ما أحببت الليل أبدا وما عشقته وما تمعنت فيه إلا لأجلها..
وما أحببت السفر إلا إليها ..
التفاصيل عادة ما تكون مملة إلا معها، أو إذا كان الحديث عنها لتمنيت أن لا ينتهي، فقط هي من تسعدني ، فقط هي من ألملمُ ما بداخلي من حزن وألقيه في أحضانها ..
هي من ترسم على تفاصيل وجهي ابتسامة، ومن تجعل في عيناي بريقا ، وما تجعلي لقلبي خفقات لا تكون إلا لأجلها..
عمري لا احسبه يمضي إلا فيها ، عامي يبدأ عند لقائها وينتهي عند مغادرتي لها..
من قال أن السنة اثني عشر شهرا؟!!
العام بمقدار رؤيتها والجلوس فيها والأنس بصباحاتها التي لا يشبهها صباح..
الليل دوما موحش إلا إذا كان بصحبتها ، عندما تجول بسيارتك أو تجلس في بلكونة بيتك وتستمتع بأضواء سمائها ، حتى أن النجوم تجلس إلى جانب القمر في مشهد لا تراه إلا في سمائها.
اقترب العام من نهايته وجاء شهر آب مسرعا، وكأنه يريد أن ينتزعنا قسرا وغصبا عنا من أحضانك.. دوما كنت أطلب منه أن يتمهل ولا يستعجلنا في الرحيل ..
دوما كنت أطلب منه أن يترفق بقلوبنا التي طالما أحبت وعشقت وانتظرت كثيرا فرحة اللقاء ..
لكن هذا هو شهر آب يلوح في الأفق ويقول لنا آن لكم الرحيل .. على أمل اللقاء نحيا .. على أمل العودة واجتماع الأحبة.. على أمل الجلوس مرة أخرى على سفحات جبالك وأضوائها المتلئلئة.
نعم: انتهى عام وسيبدأ عام وتبقين أنت أجمل ما في كل الأعوام .. عمّان..
ما أحببت الليل أبدا وما عشقته إلا لأجلها.. “عمّان” / بقلم رشا أبو بكر
10
المقالة السابقة