عروبة الإخباري – سمية أبو عطايا – لا تكاد برلين تبرح الساحات والميادين .. وهي تحاول إيصال صوت معاناة أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم .. وحشد كل الطّاقات للدّفاع عن قضايا أمّتنا .. خاصّة في فلسطين المحتلة وغزّة المحاصرة والقدس .. وهم الذين يقبعون تحت ظلم وجبروت وعدوان وممارسات بطش الإحتلال.
وكانت إحدى فصول عدوانه الإجرامي المتواصل يوم الإثنين الموافق 22.07.2019 شرقي القدس .. حيث أقدمت قوات الإحتلال الإسرائيلي .. على تنفيذ جريمه هدم المنازل الفلسطينية في بلدة صور باهر في وادي الحمّص في مدينة القدس .. حيث تم هدم أكثر 16 بناية .. وتسويتها بالأرض .. وهي تضم أكثر من 100 شقة سكنيّة .. في مواصلة الإحتلال لسياساته العنصرية .. في تهجير المقدسيين من المدينة المقدسة .. أهل الأرض الأصليين وأصحابها .. من أجل بناء المزيد من الإستيطان وتكريس الأمر الواقع لدولة المستوطنات والقتل والتّدمير.
وخرج يوم الثلاثاء الموافق 30.07.2019 أبناء الجالية الفلسطينيّة والعربيّة وأنصار فلسطين .. وبدعوة من اللجنة الوطنية الفلسطينية في برلين .. في وقفة إحتجاجية أمام بوابة برلين التاريخية .. وسط العاصمة الألمانية .. حيث عبّر المعتصمون عن رفضهم لممارسات دولة الإحتلال الإجرامية .. وقراراتها وفعلها بهدم المساكن الفلسطينية .. شرقي القدس في بلدة صور باهر في وادي الحمص .. حيث تم تشريد ما يزيد عن سبع مائة ساكن فلسطيني من ديارهم .. ليصبحوا دون مأوى ..!!.
وأشار المعتصمون أمام بوابة برلين التاريخية في خطابهم .. إلى رفض وإدانة هذا الفعل الإجرامي الذي يرتقي إلى جرائم الحرب .. ويعد أكبر عملية هدم لمنازل الفلسطينيين منذ العام ١٩٦٧ في القدس .. الذي يرمي لهدم المنازل الفلسطينية واقتلاع السكان الأصليّين من أرضهم .. في عملية تطهير عرقي واضحة .. واعتبر المحتشدون في قلب برلين العاصمة .. في بيانهم باللغة الألمانية .. موجه للعالم بأسره ولما يسمى بالشرعية الدولية ومؤسساتها .. بأن هذا الفعل الإجرامي .. يأتي تأكيداً للسياسة الإسرائيليّة الّتي تتبعها .. في الإستمرار والإمعان في ابتلاع الأراضي الفلسطينية وتهجير أهلها .. وزيادة الإستطيان وتقطيع أوصال الضفة وقطع الطريق على أي امكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة مكتملة الحياة والأركان .. ونسف لما يحاولون تسويقه للعالم بما يسمونه الحل السلمي الذي يضفي إلى “حل الدولتين” .. الذي أصبح غير ممكن إطلاقاً .. بإقرار وبفعل سياسات الإحتلال .. هذا الكيان الذي لن يقبل على الإطلاق قيام دولة فلسطينية.
وعبر المحتشدون عن قناعتهم .. بأن جرائم الإحتلال لا يمكن أن تبقى دون مواجهة حقيقية .. على المستوى الشعبي والسياسي .. وعلى كل المستويات التي أقرها المجتمع الدولي ومؤسساته .. إنها مواجهة الإستيطان والتهويد واقتلاع الفلسطيني وتهجيره .. وهدم المساكن وابتلاع الأرض والقدس والحصار .. والإعدامات اليومية .. والزّج بأهلنا في السجون والمعتقلات.
وطالب المحتشدون الرسمية الفلسطينية .. بوضع ملفات جرائم الإحتلال المتعددة .. أمام المؤسسات الدولية ذات الإختصاص .. وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية .. ووضعها أمام مسؤلياتها .. بالنظر في هذه الجرائم والمحاسبة عليها.
وقد أبرق المشاركون في اعتصام اليوم في برلين برسائل التحية والإكبار للأهل في الضفة المحتلة .. خصيصاً للأهل في القدس وصور باهر ووادي الحمص .. على صمودهم وإصرارهم على مقاومة المحتل .. والدفاع عن تراب فلسطين وعروبتها.
كما وجّهوا التّحيّة الى أهلنا في غزّة المحاصرة وأكّدوا على دعمهم لمسيرات العودة الكبرى ومطالبها المشروعة .. تنفيذ قرارات الأمم المتحدة .. خاصة القرار الأممي رقم 194 الّذي يتعلّق بحقّ اللاجئين بالعودة إلى مدنهم وقراهم الّتي هجروا منها عام 1948 بقوة السلاح وجرائم الإحتلال وعدوانه.
*وقد تخلل الوقفة الإحتجاجيّة .. الأناشيد الفلسطينية الوطنية .. والقاء بعض الكلمات من المنظمين ومن المشاركين ومن المتضامنين مع شعبنا .. التي جاء فيها:
دعوة الإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لتشكيل ضغط على دولة الإحتلال الإسرائيلي .. من أجل وقف عمليات وسياسات هدم المساكن الفلسطينية .. ولحماية بلدة صور باهر ووادي الحمص في مدينة القدس .. ومن مواصلة الهدم والإعتداء على أبناء شعبنا المتظاهرين المدنيّين هناك.
فرض عقوبات على حكومة الإحتلال ومقاطعتها .. لما تقترفته من سياسات ومخالفات قانونية وإنسانية بحق شعب أعزل يقبع تحت الإحتلال .. وتتعارض مع الأعراف والقوانين والشرائع الدولية والسماوية.
توجيه الشكر للشعوب والأحزاب والحكومات .. ولكل من يقف الى جانب الشّعب الفلسطيني .. في مطالبه العادلة ويسانده .. لنيل حقوقه والدفاع عن ممتلكاته .. وتم شكر المستشارة الألمانية السيدة أنجيلا ميركل .. على موقفها من اعتداء الإحتلال على أهلنا خاصة في وادي الحمص..