التوجيه الملكي بإيلاء المصابين أعلى درجات الرعاية وهرع رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة وكذلك رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور وكبار المسؤولين ومدير عام الدفاع المدني ووزير الصحة، والاهتمام الأردني الرسمي والشعبي خفف المصاب علينا جميعاً وعلى أهلنا في الضفة الغربية وخاصة مدينة جنين الصامدة.
كانوا في طري عودتهم فرحين بما أنجزوا من زيارة الأماكن المقدسة في العمرة حين داهمهم الموت في حافلة فقد سائقها السيطرة عليها ويجري الآن التحقيق لمعرفة المزيد من الأسباب وملابسات الحادث.
كان عدد المتوفين رحمهم الله كبيراً ولافتاً ومفجعاً وهو يعيد الكثير من الأسئلة منذ حادث باص جرش المرّوع والذي اتخذت بعده مجموعة اجراءات بتوجيه ملكي لا نعرف اليوم مصيرها، أود وأنا أتابع أن أسجل التقدير لجهاز الدفاع المدني النشيط والذي كان في موقع الحادث بالمقاييس الدولية بسرعة الحادث خاصة حين تكون المسافة بعيدة او خارج المدن فقد استطاعت شبكة الدفاع المدني جيدة الربط أن تحرك من فروعها المنتشرة في المحافظات الأقرب بالاضافة إلى عمان امكانيات جيدة وصلت المكان وبادرت في الاخلاء وتحرير الجرحى والمتوفين من تشابك حديد الحافلة التي سبب الحادث في طحنها.
الحادث كان كبيراً استدعى أن يقطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارته إلى موسكو ليعود يتابع ويتقبل التعازي في المنكوبين ويستقبل ذويهم.
ستنتشر بيوت العزاء هنا في مدننا وقرانا وهناك في فلسين في جنين وقراها ومدن أخرى وسيشمل المصاب الجميع فنحن غرب النهر وشرقه اسرة اجتماعية واحدة موزعة على شعبين يشعر كل شعب فينا بمرارة ما يصيب الآخر وحلاوة ما ينجز الآخر..
على الجسور كانت تسهيلات ملموسة فقد أبلى رجال الدفاع المدني جهوداً كبيرة كما جرى فتح المستشفيات العامة والخاصة وتوزع المصابون على العديد من المستشفيات التي أولتهم الرعاية خاصة وأن بعض هذه المستشفيات لديها ضغط زائد من المرضى والمراجعين مما اضطرها لتحويل بعضهم إلى مدينة الحسين الطبية التي استقبلتهم وأولتهم الرعاية.
الحادث أبرز ضرورة دعم وإيلاء جهاز الدفاع المدني كل عناية واهتمام ودعم موازناته وتأهيل أفراده وفنييه وتزويده بأحدث الأجهزة بما في ذلك الاسعاف الجوي فقد كان الملك عبدالله الثاني قبل حوالي عامين قد وجه بضرورة توفير كل الأسباب لتطوير هذا الجهاز وقد رأينا مظاهر ذلك وما زلنا نتطلع للمزيد من الدعم ليكون جهاز الدفاع المدني في مصاف الأجهزة المتطورة في الاقليم وبعض دول الجوار وإن كان جهازنا ما زال يتفوق في كثير من أشكال العمليات التي اعترفت أكثر من جهة دولية بقدراته فيها وخاصة اطفاء الحرائق..
أدعو إلى عقد مؤتمر صحفي يشارك فيه ويقوده مدير عام الدفاع المدني والأجهزة الأخرى التي شاركت والتي تحدث عنها في تصريحه للتلفزيون الأردني حتى نقف على ما تم عمله ونطلع على حيثيات العمل والقدرة على انقاذ الجرحى الذين كان يمكن أن يقضوا لطبيعة الحادث وبعده عن العاصمة.
لن تطوى هذه الصفحة المؤلمة بسرعة وستبقى في الذاكرة تدفع الجميع لمزيد من الحرص وتتطلب مراقبة الحافلات المارة والعابرة والتأكد من صلاحيتها وصيانتها وسلامة من يقودونها وحتى طرح الأسئلة على الركاب أثناء سير المسافات أو الرحلات الطويلة..
ندعو للجرحى بالشفاء وللمتوفين بالرحمة ولذويهم بالعزاء الحار ولبلدنا بالسلامة والتوفيق.
alhattabsultan@gmail.com