عروبة الإخباري – أشرف محمد – استضافت دائرة المكتبة الوطنية وضمن نشاط كتاب الاسبوع الذي تقيمه مساء الأحد من كل اسبوع وبرعاية الدكتور محمد أبو حمور أمين عام منتدى الفكر العربي و وزير المالية الأسبق الكاتبة فداء الحديدي للحديث عن روايتها ‘ أدراج الاسكافية ‘ وقدم قراءة نقدية للرواية رئيس قسم اللغة العربية في جامعة جدارا الدكتور خالد مياس وقدم شهادة ابداعية للرواية الإعلامية كاثي فراج وأدار الحوار المخرج السينمائي برهان سعادة .
قال د. مياس ان الكاتبة حاولت من خلال روايتها إبراز صورة المكان من خلال مشاهدها وشخوصها وزمانها مستخدمة ألفاظاً مختلفة الدلالات تجمع فيها بين الأصالة والمعاصرة ، ناهيك عن استخدامها اللهجة العامية وما تحمله هذه اللهجة من دلالات منبثقة من التراث المادي المعهود في المكان الذي تدور فيه الرواية الذي يتراوح بين السلط القديمة وعمان القديمة .
وأشار الى ان الرواية مفعمة بالألفاظ التراثية الدينية فقد استخدمت الفاظاً وصوراً مستوحاة من القرآن الكريم ومن المسموع عن العرب سواءً أكان ذلك المسموع شعراً أم نثراً ، اضافة الى الاشارات الكثيفة للتراث الثقافي بنوعيه المادي والمعنوي .
وقالت فراج ان الرواية توثق تاريخ السلط وهذه الأدراج وسوق الحمام ، وركزت الرواية على المكان وتحديد الزمان وعلى موضوع عمالة الأطفال ، اضافة الى وصف الحالة الفريدة من نوعها بين أهل السلط وتحديداً العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين فقد كان وصفاً دقيقاً .
وبينت انه بالرغم من صغر المساحة في الرواية الا انها مليئة بالأماكن التي يقصدها أبناء السلط ، كما ان الكاتبة قد ذكرت في روايتها ان هنالك العديد من السراديب في سوق الحمام ومنطقة أدراج الاسكافية وهذه السراديب مغلقة .
وفي مداخلة لراعي الحفل د. أبو حمور قال ان الرواية تحمل في عنوانها ومضمونها رمزية خاصة تتعلق بمدينة السلط بوصفها مكاناً لأحداث الرواية استطاعت الكاتبة ببراعة السردية وتوظيف دلالات المكان التاريخية والحياتية اليومية ان تعطي هذا المكان دوراً في معاني التواصل الانساني والمجتمعي الذي يميز السلط بتنوعها ومكوناتها السكانية ونموذج التربية وأهمية دور الأسرة في تقدم الانسان أو تراجعه في مسيرته الحياتية .
وأضاف ان الرواية تشتمل على قدر مهم من مناقشة هموم انسانية قد يراها البعض تحصيل حاصل وانها ليست مجرد بحث إجرائي في الموضوعات التي يختارها كاتبو الروايات للسرد بل مزيج من الأفكار والمواقف والرؤى الانسانية إزاء الحياة والمجتمع والذات وايمان الكاتب بقضايا مجتمعه .
وقالت الحديدي ان الرواية تحدثت عن حزمة كبيرة من عمالة الأطفال وما قد تحمله معها من معاناة وامتهان وسرقة للبراءة والطهارة ليجد نفسه ملقى في أروقة الغدر والخسائر الأخلاقية والاجتماعية .
وبينت انه كان للتعايش الديني نصيباً في ادراج الشخصية الرئيسية في الرواية ، ناهيك عن المكان والزمان فقد امتدت مساحة المكان في الرواية في ذاكرة البطل لتشكل تاريخاً لا ينسى في مدينة السلط زمناً وتاريخاً بل وحتى نضالاً .