المتكافئة، ويفرض سياسات اللون الواحد المهيمنة، هذه السياسة الداعمة لإسرائيل وللنظام العربي غير الديمقراطي، نرفضها، ونتصدى لها، بوسائل مدنية سلمية حضارية، لأننا نتوسل العلاقات المتكافئة الندية، بين العرب منفردين ومجتمعين مع الولايات المتحدة، فالشعب الأميركي مبدع متفوق في نواحي الحياة، وكبشر نتباهى بإنجازات الأنسان التي ساهم الأنسان الأميركي بتحقيقها لأنها تعود علينا بالخير، بالعلاج وهزيمة المرض، وبالاتصال وقرب البشر من بعضهم، ونتعلم من المساواة التي تسود أميركا ونعتبرها نموذجاً يحتذى وها هو الرئيس الأميركي أوباما وغيره من الذوات الأميركية أكبر دليل على ذلك.
العديد من المتفوقين العرب، ومنهم من الأردنيين درسوا وتعلموا في أميركا، والعديد منهم يعيشون هناك ويشغلون مواقع متقدمة في إدارة المؤسسات وفي مجالات الأبداع المختلفة، وهذا تعبير عن توفر الفرص على قاعدة المساواة وفق القدرات المتوفرة للإنسان في أميركا.
لهذا كله، نرفض ما يتعرض له الشعب الأميركي من مساس وأذى إرهابي سواء داخل الأراضي الأميركية أو خارجها، لأن الأرهاب لا هوية له، فهو عابر للحدود وللقوميات، وهو يمس البشر، ويمسنا في الأردن وفلسطين وباقي شعوب العالم، ولذلك نرفضه، شكلاً ومضموناً سواء كان مصدره إسلامي أو مسيحي أو يهودي، وسواء تم على يد عربي أو إسرائيلي أو أميركي.
نرفض ما يمسنا، وما يمس غيرنا، حتى لو إختلفنا مع سياسات بلاده، فالصدام والخصومة والحروب لها قوانينها، يجب مراعاتها وإحترام تعليماتها، ولذلك ما جرى في سبتمبر 2001، وما قبلها وما بعدها، وما جرى في بوسطن، أذى الأميركيين وأذى كل إنسان يؤمن بالحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان، ولذلك نعارض السياسة الأميركية لأنها تقف مع الإحتلال الإسرائيلي، ولكن بنفس القيمة والمعيار نرفض الأرهاب ضد الشعب الأميركي، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.
h.faraneh@yahoo.com
حمادة فراعنة/نرفض الإرهاب مبدئياً
15
المقالة السابقة