رسالة تحوي موقفين عبّر عنهما تجمع القوى القومية واليسارية الأردنية ، وشخصيات تمثيلية نقابية وإجتماعية وغيرها من الذين يتضامنون مع سوريا الشعب والنظام والبعث الحاكم ، خلال وقفتهم الإحتجاجية ، أمام مجلس النواب مساء الأحد 14/ 4/ 2013 :
أولاً : عبروا عن تضامنهم وإنحيازهم لموقف النظام السوري ، بلا مواربة أو تلكؤ أو مغمغة ، رافضين الثورة المسلحة التي يقودها الإخوان المسلمون والقوى الأصولية الأخرى ضد النظام ، وضد التدخلات الأجنبية والرهان عليها ودورها متعدد الأشكال لدعم المعارضة المسلحة والعمل على إسقاط النظام أسوة بما جرى في العراق وليبيا .
ثانياً : حذروا من زج الأردن ، أو التورط بأي شكل من الأشكال ، بالصراع الدائر على سوريا وعلى أرضها ، رافضين الضغوط أو الإبتزاز الذي يتعرض له بلدنا ، في محاولة من قبل الأطراف الضاغطة للدفع بإتجاه تغيير موقفنا الرسمي المحايد من الصراع .
موقف واضح ، إتخذته الأحزاب القومية واليسارية والمنظمات الشعبية المؤيدة لها ، وعبرت فيه عن إنحيازها لموقف نظام البعث ، وتضامنها معه ، بعد أن كان بعضها متردداً خجولاً طوال شهور الصدام الدموي ، منذ إنفجار الإحتجاجات الشعبية ضد النظام مطالبين بالإصلاح وإلغاء إمتيازات القائد والحزب الأوحد والطائفة واللون الواحد ، والعمل من أجل الاحتكام إلى صناديق الإقتراع وقيم التعددية وتداول السلطة ، وهي مطالب مشروعة إستجاب النظام لبعضها على طريق التحول والاصلاح ، وما زال محجماً عن تحقيق بعضها الآخر .
ولكن تجاوز الاصلاحات والمطالب الديمقراطية المشروعة ، إلى المطالبة بالتدخل الأجنبي الأميركي الأوروبي ، والتفجيرات العشوائية الدموية المدمرة أخرجت الإحتجاجات الشعبية عن سياقها الطبيعي ومطالبها الديمقراطية وأدمت سوريا الوطن والشعب ، وأفقدت المعارضة المسلحة شرعية مطالبها ، وأدت إلى تمزيق صفوفها ، وغياب تجانسها ، وبعثرة أهدافها ، وجعلها أسيرة الأجندة الأصولية المتطرفة ، أوالأجنبية المعادية للوطن وللدولة .
القوى السياسية الأردنية القومية واليسارية التي تناضل من أجل الاصلاح والديمقراطية في الأردن ، لديها نفس الموقف والانحياز للتضامن مع القوى الاصلاحية والديمقراطية السورية ، ولأنها ضد التطرف والإرهاب في الأردن ، فهي ضد الجرائم المماثلة التي تتم في سوريا والتي سببت الدمار والتهجير وإضعاف بلدها وقدراتها أمام المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي .
الصوت الأردني الخافت المعبّر عن تضامنه مع الشعب السوري ومع النظام الحاكم ، قد يكون ضعيفاً ، ولكنه يخلق حالة من التوازن الداخلي ما بين القوى السياسية الأردنية المؤيدة للمعارضة السورية المسلحة ، وتلك الرافضة لها ، ومن هنا فقد جاءت الوقفة التي شملت فرج الطميزي حتى شريف حلاوة ومن محمد شريف الجيوسي حتى راشد وادي ، لتعكس نوعية الرموز المشاركة وخلفياتها السياسية رغم تواضع عدد الذين سلموا رئاسة مجلس النواب مذكرة بمضمون موقفهم نحو سوريا .