منذ وصوله الى المنطقة قبل اسبوعين بدا زوج السيدة البرتغالية ماريا تيريزا ثيرستين التي ترتبط بصداقة مع السيدة اسماء الاسد، ووالد فانيسا ابنته البكر المتزوجة من طبيب ايراني، انه سيكون افضل من ينفذ رغبة باراك اوباما في تسليم مفاتيح الازمة السورية الى الروس، الذين كانوا قد اشتبكوا مع هيلاري كلينتون في جنيف لأنها رفضت تخصيص مقعد للاسد الى طاولة الحوار!
انه جون كيري “الضاحك” طبعاً منظّم الانسحاب الاميركي من المنطقة، التي ستشكل زيارة اوباما الى اسرائيل فصلها الاخير، فهل كثير ان نقول الآن “وداعاً اميركا”، بعدما ثبت ان ادارة اوباما تواصل التسلل من المنطقة على رؤوس الاصابع، وخصوصاً بعد التعامي المشبوه عن التزاماتها السياسية والاخلاقية حيال المذبحة السورية منذ عامين ثبت خلالهما ان اوباما تراجع من بياناته اليومية “الاسد انتهى… الاسد يسقط غداً” الى السعي لإيجاد مقعد له الى طاولة مفاوضات سيديرها سيرغي لافروف بالتعاون مع الشركاء المضاربين في طهران؟
كان في وسع اميركا ان تنسحب من دون ان تحدث مزيداً من الاضرار التي سبق ان نجمت عن تغاضيها المعيب عن حمامات الدم، لكن المستر كيري ينجح الآن في “هجومه” السياسي في حين يفشل الاسد في هجماته العسكرية، عندما يدفع الائتلاف الوطني المعارض الى الانقسام بسبب الخلاف بين معاذ الخطيب وزملائه على تشكيل الحكومة الموقتة وعلى القبول بالتفاوض مع الاسد، وهو ما كانت المعارضة ترفضه دائماً، ولهذا دعت “المبادرة العربية” الى تشكيل حكومة كاملة الصلاحية برئاسة نائب الرئيس السوري وهو ما رفضه الاسد مع كوفي انان ثم مع الاخضر الابرهيمي.
لقد سعت واشنطن دائماً الى تقسيم المعارضة، اولاً عبر الدعوة الى تشكيل الائتلاف من منطلق الرهان على تفعيل الخلافات بين المعارضات السورية المتنوعة آنذاك، ثم من خلال الدعوة الى ضرب “النصرة” في محاولة لدفع المعارضة الى الاقتتال، والآن تريد محاذرة التورط في المنطقة وتلزيم روسيا ومن ورائها ايران حل الازمة، ولكن عبر إهالة التراب على 90 الف قتيل واهمال مئات آلاف الجرحى ونسيان ملايين المهجّرين، وكل ذلك ربما في مقابل الحصول على تفهّم موسكو للخطط الاميركية الجديدة المعدّة لجنوب شرق آسيا لمواجهة التنين الصيني الزاحف!
المضحك ان واشنطن لا تتعامى عن فصول المقتلة السورية فحسب، بل تحقّر شعارات الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان عندما تقول: ايها السوريون ادفنوا قتلاكم واخرجوا من بحر الدم الذي تغرقون فيه وتعالوا الى التفاوض وإنا لله وإنا اليه راجعون… وانها تحاول ايضاً القفز فوق العرب والجامعة العربية وتجاوز حسابات الاطلسيين الذين لن يتركوا سوريا ساحة مفتوحة لروسيا وايران، ولهذا يتسع الاتجاه الاوروبي الى تسليح المعارضة.
راجح الخوري /وداعاً أميركا… لكن المذبحة مستمرة!
21
المقالة السابقة