عروبة الإخباري – تواصل ميليشيات “حماس” لليوم الرابع على التوالي، حملتها الوحشية ضد الصحفيين، في محاولة لتغطية جرائمها بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، الذي انتفض مطالبا بحياة كريمة.
تلك الميليشيات تسعى بالقوة المفرطة إلى تكميم الأفواه، وحجب الصوت والصورة عما تقترفه من بطش وانتهاكات صارخة، وتكريسا “لسلطة الأمر الواقع”، دون الالتفاف لما تتعرض له القضية الفلسطينية من تهديدات خطيرة، في تأكيد واضح لتساوق أجندتها ومن يسعون إلى تمرير “صفة العار”.
مساء أمس السبت اعتقلت ميليشيات حماس الصحفي أسامة أبو سكران، خلال تغطيته لاعتداءات عناصر حماس المسلحة على المواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال شهود عيان، إن أفرادا من الميليشيات اعتقلوا أبو سكران بعد أن اعتدوا عليه بالضرب المبرح، ومصادرة هاتفه النقال.
كما اعتقلت تلك الميليشيات مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون رأفت القدرة يوم أمس من منزله في مدينة خان يونس جنوب القطاع. وفي دير البلح اختطفت أفراد الميليشيا الصحفي معين فرج الله، الذي يعمل منتجا في هيئة الإذاعة والتلفزيون، واقتادوه إلى مكان لم يُعرف بعد.
واختُطف خلال “الحراك الشبابي” الصحفي مطر الزق من وكالة “فلسطين اليوم”، وأفراد من عائلته، عقب دهم منزلهم في حي الشجاعية. ولا يزال مراسل موقع “دنيا الوطن” الزميل أسامة الكحلوت، في زنازين حماس لليوم الثالث على التوالي بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح، واختطافه هو الأخر من منزله.
وقال ذوو الكحلوت “إن عناصر مسلحة من حماس اقتحمت منزله خلال لقائه فريق من الحقوقيين وصلوا للاستماع لإفادته فاعتدوا عليه وعلى الفريق الحقوقي الذي نُقل للمستشفى، وحطموا أثاث المنزل”.
وكان الكحلوت قد نشر عددا من الصور للمواجهات التي اندلعت في مدينة دير البلح بين المواطنين وميليشيا حماس التي اعتقلت وأصابت العشرات في المدينة.
وتلقى عدد من صحفيي الوكالات العالمية تهديدات عبر الهاتف وتحذيرات من مغبة تغطية أخبار قمع الميليشيا لحراك “بدنا نعيش” الذي انطلق في مناطق مختلفة من قطاع غزة ضد الفقر، وارتفاع الضرائب التي تفرضها “حماس” على السلع الأساسية.
وقال الصحفي محمد أبو شعر مراسل عدة مواقع محلية، إنه تلقى تهديدا عبر الهاتف من شخص أطلق على نفسه اسم “أبو أحمد”.
وأضاف أبو شعر على صفحته على “فيسبوك”: إن الشخص الذي هاتفه نعته “بالجاسوس” الذي يخدم إسرائيل بسبب ما يكتبه.
وقال مراسل إحدى الوكالات العالمية، رفض الكشف عن اسمه (خوفا من حماس) إن عدة مراسلين يعملون مع الصحافة الأجنبية تلقوا تهديدات وتحذيرا من ردة فعل عنيفة في حال تغطية “عمليات التخريب” في إشارة إلى حراك “بدنا نعيش”.
واقتحمت ميليشيات حماس، مساء أمس السبت، منزل الصحفي سامح الجدي، صحفي محلي حر، وفرضت عليه إقامة جبرية لمدة أربعة أيام. واحتجزت أفرادها المصورين الصحفيين بشار طالب، وعاصم شحادة، ومنعوهما من التصوير، وأفرجا عنهما بعد تهديد بعدم محاولة التصوير مرة أخرى.
واختطفت الميليشيات مدير تحرير بوابة الهدف الإخبارية، الصحفي سامي عيسى، في مخيم جباليا، وصادروا هاتفه النقال الخميس الماضي وهو اليوم الأول للحراك الشعبي.
كما اختُطف مراسل صوت الشعب الصحفي محمود اللوح، الجمعة، خلال تغطية المواجهات في مدينة دير البلح. واختطفت أيضا الزميلين معين محسن وفهد الخالدي في مخيم جباليا، وأفرج عنهما في وقت لاحق.
ولم يقتصر منع الصحفيين من التغطية بل طال المواطنين وهواتفهم النقالة. ففي خان يونس، ودير البلح، ومخيم جباليا، اقتحمت عناصر الميليشيا العشرات من منازل مواطنين، بعد أن لاحظوا مواطنين يلتقطون صورا لاعتداءاتها على المواطنين.
كما اعتدت الميليشيات بالضرب على الأهالي بحثا عن هواتف نقالة، وتم اعتقال عدد منهم، ومصادرة العشرات من هواتفهم، عدا عن اعتقال كل مواطن يلتقط صورا بهاتفه في الشارع، الأمر الذي قيّض عملية توثيق الاعتداءات.
وقال الصحفي فادي الزعانين من مدينة بيت حانون شمال غزة، إنه كان يهاتف زوجته التي كانت في مخيم جباليا وفجأة انقطع الاتصال، بعد مشادة كلامية ليتبين أن عناصر من ميليشيا حماس انتزعوا منها هاتفها وفتشوه ما إذا كان يحتوي على صور.
وتغيب كاميرات القنوات العربية والدولية عن تغطية الأحداث، بسبب التهديدات المباشرة أو غير مباشرة من عناصر حماس، عبر منصات التواص الاجتماعي بأسماء وهمية، أو وجها لوجه، كما أفاد صحفيون.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الصحفيين تتحفظ وكالة “وفا” عن ذكر أسمائهم، تعرضوا للضرب أو الاحتجاز لكنهم يفضلون عدم نشر أخبار عنهم، لتجنب ردة فعل عنيفة من قبل ميليشيات “حماس”.
كما فرضت تلك المليشيات الاقامة الجبرية على مدير نقابة الصحفيين في غزة لؤي الغول، هاني الأغا.
وكانت نقابة الصحفيين قد أدانت مواصلة أجهزة “حماس” في قطاع غزة اعتداءاتها وقمعها الوحشي للصحفيين والمتظاهرين، الذين خرجوا ضد الجوع والقهر لليوم الرابع على التوالي.
واعتبرت النقابة في بيان لها، أن ما يجري يعكس سلوكا بوليسيا في التعامل مع نبض الشارع، ويشيطن عمل الصحفيين الذين يغطون بمهنية مجريات الأحداث.
بدورها، اعتبرت وزارة الإعلام استهداف “حماس” للصحفيين والحقوقيين والناشطين واعتداءاتها على أبناء شعبنا عمل تقوم به عصابات، ويشكل خروجا على كل أعرافنا الوطنية والأخلاقية والدينية، وإمعانا في تلطيخ صورة شعبنا أمام العالم، والتنكر لتضحيات الشهداء والأسرى.
وأشارت إلى أن الممارسات السوداء لـ”حماس” والواقفين خلفها أو الداعمين لها لم تمس الحراك الشبابي في غزة فحسب، بل شوهت نضال شعبنا، وحرفت بوصلتنا عن وجهتها، في مرحلة شديدة الحرجة، وتساوقت مع “صفقة العار”، وقفزت عن جراح شعبنا، وتجاوزت الحرب الشرسة للاحتلال ضد المسجد الأقصى المبارك.