زيارة وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إلى عمان تنوعت وامتدت لتشمل محاضرة يلقيها الوزير في جمعية الشؤون الدولية التي يرأسها الدكتورعبد السلام المجالي وحواراً مع برنامج «حوار مع كبار» الذي يقدمه التلفزيون الأردني وقد لا يعلم الكثيرون أن الشيخ متخرج من الكلية العلمية الاسلامية في عمان في المرحلة الثانوية قبل أن يدرس التاريخ في أحد أهم الجامعات الأمريكية ويعمل متطوعاً ومتدرباً في الانتخابات الامريكية لصالح فترة جيمي كارثر..
الوزير كما عرفت من مواليد هذا الشهر ( نيسان) من سنة 1960 ويحسب على الحمائم في العائلة المالكة البحرينية ويرى أن الحل للمشاكل في البحرين من خلال التعامل مع المعارضة هو تعامل سياسي وليس أمني ويرى في مبادرات ولي العهد سمو الشيخ سلمان بن حمد بخصوص الحوار الداخلي ودعوته المتصلة له طريقاً موصلاً ومانعاً لمزيد من التوتر والاستقطاب وتوسيع الفجوات ومع ذلك قامت قوى متطرفة من مجموعات فبراير التي دعت إلى اسقاط النظام بإلقاء قنابل حارقة على مبنى وزارة الخارجية البحرينية في المنامة قبل يومين.. الوزير خالد ،حيث يكثر هذا الاسم الذي يحمله مسؤولون في العائلة البحرينية ممن يطلق عليهم «اسم الخوالد» وهم غيره وتختلف إلى حد ما مواقفهم عن موقفه.
الوزير يتمتع بعلاقات عربية ممتازة وكذلك مع دول أجنبية عديدة تؤهله للدفاع عن صورة البحرين وتعميقها خاصة وأنه عمل سفيراً لدى العديد من الدول وخاصة الدول ذات الأنظمة الملكية في السويد والنرويج وهولندا وبريطانيا وايضاً الولايات المتحدة الأمريكية.
ليس سهلاً استفزازه حتى من أولئك الذين ظلوا يتصيدونه في المؤتمرات الصحفية في الغرب ليحملوا اليه أسئلة ثقيلة أو مفاجأة ويعرف وزير الخارجية ناصر جودة عنه هذه الصفات تحدث لنا بموضوعية وهو لا يحترف النفي وانما يقر بكثير من الحقائق حتى وإن كانت مرة أو بمواقف حتى وان ارتكبها النظام في البحرين وظل يرغب في الرد على الكثير من الأسئلة بما فيها ما جاءت به منظمة هيومن واتش رايس عن التعذيب وعن بيانات الاصلاح الذي تعتقد أوساط غربية ومنها الأوساط الأمريكية وتحديداً السفير الأمريكي توماس في البحرين والذي سجلت عليه مخالفات التدخل في الشأن الداخلي وادمان اللقاء مع المعارضة ويقول وزير الخارجية الشيخ خالد «نعم نرد بموضوعية حين نرى الشك في عيون أصدقائنا حول صورتنا ونعمل معهم في البحث عن الحقائق ليساعدنا ونساعدهم في منع أي طرف من استثمار صورة البحرين سلبياً..
يسعى وزير الخارجية الان لشرح صورة التطورات الأخيرة في البحرين واستمرار التعهد بضرورة انفاذ توجيهات القصر الملكي في البحرين ومبادرات سمو ولي العهد وقرارت لجنة بسيوني الدولية التي جرى انجازها وقد عطل التنفيذ موجات العنف التي تجددت ومع ذلك يرى الوزير أن هذه القرارات التي جرى الثناء فيها على دور البحرين في تاصيل مسيرته الاصلاحية لا بد من انفاذها..
كنت أسأل رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بن كيران عن سبب قطع علاقة المغرب بإيران وكانت الإجابة «يا أخي يتدخلون في شأن البحرين الذي هو بلد عربي تربطنا به روابط الأخوة ومضى يقول تصور أنهم أي الايرانيين يتدخلون هنا عندنا فكيف بالبحرين التي هي خلف نافذتهم..أعانهم الله»..
وزير الخارجية أدار لقاءات سياسية واستقبله جلالة الملك عبدالله الثاني حيث العلاقات المميزة الأردنية –البحرينية وموقف الأردن الواضح والمميز إلى جانب الاشقاء البحرينيين.. وتسعى البحرين إلى تعزيز علاقاتها مع الأسرة العربية بعد قمة الدوحة وكخلاصة لقمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة في المنامة..وترى ان على الأصدقاء الأمريكيين أن يعيدوا قراءة الصورة البحرينية التي قرأتها هيلاري كلينتون قراءة «واقفة» ولم تحسن اعراب جملتها خلاف القراءة الجديدة التي يحملها «كيري» ويتطلع البحرينيون إلى سماعها أثناء جولته وعشية سفر الملك عبدالله الثاني إلى الولايات المتحدة والتي يحمل فيها تصورات عربية واسئلة وأجوبة عن ساحات عربية ومراحل انتقالية فيها وفي مقدمة ذلك مملكة البحرين الشقيقة التي تحتاج في صمودها أمام التحديات الخارجية دعماً عربياً ودولياً متصلاً..
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب /في لقاء وزير الخارجية البحريني
13
المقالة السابقة