عروبة الإخباري – أعلن ممثلو عدد من الفصائل الفلسطينية الـ 12 عن فشلها بالتوافق على اصدار “اعلان موسكو”، نتيجة خلافات سياسية حول منظمة التحرير والاتفاقات الموقعة التي يجب ان تكون قاعدة للحوارات اللاحقة، وعلى دولة فلسطينية وحدودها.
وحاولت الأطراف المشاركة التخفيف من أثر عدم الاتفاق، بالقول أنها توصلت الى تفاهم حول أسس البيان السياسي.
وأكد عضو المكتب السياسي في “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”، معتصم حمادة، في حديث لوكالة “سبوتنيك”، أن هذا القرار جاء لعدم توافق الفصائل بشأن عدة نقاط فيه، موضحا أن ممثلي حركتي “الجهاد الإسلامي” و”حماس” أعربوا عن معارضتهم لعدة بنود في الوثيقة.
وأشار حمادة إلى أن هذه النقاط الخلافية تتعلق بمسألة القدس، حيث طلب البعض باستخدام عبارة “دولة فلسطينية عاصمتها القدس” دون تحديد حدود عام 1967، فيما كان البعض ضد الحديث عن الشرعية الدولية، وعارض آخرون الحديث عن “حق العودة” معتبرا ذلك اعترافا بدولة إسرائيل في المضمون.
وفي كلمة ألقاها أثناء المؤتمر الختامي للاجتماع، اعتذر عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، عزام الأحمد، من الجانب الروسي على عجز الفصائل عن بلوغ اتفاق، وقال: “نعتذر لكم، لم نتمكن من تقدير الصداقة”.
وأوضح الأحمد أن ما توصلت إليه الفصائل اليوم يشبه ما تم التوصل إليه في عامي 2011 و2017، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الفلسطينيين اليوم في حاجة أكثر من أي وقت مضى إليه، بهدف “انتزاع ورقة الانقسام من أيدي الأمريكيين ومن يساندهم في الساحة الفلسطينية”.
وأكد الأحمد أهمية اجتماع موسكو قائلا إنه “أخرجنا من الجمود”، مشيرا إلى أنه قام بالتنسيق مع القيادة المصرية بشأن هذا الاجتماع، مبديا ثقة “فتح” بدور القاهرة في تسوية النزاع.
من جانبه، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” موسى أبو مرزوق، أثناء المؤتمر، أن جميع الحاضرين في الاجتماع وافقوا على ضرورة مواجهة خطة السلام الأمريكية الجديدة للنزاع الشرق الأوسطي والمعروفة بـ”صفقة القرن”.
وشدد أبو مرزوق على وحدة الفصائل فيما يتعلق بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان والتصدي لمحاولات تغيير الوضع القائم لمدينة القدس ومحاولات فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
وانتقد القيادي في “حماس” المؤتمر الدولي بشأن قضايا الشرق الأوسط الذي ينطلق اليوم في بولندا تحت الرعاية الأمريكية، قائلا إن هذا المؤتمر يمثل جزءا من “صفقة القرن” ويهدف إلى تحويل العداء بين العرب وإسرائيل إلى صراع بين العرب وأطراف أخرى.
من جانبه وافق الأمين العام لـ”جبهة النضال الشعبي الفلسطيني”، أحمد مجدلاني، على هذا الموقف، قائلا إن لقاء موسكو “يوجه رسالة هامة إلى المجتمعين في مؤتمر وارسو، فالحل يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وليس ابتداع عدو آخر”.
بدوره، شدد عضو المكتب السياسي لـ”حركة الجهاد الإسلامي”، محمد الهندي، على ضرورة التوصل إلى استراتيجية وطنية شاملة جديدة للمضي قدما في تحقيق تطلعات الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم، “وليس في ذات السياق الذي ثبت فشله على مدار 25 عاما”، داعيا إلى تعديل منظمة التحرير الفلسطينية، كي تدخلها “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وفي ختام المؤتمر، أشار الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إلى أهمية اجتماع موسكو، قائلا: “ما نتفق عليه أكثر مما نختلف عليه”.
وأكد البرغوثي أن لقاء موسكو أخرج الفصائل الفلسطينية من “حالة الجمود”، مذكرا بأنه أول لقاء يشمل الجميع خلال عام.
