عروبة الإخباري – عقدت جامعة السلطان قابوس، بدولة عمان ندوة علمية، تحت عنوان: “العلماء العمانيون والأزهريون والقواسم المشتركة”، فى الفترة من 14 إلى 16 إبريل الجارى.
شارك فى الندوة علماء من الدول العربية والإسلامية، فى مقدمتهم الشيخ أحمد بن حمد الخليلى، والمفتى العام للسلطنة الشيخ عبد التواب قطب، وكيل الأزهر الشريف، ومفتى الديار المصرية، ووزير الأوقاف المصرى، والدكتور يوسف القرضاوى.
وأكد المشاركون على ضرورة العمل من أجل دعم وحدة الأمة الإسلاميــة؛ انطلاقاً من قول الله – عز وجل- : “وإن هذه أمتكم أمة واحدة”.
وأوصى المشاركون، بإنشاء كرسى السلطان قابوس للدراسات العلمية بالأزهر الشريف، وتبادل زيارات أعضاء هيئة التدريس فى العلوم الإسلامية، بين جامعتى السلطان قابوس والأزهر، والقيام ببحوث علمية مشتركة، وضرورة إنشاء كلية للشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة السلطان قابوس.
كما أوصوا، بضرورة مشاركة الأقلام العمانية فى الكتابة فى مجلة الأزهر الشهرية، وغيرها من المجلات الأزهرية، ومشاركة أقلام أزهرية فى مجلات جامعة السلطان قابوس، وذلك للتقريب والتعريف بتراث البلدين الشقيقين.
وأكد الشيخ أحمد بن حمد الخليلى، المفتى العام للسلطنة، أن الكل يعلم مكانة الأزهر الشريف الذى هو أعرق جامعة عالمية إسلامية، وأكبر جامعة فى تاريخ أمتنا، لذلك فالكل يأمل أن يقود الأزهر كل المؤسسات العلمية إلى الخير، وأن يؤلف بين القائمين على هذه المؤسسات حتى تكون هذه الأمة كما أرادها الله تعالى أمة واحدة، كما أن الأمة نفسها بحاجة لأن تُبصَّر بدينها وأن ينوَّر فكرها، ويقوَّم منهجها، ويلملم شتاتها، وهذا كله لا يتم إلا بمبادئ الخير، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
وقال الشيخ عبد التواب قطب، وكيل الأزهر الشريف، فى كلمته بالندوة :إن الأزهر هو بيت الأمة بكل ما تحمله كلمة أمة من دلائل؛ فهو بيت الأمة المصرية باعتبار وجوده الجغرافى فى مصر، وبالتالى فالأزهر يقوم بدوره الوطنى فى الحفاظ على ثوابت الأمة ومقدرات الوطن، وهذا فى مصر، ويقوم أيضا بالحفاظ على اللغة العربية وترقيتها.
وأشار قطب إلى نشأة المذاهب الإسلامية، وأن الحوار جزء من بنائها الثقافى والتشريعى، وكذلك علم الخلاف العالى وعلم الخلاف النازل يحميها سياج من أدب الاختلاف وكيفية الحوار وتفعيله، وهذا ما ينبغى أن نبعثه من جديد فى مؤسساتنا الثقافية والدينية وفى كل مجامع الفقه الإسلامى؛ فالحوار بين المذاهب ليس مجرد حدث طارئ ولكنه منهجية متكاملة فى تاريخ العقل الفكرى الإسلامى، فليس من مصلحة أى مذهب من المذاهب أن يكون بمعزل عن الأمة، فيضع نفسه فى برج عاجى ترفع إليه الأنظار ولا تلمسه، أو تطلبه النفوس فلا تجده.
ووجه قطب رسالة للحضور من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مفادها أنه قد آن الأوان إلى وحدة الصف، وتكاتف الجهود، وتنحية الخلافات، فإذا استمر بعضنا فى نزع الثقة من بعض صرنا ولا شك أمة متفرقة لا نجتمع على رأى، ولا يستجاب لنا نداء، فعلى الجميع أن يتدبروا الأمور جيدًا، وأن يعلوا صالح الأمة على المصالح الشخصية، وإذا كانت أوروبا مع تعدد لغاتها وتباين اتجاهاتها الدينية أصبحت اتحادًا واحدًا له قوته، فما بالك بأمة عربية توحد بينها اللغة والدين والحضارة؟ فلدينا كل مقومات الوحدة، لذا ينبغى أن نمتلك الإرادة السياسية والفكرية للوصول إلى غايةٍ أصبحت ضرورة والطريق إليها رغم كل المصاعب يبدو واضحًا، وعندما تحسن النوايا تشملنا رعاية الله وتوفيقه.
وقال الدكتور يوسف القرضاوى، عضو هيئة كبار العلماء: إن الإسلام أرادنا أن نحيا أمة هى أفضل أمة؛ لأنها صاحبة رسالة تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، فهى أمة وسطية فى توازن دقيق، ولا يوجد هنالك ما يمنع أن يلتقى العلماء من هنا ومن هناك؛ فالأزهريون ذهبوا إلى كل البلاد؛ إلى السعودية والكويت وقطر والإمارات، وفى كل بلد كانت هنالك بعثات أزهرية، وعمان لم تنقطع عن الأزهر فى يوم من الأيام، ونحن أمة إسلامية نسعى إلى أن ننتفع من هذا الدين ثم ننفع به غيرنا؛ لنخرجهم من الظلمات إلى النور.