عروبة الإخباري – صدر عن الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي عدد خاص من مجلة الشجرة المباركة بالتوازي مع انطلاق المهرجان الدولي الأول للتمور الأردنية 2018 حيث أفردت المجلة مساحة خاصة لتمور المجهول الأردنية من حيث الأهمية الزراعية والجدوى الاقتصادية وتحديات الزراعة والإنتاج والتصدير، حيث أشار خبير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الأستاذ الدكتور محمد علي خيري في مقال له تصدر المجلة إلى أن تمر المجهول قد اشتهر بين أصناف تمور العالم حتى عرف بملك الفاكهة لتميز ثماره بكبر الحجم وجمال شكلها ونعومة ملمسها وحسن طعمها ونكهتها وتحملها الترحيل والتخزين وأسعارها المجزية وفخامتها العالية فجذب رغبة المعنيين به في الاستثمار في زراعته والدخول به في الأسواق المختلفة.
ويتصدر المجهول اليوم أسواق صادرات التمور الصعبة الاختراق في غرب أوروبا وأمريكا التي لا ترقى لاجتياز تنافسها إلا أجود الأصناف العالمية وأفضلها إعداداً وعرضاً. فالمنتجون الذين يستهدفون بيع منتجاتهم في أسواق أمريكا وغرب أوروبا منتجو جودة وشحن لا كميات فحسب. ويسوق حوالي 40 ألف طناً من تمور المجهول في العام حالياً من جملة إنتاج تمور العالم المقدر بحوالي 8 مليون طناً في العام، والمجال واسع لضخ المزيد من تمور المجهول في هذه الأسواق. وحرصاً من المعنيين بترقية قطاع النخيل في المنطقة كان الاهتمام بصنف المجهول وتشجيع تعميم زراعته ونشر المعرفة بتقانات التعامل معه.
كما أشار خبير النخيل والتمور الأستاذ الدكتور حسن خالد العكيدي من المملكة الأردنية الهاشمية في مقال آخر ضمن الجشرة المباركة الى الأهمية الاستراتيجية والحيز الذي يشغله تمر المجهول في الاقتصاد الأردني، في الوقت الذي يشهد فيه قطاع زراعة وإنتاج التمور الأردنية وخصوصاً تمور المجهول في مناطق وادي الأردن تطوراً ملموساً، إذ يقدر إنتاج المملكة من تمور المجهول حوالي 14% من الإنتاج العالمي.
وحول أصل شجرة نخيل المجهول يقول الدكتور العكيدي بأن أصل نخلة المجهول من المغرب العربي وكان يقدم لعالية القوم وكبار الشخصيات ولزوار المملكة المغربية وبسبب إصابة واحات المغرب بمرض البيوض الذي قضى على نسبة كبيرة من نخيل المملكة في حينها وفي خطوة لإنقاذ النخيل تم إهداء فسائل من هذا الصنف إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفي نفس الوقت أنشأت منظمة الغذاء والزراعة الدولية المركز الإقليمي لبحوث النخيل والتمور للشرق الأدنى وشمال إفريقيا لعمل الدراسات والبحوث وقد استطاع الباحثون في أمريكا وفرنسا وإنكلترا لإكثار هذا الصنف وتحسين بيئته وخدمته لكي يعطي ثماراً ذات حجم وشكل مميز وكذلك القوام الجيد وانتشرت زراعته في الأرض المحتلة (فلسطين) والأردن سنة 1990 وجنوب إفريقيا والإمارات والسعودية عام 2008 وأخيراً في العراق في سنة 2013، إن هذا الصنف يحتاج إلى طريقة تعامل خاص جداً من ذوي الإلمام والخبرة في عملية الري وخدمة رأس النخلة.
كما ضم العدد الخاص من مجلة الشجرة المباركة في جنباته ثلاثة وعشرون بحثاً علمياً لكبار العلماء والمختصين بنخيل التمر من ستة دول عربية، جاءت في سبعة محاور أساسية هي محور تمر المجهول، محور سوسة النخيل الحمراء، محور تحديات المنافسة للتمور العربية في الأسواق الدولية، ومحور الابتكار والتقنيات في قطاع نخيل التمر ومحور الصناعات الغذائية المرتبطة بالتمور محور أمراض نخيل التمر.