عروبة الإخباري – وكالات – في اول رد له على زيارة الرئيس حسن روحاني إلى نيويورك وتحركاته الدبلوماسية هناك، والتي توجت باتصال هاتفي بينه وبين الرئيس الاميركي باراك اوباما، اكد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي امس دعمه للتحرك الدبلوماسي، لكنه قال «ندعم التحرك الدبلوماسي للحكومة من حيث اننا نثق بها ومتفائلون بادائها، لكن جزءا مما حدث في زيارة نيويورك لم يكن مناسبا، لاننا لا نحسن الظن بالادارة الاميركية ونرى بانها غير منطقية وناكثة للعهد وتشعر بالافضلية».
واشار خامنئي، الذي كان يتحدث في حفل تخريج دفعة من ضباط الجامعات العسكرية، الى تشاؤم النظام وعدم وثوقه باميركا، واصفا الادارة الاميركية بانها تخضع للهيمنة الصهيونية، وقال ان واشنطن تبتز كل دول العالم لتقدم الامتياز إلى اسرائيل.
وهدد إسرائيل قائلا «نسمع تهديدات مكررة من أعداء الشعب الإيراني وليعلم هؤلاء (الاعداء) أن ايران سترد ردا جديا وقاسيا على اي تهديدات ضد شعبها».
واكد خامنئي، ان الشعب الايراني لم يشكل تهديدا لاي بلد، لكنه يعتقد ان تقوية القوات المسلحة تشكل عاملا مهما في حفظ امن النظام. مؤكداً في هذا الصدد ضرورة دعم الجهوزية والقوة الدفاعية للقوات المسلحة، الى جانب دعم الاسس الداخلية للنظام الاسلامي والوحدة الوطنية.
هو من منح الإذن
ورأى سعيد ليلاز المعلق السياسي المؤيد للاصلاح، المقيم في طهران ان انتقادات خامنئي يجب الا تطغى على النهج الايراني الاكثر ليونة بشأن سياستها الخارجية.
وقال «حتى لو وجه المرشد الاعلى بعض الانتقادات، يجب الا ننسى انه لو لم يمنح الاذن لما تمت المبادرة الدبلوماسية». وجاءت زيارة روحاني الى نيويورك بعد ان منح خامنئي الاذن للحكومة باظهار «ليونة بطولية».
وقال ليلاز ان معارضة المتشددين لاي تقارب سريع مع الغرب مفهومة، نظرا للعداوات الطويلة تجاه الولايات المتحدة، وكذلك «لعوامل السياسة الداخلية». الا ان دعم خامنئي للمبادرات الدبلوماسية الحكومية ينسجم مع «التغير في موقف الجمهورية الاسلامية الصلب بشأن سياستها الخارجية»، بحسب ليلاز.
اقتداء بتوجيهات القائد
في سياق متصل، يبدو ان خطوة روحاني تحظى بقبول بعض رجال الدين البارزين، حيث قال عبدالرحمن خدايي احد علماء السنة، وممثل اهالي محافظة كردستان في مجلس خبراء القيادة، ان كلمة روحاني في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة ولقاءاته ومحادثاته مع مسؤولي دول العالم، كانت بمنزلة العمل بتوجيهات قائد الثورة الاسلامية. وان روحاني اوصل رسالة الشعب الايراني الداعية الى السلام والمحبة في العالم اجمع.
وفي المقابل، حذر متشددون موالون لخامنئي الرئيس حسن روحاني مما وصفوه «فخ التصالح مع الشيطان الاكبر»، بحجة تخفيف العقوبات على ايران.
عام أو أكثر
في غضون ذلك, أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة مع اسوشيتد برس امس ان امام ايران «عاما او اكثر»، لتتمكن من امتلاك قنبلة نووية. واضاف: «ما زالت تقديراتنا تشير إلى عام أو أكثر وقد تكون تقديراتنا في الواقع أكثر تحفظا بالفعل من تقديرات أجهزة المخابرات الإسرائيلية».
وقال اوباما ان الرئيس الايراني حسن روحاني ابدى رغبة في الحوار، وان على الولايات المتحدة الان ان ترى ما اذا كان لديه الثقل السياسي للقيام بذلك، واضاف انه لا يزال ينتظر ما اذا كان الرئيس الايراني سيتابع المبادرة التي أطلقها.
واوضح الرئيس الاميركي ان روحاني «ليس صانع القرار الوحيد، حتى انه ليس صانع القرار الرئيسي»، في اشارة الى ان الكلمة النهائية في مسألة النووي تعود الى المرشد الأعلى علي خامنئي.