عروبة الإخباري – عبر رؤوساء الكنائس الانجلينية والكاثوليكية ورؤساء منظمات خيرية دولية”دي كيه إتش” و”اكدي” وجمعية “الكاريتاس” في المانيا، عن تعاطفهم مع الاسر السورية اللاجئة والمقيمة في الاردن لما كابدته من ويلات النزاعات المسلحة في بلدهم خاصة النساء والاطفال، معربين عن تقديرهم واعجابهم لتجربة السلام والحب التي يتمتعون به داخل المجتمعات الاردنية.
جاء ذلك خلال زيارة قاموا بها اليوم السبت يرافقهم عدد من ممثلي وسائل الاعلام الالمانية، الى مركز تدريب الفتيات التابع لجمعية مجلس الكنائس لإغاثة اللاجئين المقيمين في الاردن والكائن في مخيم الشهيد عزمي المفتي في اربد حيث التقوا مجموعة من السيدات والفتيات والاطفال من المستفيدين من خدمات الاعانة والاغاثة والبرامج النفسية والتأهيلية الداعمة والتي ينفذها المجلس للأسر السورية اللاجئة والمقيمة في لواء بني عبيد ومنطقة المخيم. وكان الحضور استمع الى قصص مؤلمة للنساء والفتيات المكلومات من ويلات النزاعات المسلحة في بلدهم والتي دفعتهن الى الفرار واللجوء الى الاردن املا بالأمن والسلام.
وفي هذا الاطار قال رئيس كنائس الانجلينية في برلين الدكتور نيكولاس شنيدر “سمعنا قصصا مؤلمة ومفجعة لم نكن نتوقع ان نسمع مثلها”، مضيفا ” وبالمقابل قصص التعايش والامن والسلام والمحبة التي تعيشونها الان داخل المجتمعات الاردنية مدعاة لكن للاستمرار بالحياة من اجل مستقبلكن ومستقبل اولادكن واطفالكن “.
ووفقا لمصادر جمعية مجلس الكنائس فان نحو 300 اسرة سورية لاجئة تقيم في منطقة المخيم سبعين بالمئة منهن نساء ارامل مع اطفالهن.
واشار الدكتور “شنيدر” الى انهم وبعد عودتهم الى المانيا سيحاولون جمع اكبر عدد من التبرعات والمساعدات لصالح اللاجئين السوريين في الاردن وخاصة المقيمين في منطقة المخيم.
من جهته بين رئيس الكنائس الكاثوليكية في المانيا “بيشوب ترل “لوكالة الانباء الاردنية(بترا)، انهم سينقلون رسالة الى المجتمع الدولي ومن خلال وسائل الاعلام في المانيا، عن اوضاع اللاجئين السوريين ومدى حاجتهم الى الدعم والمساندة.
وفي هذا الاطار قال ترل “نحن بشر وننتمى الى عائلة واحدة ومساعدتهم في الحفاظ على حياتهم وكرامتهم هو واجبنا تجاههم” .
وشارك الوفد الضيف النساء والفتيات السوريات جلسة دعم نفسي واجتماعي تنفذها الجمعية لهن وبإشراف اخصائيين، كما شاركوا الاطفال السوريين وهم نحو 50 طفلا وطفلة، في جلسة دعم اجتماعي ونفسي موجه لهم وذلك من خلال الرسم واللعب وقراءة القصص والاغاني والاناشيد .
واستمع الوفد الضيف من الاطفال عن قصص ومشاهد الحرب التي كابدوها والتي جسدتها اياديهم الصغيرة من خلال رسوماتهم والوانهم، كما استمعوا الى قصص اخرى لواقع الامن والسلام الذي يتمتعون به حاليا في الاردن، ورسومات اخرى كانت معبرة عن تلهفهم للعودة الى بيوتهم والعابهم التي تركوها رغما عنهم في بيوتهم .
وتسلم رؤساء الكنائس من الاطفال رسوماتهم بعد ان وعدوهم بان تكون هذه الرسومات بمثابة رسائل للعالم ليقفوا فيه على مصابهم وعلى حاجتهم للدعم والمساندة، وتطلعهم الى احلال السلام والامن في بلدهم سوريا.
من جهته ثمن رئيس جمعية مجلس الكنائس الدكتور فرح عطا الله وباسم جمعيته واعضائها دور وجهود جلالة الملك عبد الله الثاني والحكومة الاردنية بان يكون الاردن الأنموذج في التعايش السلمي بين مختلف الفئات والاديان.
وعبر الدكتور عطا الله عن امله بان تحقق هذه الزيارة اهدافها في الحشد والتعبئة من اجل زيادة خدمات الاعانة والاغاثة للاجئين السوريين المقيمين في الاردن، ودعم مشروعات جمعية مجلس الكنائس الموجه للاجئين السوريين والفقراء في الاردن، مؤكدا ان هذه الزيارة هي دليل على الاهتمام العالمي بالأردن لا سيما وانه انموذجا لدى العالم في التعايش السلمي في منطقة تسودها النزاعات والتوتر وعدم الاستقرار.
وفي ختام الزيارة سلم رؤساء الكنائس النساء والفتيات السوريات معونات غذائية واغطية وملابس، مثلما وزعوا الهدايا على الاطفال والتي شملت ادوات رسم والوان وقرطاسية متنوعة.
وجمعية مجلس الكنائس في الاردن هي من الشركاء للمنظمة “D K H /” Diakonie” Katastrophenhilfe العالمية حيث تمكنت الجمعية وعلى مدى عام 2013 من تقديم الاعانة والاغاثة لمئات من الاسر السورية اللاجئة والمقيمة في الاردن وخاصة في لواء بني عبيد ومنطقة مخيم الشهيد عزمي المفتي.
وكان ممثلو وسائل الاعلام الالمان زاروا عددا من الاسر السورية في اماكن سكناها حيث استمعوا الى قصص صورت واقع حياتهم.
وشملت زيارة الوفد الالماني مركز “الكاريتاس” في الحصن حيث اطلعوا على الخدمات التي يقدموها للاجئين السوريين في المنطقة.
ووفقا للدكتور عطا الله فانه ومن المقرر ان يقيم رؤساء الكنائس الالمان مع كنائس الاردن مساء اليوم السبت صلوات مسكونية مشتركة من اجل ان يعم السلام والامن في المنطقة.