وقال: “هذا إنجاز مهم، انتقلنا إلى مرحلة جديدة نأمل أن تستكمل في مصر”، وقدم اعتذاره إلى الشعب الفلسطيني لعجز الفصائل عن التوصل إلى وحدة كاملة.
وكانت فصائل فلسطينية وزعت مسودة بيان، بصفته اتفاق لـ “اعلان موسكو”، حيث شددت الفصائل الوطنية الفلسطينية المجتمعة في العاصمة الروسية موسكو، قبولها التام لإعلان موسكو الذي تم التوافق عليه، وتأكيد وحدة الشعب الفلسطيني والإصرار على إنهاء الانقسام.
وعبرت الحركات في البيان المشترك عن اللقاء الفلسطيني الثالث في موسكو، عن تقديرها العالي لدور روسيا الاتحادية في دعم الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني في الساحة الدولية، ومساهمتها الهامة في إنهاء الانقسام ودعم المصالحة الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد إعلان موسكو أن هذا اللقاء تأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني إزاء القضايا الجوهرية وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على كامل الأراضي المحتلة عام 1967، وضمان حق العودة على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي.
وقال الإعلان: “نرفض تماما الادعاءات الباطلة باستحالة التغلب على حالة الانقسام ونؤكد على وحدتنا الوطنية الفلسطينية”، مشددا على الإصرار على إنهاء الانقسام واستمرار الجهود لتحقيق ذلك من خلال الحوار على قاعدة الحل الديمقراطي للتباينات في وجهات النظر، ورفض محاولات استخدام هذه التباينات لضرب حقوق شعبنا المشروعة من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو أي جهة كانت.
وأكد الإعلان حق شعبنا في مقاومة الاحتلال بكافة السبل والوسائل المشروعة، والتصدي للمحاولات التي جرت وتجري لوصم نضال شعبنا، أو أي من فصائله الوطنية بالإرهاب، بما في ذلك محاولة إدانة استخدام حق الدفاع عن النفس ضد العدوان الإسرائيلي، المسلح على شعبنا الفلسطيني كما جرى في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 6-2-2018.
وأكد المجتمعون التمسك والتنفيذ الدقيق والأمين لكل الاتفاقات والتفاهمات التي وقعتها القوى والفصائل الفلسطينية، بدءا من اتفاق إعلان القاهرة 2005 وانتهاء باتفاق 12/10-22/11/2017، والتأكيد على الدور المصري المقدر في رعاية تنفيذ ذلك.
وشددوا على الرفض الكامل لما تسمى “صفقة القرن” التي تلوح بها الإدارة الأميركية، وكل المحاولات التي تستهدف تصفية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك ما يسمى بالسلام الاقتصادي او الدولة ذات الحدود المؤقتة، وتأكيد استحالة تحقيق السلام الشامل والدائم دون تلبية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني. مؤكدين النتائج التي توافقت عليها القوى الفلسطينية في لقاءاتها السابقة في موسكو، ودعم روسيا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ورحب المجتمعون بإرادة المجتمع الدولي لمواجهة الإجراءات والحلول أحادية الجانب، كما برهن على ذلك رفض المجتمع الدولي قرار الإدارة الأميركية غير الشرعي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى المدينة في عام 2018، كما أكده حل أزمة الأونروا التي اندلعت في نفس العام بسبب وقف التمويل من قبل الولايات المتحدة، والتأكيد على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة(302) لعام 1949 الذي أسست وكالة الغوث الدولية “أونروا” على أساسه.
وأكدوا كذلك وحدة الأراضي الفلسطينية ورفض أية مخططات تستهدف فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس، وعلى ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي الظالم لقطاع غزة.
وأعرب المجتمعون عن تمنياتهم من روسيا الاتحادية الصديقة بصفتها الراعية لهذا اللقاء، إبلاغ المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكافة المنظمات الإقليمية والدولية، بنتائج هذا الاجتماع.
وتقدم المشاركون في ختام اجتماعهم، بعميق الشكر والتقدير لروسيا الاتحادية على استضافتها لهذا اللقاء، وحرصها على دعم نضال الشعب الفلسطيني ووحدته تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.