منذ قرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الامم المتحدة في تشرين الثاني / نوفمبر للعام 1947 ، الى خطاب الرئيس التونسي الاسبق الحبيب بورقيبة في أذار / مارس لعام 1963، والقرار 242 لعام 1967، و338 في العام 1973، ومحاثات جنيف عقب حرب رمضان، الى اتفاقيات كامب ديفيد في العام 1979، والى قائمة من القرارات الدولية وصولا الى مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991، واتفاقيتي اوسلو في العام 1993وادي عربة 1994..عشرات القرارات الدولية ومبادرتي فاس/ المغرب لعام 1981 والعربية للعام 2002 طرحتهما السعودية..وصولا الى التآمر الامريكي الصهيوني في ما سمي بـ صفقة القرن الرامية الى فوز الكيان الصهيوني بالارض وبتطبيع عربي مجاني، وتصفية القضية الفلسطينية وإنكار حق الشعب الفلسطيني القابل للتصرف وتهديد دول عربية في مقدمتها الاردن.
كل القرارات الدولية والمبادرات والتنازلات العربية لم تستطع التجاوز على القضية الفلسطينية وهي تمس العرب والمسلمين والمسيحيين، لذلك بثقة سيكون مصير صفقة كوشنر / ترمب ونتنياهو كما سابقاتها اما في الادراج وارفف الارشيف السياسي العالمي ستتآكل كما بقية القرارات الدولية التي لم تجد طريقا للتنفيذ في ظل انكشاف القيادة الفلسطينية وتراخيها وانقسامها المدروس، واختلال نظم عربية وسيادة أحادية القطبية الدولية منذ العام 1991، لذلك قرابة ثلاثة عقود على مؤتمر مدريد شهدت خلالها المنطقة العربية في أزمات متلاحقة من شقاق ونفاق واقتتال عبثي افضى في نهاية المطاف الى انهيار منظومة الاخلاق السياسية الطبيعية وبروز مواقف غريبة في دول عربية ناهضت انفسها وتنكرت لإرادة شعوبها وانحازت الى الشيطان.
اليوم هناك اصطفاف معلن وغير معلن مع العدو الصهيوني، وهناك اصطفاف مضاد وقوي يرفض صفقة القرن المشؤومة ويعيد الى الذاكرة العربية والإنسانية مجموع القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، ودوليا هناك عشرات من الدول والشخصيات العالمية ترفض التفرد الامريكي بالحل الذي لا يرى الا ما يراه نتنياهو / كوشنر ومطامعها، فالاردن يقف صفا واحدا بقيادة الملك وخلفه الاردنيون والفلسطينيون والاحرار العرب والعالم ضد الصفقة، والثابت ان لاءات الملك الثلاث واضحة وهي موقف قوي ..مفاده ان الاردن ليس للبيع ولن يكون وطنا بديلا لاحد، وان لا مناص من الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين حلا للصراع العربي الصهيوني، ولن يسمح الاردن ان تمس مصالحه.
محاولات البعض تنفيذ هجوم إعلامي منسق وخبيث لبث نوع من الضعف في الاردن، فإن التاريخ القريب يؤكد ان لا حل بدون الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية مهما بلغ حشد الغربان والاموال المسمومة مبلغا فالصفقة المشؤومة سيكون مصيرها كما سابقاتها ..فالسلام له مسارته ولامجال للقفز عليها والسنوات القادمة ستثبت لكل من تراخى او تآمر ان الشعوب الحية لاتقهر، وإذا لها قيادات واعية مخلصة فالنصر سيكون حليفها.