عروبة الإخباري – أقام البيت الأدبي للثقافة والفنون في مدينة الزرقاء مساء الخميس الأول من الشهر الجاري لقاءه الشهري العام رقم ١٧١ الذي أداره مؤسسه ومديره الكاتب أحمد أبو حليوة، وقد استهل اللقاء بافتتاح معرض فني للفنان التشكيلي والنحات محمد سمارة الذي عرض فيه مجموعة من منحوتاته ولوحاته التي لاقت إعجاب الحضور بما شاهدوا من تميّز في العمل الفني والنحتي، الذي تكررت فيه بعض الرموز المهمة في تجربة الفنان من مثل البيوت والأدراج والعيون والأوراق المتطايرة التي تبحث عن استقرارها خاصة في ذاك البيت الذي تركته هناك حيث ولدت أو ولد أباؤها وأجدادها، في دلالة على الحالة التي يمر بها شعبه اللاجئ، الباحث عن الاستقرار وتحقيق حق وحلم العودة، علماً أن الفنان سمارة من مواليد مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا عام ١٩٥٤ وقد حصل على دبلوم رياضيات من معهد المعلمين في العاصمة عمّان عام ١٩٧٥، وبدأ التدريس فيها منذ ذاك العام حتى عام ١٩٩٠، حيث انتقل للتدريس في الإمارات العربية المتحدة التي بقي فيها حتى عام ٢٠١٥، وفي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي حصل على شهادة دبلوم من معهد الفنون الجميلة الأردني، وكان معرضه الفني الشخصي الأول عام ١٩٧٥ في رابطة الكتّاب الأردنيين في عمّان، وآخرها معرضه في رابطة الفنانين التشكيلين الأردنيين في عمّان عام ٢٠١٨، ليكون معرضه الفني الشخصي التاسع في البيت الأدبي للثقافة والفنون في مدينة الزرقاء في هذا اللقاء الذي كرّم فيه بشهادة شكر وتقدير، هذا وشارك الفنان سمارة في معارض جماعية في عدة محافظات في الأردن، بالإضافة إلى مشاركات فنية دولية في كلّ من الإمارات وقطر.
ضيفة اللقاء كانت القاصة حنان بيروتي الحاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الأردنية، والتي عملت معلمة في وزارة التربية والتعليم لأكثر من ربع قرن من الزمان، ونالت جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي (المعلم المتميز عام ٢٠١٤)، وهي تكتب في مجالات أدبية عديدة من مثل القصة القصيرة، والنصوص النثرية ،والمقالة، وقد تُرجم عدد من قصصها إلى اللغة الإنجليزية، وهي حاصلة على العديد من الجوائز الأدبية والتربوية وشهادات الشكر ودروع التقدير محلياً وعربياً، وشاركت في الكثير من الملتقيات والمهرجانات داخل الأردن وخارجها، وقد بدأ مشوارها القصصي في عمّان عام ١٩٩٣ بنشرها مجموعتها القصصية الأولى “الإشارة حمراء دائماً”، تبعتها بمجموعات قصصية أخرى هي “فتات” و”تفاصيل صغيرة” و”فرح مشروخ” و”ليل آخر” و”ذكرى الغريب” وأحلام متأخرة” و”بين بكاءين” و”ليت للبحر لساناً يحكي” حيث نشرت المجموعة القصصية الأخيرة لها عام ٢٠١٧، في حين تعود بداية نشرها لنصوصها النثرية إلى عام ١٩٩٦ من خلال كتابها “لعينيك تأوي عصافير روحي”، ولتستمر في نشر كتبها النثرية بعد ذلك، حيث نشرت كتاباً بعنوان “لمن أهدي أزاهير العيد؟” عام ٢٠١٣ وكتاباً آخر بعنوان “لأنكَ حِبري وبوحي” عام ٢٠١٥، كما شاركت في العديد من الإصدارات المشتركة والمترجمة، وقد تحدثت الكاتبة حنان بيروتي عن تجربتها الأدبية، وقرأت بعض قصصها ونصوصها النثرية التي أشاد بها الحضور في البيت الأدبي للثقافة والفنون، وسعدوا بإهدائها وتوقيعها لعدد من كتبها لهم، بعد تقديم مدير البيت الأدبي للثقافة والفنون (أحمد أبو حليوة) شهادة شكر وتقدير لها.
القاص أحمد أبو حليوة بدوره قرأ قصته الجديدة (الحجه فاطمه) برفقة عازف الجيتار الفنان يزن أبو سليم الذي أحيا الفقرة الموسيقية والغنائية بعزفه العذب وصوته الجميل، وممن شاركوا في قراءة قصص قصيرة كلّ من القاصين أحمد الدغيمات وأحمد القزلي ومحمد القواسمي، بالإضافة إلى القاصة لادياس سرور، في حين تصدى لشعر التفعيلة الشاعر حسن جمال وللشعر الشعبي الشاعر العراقي سعد يوسف ولقصيدة النثر الكاتب الشاب عز الدين أبو حويلة، واحتفظت الكاتبة الواعدة غدير أبو عمر بتفردها بقراءة خاطرة، والرائع سمير أبو زيد بإلقاء رسالة، لتبقى الومضة من نصيب كل من الأستاذ محمد عبد الفتاح والسيد عدنان تيلخ والرجل الطيب أحمد الأطرش، وليتألق الحكواتي محمود جمعة بإشاعة الفرح والمتعة والتفاعل من خلال حكاية مغناة ساخرة بعنوان “شجرة أبي”، ليشهد اللقاء أيضاً كلمة للروائي الدكتور ثمين شقوري صاحب رواية “ظلال التيه” أشاد فيها بتجربة البيت الأدبي للثقافة والفنون وما يحويه من أجواء إبداعية وأسرية دافئة، وهذا ما ذهبت إليه وأكدته أيضاً الفنانة التشكيلية رولا حمدي في كلمة لها تعبيراً عن سعادتها بحضورها الأول لهذا البيت الساحر بأفراده وأجوائه، الذين وجدوا في فقرة التفاعل الاجتماعي الملاذ الآمن للخروج من الروتين والتفاعل مع بعضهم بعضاً أدبياً وفكرياً واجتماعياً بشكل ثنائي أو على شكل مجموعات، تنتشر هنا وهناك في رحاب هذا البيت الأدبي والثقافي والفني والإنساني المميز.