د.فايز رشيد/يوم الأرض الفلسطينية الخالد

يوم الارض الفلسطينية هو ذكرى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني، انه عنوان التصاق هذا الشعب بأرضه الطيبة وبوطنه المحتل من قبل العدو الغاشم. صادف أمس السبت الثلاثين من مارس لهذا العام, الذكرى السابعة والثلاثين ليوم الأرض، يوم تنادى الفلسطينيون في منطقة 48 في عام 1976 إلى تنظيم مظاهرات حاشدة في كل المدن والقرى الفلسطينية، احتجاجاً على مصادرة السلطات الصهيونية لـ(31) ألف دونم من أراضي الجليل في عرّابة, وسخنين, ودير حنا، وغيرها. قامت المظاهرات الفلسطينية وجاء الجيش والدبابات الإسرائيلية وحرس الحدود، لقمع هذه التظاهرات بالقوة وبالرصاص الحي، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد 6 من أبناء شعبنا وجرح المئات.
لم تكتف سلطات الاحتلال بذلك، بل فرضت حظراً للتجول في قرى الجليل والمثلث، وذلك في اليوم التالي، وقامت بحملة اعتقالات واسعة بين الفلسطينيين في منطقة 48 , طالت المئات.
لقد أصبح هذا اليوم منذ تلك الحادثة، يوماً للمحافظة على الأرض الفلسطينية من التهويد، ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني في الوطن وفي الشتات، فجماهير شعبنا وفي كل أماكن تواجدها، جعلت من هذا اليوم مناسبةً من أهم مناسبات التاريخ الفلسطيني, تعلن فيه تمسكها بكل الأرض والوطن الفلسطيني، مناسبة تؤكد فيها التزامها بتحرير فلسطين وأن إسرائيل الغازية إلى زوال، مناسبة تؤكد فيها على حق العودة لكل اللاجئين من منطقة 48, الذين أجبرتهم الدولة الوليدة والعصابات الصهيونية, على الخروج من أراضيهم عبر ترحليهم،وقامت باقتراف المذابح والمجازر الجماعية لإرهاب أهل فلسطين واجبارهم على الرحيل، وذلك في مخطط مدروس لهدم ما يزيد على 500 قرية فلسطينية فيما بعد، مسحتها بعد تدميرها في محاولة واضحة لتزييف تاريخ الأرض كي يتلائم مع الأضاليل والأساطير الصهيونية.
لقد استولت إسرائيل على 92% من أراضي فلسطين في عام ,1948 بموجب قوانين للسلب والنهب، سنّتها الكنيست الصهيوني. لم تكتف الدولة الصهيونية بهذا الرقم، بل أصبحت تصادر بشكل دوري المزيد من الأراضي الفلسطينية مرّة بحجة لزومها للأمن والجيش الصهيوني، وتارةً لأهميتها لبناء المستوطنات والمستعمرات الجديدة للقادمين الجدد إلى إسرائيل, ولمحاولة تهويد الجليل. في عام 1976 تنادى أبناء وطننا المحتلة أرضهم في عام 1948 ومن خلال مؤتمر عقدوه في الناصرة، وكان من أبرز قراراته تنظيم احتجاجات بأشكال مختلفة في 30 مارس 1976 احتجاجا على مصادرة أراضيهم, وكان ما كان!!!!.
الدولة الصهيونية تتغنى دوماً بديموقراطيتها, وأن العرب في منطقة 48 لهم نفس حقوق اليهود. جاء يوم الأرض ليكشف زيف حقيقة الديموقراطية الإسرائيلية، فالاعتداءات التي تمت على الفلسطينيين آنذاك بدت وكأنها حملة لمقاتلة جيش آخر، مسلّح بأحدث الأسلحة، وليس حملة لمقاومة أناس يتمسكون بأرضهم ووطنهم، ليس لديهم من الأسلحة غير إيمانهم بعروبتهم وحقوقهم في هذه الأرض، والحجارة التي أخذوا يقذفونها على المعتدين.
لقد تمثلت المعادلة الإسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين في منطقة 48 بـ(أرض أكثر وعرب أقل). لذلك حرصت الدولة الصهيونية منذ إنشاء كيانها حتى اللحظة،على إتباع سياسة التضييق والخنق في كل المجالات, تجاههم، هذا عدا عن سياسات التمييز العنصري، الفاشي بحقهم, في محاولة واضحة لدفعهم دفعاً للخروج من وطنهم وأرضهم، بإيجاد واقع مادي، حياتي، صعب لهم، بحيث يصبح من المستحيل عليهم البقاء فيها. رغم ذلك صمد أهلنا وما زالوا صامدين في وطنهم.
لقد قامت الكنيست الصهيوني في السنتين الأخيرتين بسن المزيد من القوانين العنصرية تجاه أهلنا على مدى ما يزيد عن الستة عقود، ومنذ بضعة ايام تشكلت حكومة اسرائيلية جديدة غالبية وزرائها من عتاة الصهاينة المتطرفين وغلاة المستوطنين. عنوان هذه الحكومة الفاشية (مثل كل حكومات إسرائيل السابقة ) المزيد من مصادرة الاراضي الفلسطينية سواء المحتلة في منطقة عام 1948 أو في الضفة الغربية وغزة المحتلتان في عام 1967. الشهية الصهيونية للارض الفلسطينية مفتوحة دائما ولا تشبع, وكانها تريد محو تاريخ الأرض الفلسطينية مثلما تاريخ الوطن الفلسطيني من عروبتهما الخالدة. المنزرع عميقا في التاريخ العربي – الإسلامي لهذه الارض وهذا الوطن في سبيل تهويدهما. ولكن بئست هذه المحولات الفاشلة التي لم ولن يكتب لها النجاح .
في يوم الأرض كل التحية لأبناء شعبنا الفلسطيني في منطقة ,48 وحيثما يتواجد والنصر لارضنا وشعبنا ووطننا الفلسطيني الذي هو جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الواحد والموحد من المحيط الى الخليج .

شاهد أيضاً

تأثير الصادرات على النمو الاقتصادي* رعد محمود التل

عروبة الإخباري – تُعتبر الصادرات من أهم المحركات للنمو الاقتصادي في الأردن، حيث تلعب دوراً …

اترك تعليقاً