إنّ الناظر لبعض الأحزاب في وطني؛ يحسبها الظمآن ماء..فإذا ما اقترب عرف الحقيقة من غير أدلة..سراب هذه الحياة الحزبية ..بل كذبةٌ كبرى..والأخطر أنه مطلوب منك أن تصدّقها..يجب عليك وأنت تشرب حليب أمّك أن تقول أن الأحزاب موجودة ..! إذا كانت الأمور بالألفاظ فقط : الأحزب موجودة..العدل موجود..التكافل موجود..العيد موجود..الحرية موجودة..الكرامة موجودة..إلخ.
صرختُ بـ ((الأرفل)) وهو يأكل (قضمة) من السندويشة ويتبعها بسحبة بيبسي: يعني بدك تفهمني يا بني آدم أن هناك أحزابا (بح ما فيش)..؟! لم يضحك الأرفل..ولم يعصّب..واستمرّ بقضم السندويشة وهو ينظر إلي ويقول بلغة (مبطبطة) بسبب الأكل: يا صاحبي..الأحزاب التي يتطاير منها العجز..والتي مهمتها كتابة بيان بلغة خشبية..والتي تنتظر على باب الوزارة كي تأخذ دعماً مشروطاً..والتي لا تعرف كيف تفعل فعلاً حزبياً واحداً ؛ واحداً فقط..والتي تنخرط في الواسطة والمحسوبية والشللية والعشيرة و حلول فنجان القهوة و التهام المناسف و تحلاية الكنافة ..هذه ليست أحزاباً..هذه مشيخات بلا اعتراف شعبي..زعامات زاعمة ليس لها قواعد ..اعطني حزباً واحداً يستطيع أن يقدّم مشروع قانون واحد متكامل ..أو يستطيع أن يحشد الناس في السوشيال ميديا وليس في الشارع..! معظمها أحزاب تبحث عمّن يطعمها ويسقيها ويرفع لها يافطتها ..المشكلة يا صاحبي في الفعل الثوري وليس في الثورة..!