عروبة الإخباري – بهدف قاتل .. في توقيت قاتل .. نجح المنقذ كريستيانو رونالدو في خطف ثلاث نقاط ثمينة لريال مدريد من بين أنياب ليفانتي العنيد ،ليقود الفريق إلى فوز صعب بنتيجة 3-2 في المواجهة التي جمعت الفريقين مساء السبت على ملعب ليفانتي ” سبورت دي فالنسيا” ضمن مواجهات الجولة الثامنة من الدوير الإسباني .
تقدم دياوارا لليفانتي في الدقيقة 57 وتعادل راموس في الدقيقة 60 ،وعاد المغربي الزهر وتقدم لليفانتي في الدقيقة 85 ليصبح على أعتاب إنجاز تاريخي،لكن وفي أربع دقائق مجنونة نجح موراتا في أعادة الريال من جديد في الدقيقة 90 ،قبل أن يضرب رونالدو ضربته في الدقيقة 90+3 ويخطف الفوز.
الفوز رفع رصيد الريال إلى 19 نقطة إحتل بها المركز الثالث ،في وقت توقف فيه رصيد ليفانتي عند 10 نقاط في المركز التاسع بعدما تعرض على أول هزيمة على ملعبه هذا الموسم.
فيما يتعلق بالنتيجة فإن الريال نجح في الفوز .. لكن الأمر يختلف كثيراً فيما يتعلق بالأداء الذي يمكن القول معه أن الريال خطف فوزاً لم يكن جديراً به بعد أن واصل أداءه العشوائي والمرتبك في كافة صفوفه ،الأمر الذي يؤكد معاناة الفريق تحت قيادة الإيطالي أنشيلوتي الذي بدأ رصيده في النفاذ بعد سلسلة من العروض المتواضعة للفريق.
في المقابل لم يكن يستحق ليفانتي الخروج خاسراً وكان يستحق التعادل في ظل الفارق الكبيرفي الإمكانيات ،وفي ظل الأداء الجيد الذي قدمه لاعبوه على مدار شوطي اللقاء.
كعادة معظم مباريات ريال مدريد منذ تولي أنشيلوتي دفة القيادة،إنطلقت المواجهة بدفاع منظم من ليفانتي وضغط على الريال في منطقة الوسط مع تهديد صريح لمرمى لوبيز.
بداية الريال أيضاً جاءت مرتبكة ومهتزة في سيناريو تكرر كثيراً هذا الموسم ،ووقف الريال عاجزاً في الدقائق الأولى عن إيقاف حماس وهجمات أصحاب الأرض ،في الوقت الذي إختفى فيه النصف الهجومي للنادي الملكي وتحطمت محاولاته أمام حائط دفاعي قوي.
ساعد على ظهور الريال بهذه الحالة عدم ثبات أنشيلوتي على تشكيل واضح أو حتى على طريقة لعب واحدة بعد أن تنوعت تجاربه بين طرق 4-3-3 و4-4-2 و4-2-3-1 ،والأخيرة هي طريقته المعتادة منذ فترة .
رغم التعديلات التي أدخلها أنشيلوتي على الطريقة والتشكيل ،لكن تبقى هناك سهولة واضحة لأي مدرب يواجه الريال في التعامل مع مفاتيح لعب الفريق لدرجة يمكن القول معها أن الفريق أصبح كتاباً مفتوحاً لكل الفرق التي تواجهه،وهذا الأمر لا علاقة له بالنتائج سواء بفوز الفريق أو خسارته وإنما يتعلق بأداء الفريق الذي غابت عنه المتعة.
تسببت تحركات الثنائي الإفريقي بابا دياوارا وسيماو في إزعاج كبير لدفاع الريال بعدما نجحا في الوصول لمرمى لوبيز أكثر من مرة ومعهما شوميترا وأفانشيز.
لم تكن هناك إستراتيجية واضحة للريال في الهجوم وجاءت معظم الهجمات عشوائية في ظل غياب رونالدو وبنزيمة وإيسكو عن الصورة ،وذلك رغم إستحواذ الفريق على الكرة بشكل أكبر.
بعد مرور نصف ساعة أصبح هناك مشهد واحد بالمباراة يتمثل في هجوم غير منظم وغير فعال من الريال ،ودفاع قوي من ليفانتي مع محاولات للقيام بهجمات مرتدة لمباغته الدفاع المدريدي وظلت محاولاته الأخطر في اللقاء.
تحسن الأداء الهجومي للريال نسبيا في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول وتمكن في فتح أكثر من ثغرة في دفاع ليفانتي لكن إنهاء الهجمات لم يكن على النحو المطلوب،في وقت واصل فيه أصحاب الأرض إعتمادهم على المرتدات التي كادت أن تهديه هدف التقدم في الدقيقة 44 من تسديدة بابا دياوارا لولا يقظة لوبيز الذي حولها لركنية.
ومثلما أنهى السنغالي الشوط الأول ،إفتتح الثاني بتسديدة أخرى حولها لوبيز بصعوبة لركنية وسط صحوة هجومة لفريق ليفانتي على عكس المتوقع.
ظهر رونالدو بعد غياب بتسديدة قوية في الدقيقة 53 لكن القائم الأيسر للحارس نافاس تكفل بها ،في هجمة إمتصت الكثير من الحماس الذي دخل به ليفانتي هذا الشوط.
عاد ليفانتي لإستراتيجية الشوط الأول بالدفاع والإعتماد على المرتدات ،وفي الدقيقة 57 قاد شوميترا هجمة مرتدة من الجبهة اليمنى وأرسل عرضية أكثر من رائعة بالمقاس على قدم الخطير بابا دياوارا غير المراقب داخل المنطقة ليحولها مباشرة في مرمى لوبيز معلنا عن الهدف الأول.
تدخل أنشيلوتي فور الهدف بسحب كوينتراو وإشراك مارسيلو ،ولم يتأخر المدريدي على الهدف كثيرا حيث نجح راموس في تحويل عرضية دي ماريا في شباك ليفانتي في الدقيقة 60.
عاد راموس من جديد في الدقيقة 64 وإعتلى الجميع وصوب الكرة برأسه نحو المرمى لكن “التائه” بنزيمة أنقذ مرمى الخصم من هدف مؤكد عندما وقف في طريق الكرة .
أجرى كاباروس تغييره الأول في صفوف ليفانتي بإشراك المغربي نبيل الزهر محل شوميترا لتنشيط الوسط ،ورد أنشيلوتي بتغيير غريب من خلال سحب إيسكو والدفع بالشاب موراتا مع الإبقاء على بنزيمة في الملعب،ثم أجرى ليفانتي تغييره الثاني بإشراك ديفيد بارال محل دياوارا .
وأخيراً إقتنع أنشيلوتي بضرورة سحب بنزيمة في الدقيقة 79 وإشراك خيسي في محاولة أخيرة لإنعاش الهجوم .
في الدقيقة 86 ومن هجمة مرتدة جديدة ووسط حالة من التوهان الدفاعي للاعبي الريال ،إستلم البديل المغربي الزهر الكرة داخل المنطقة وإحتفظ بها بإصرار كبير حتى نجح في تهيأتها وتسديدها في مرمى لوبيز لتشق الكرة طريقها للشباك المدريدية وسط حراسة الدفاع الأبيض.
إنطلق الريال للهجوم بكل صفوفه بغية التعادل ،وكتب له ما طلب في الدقيقة 90 عندما إستلم موراتا الكرة داخل المنطقة ومر بمهارة من الدفاع وسدد كرة قوية فشل الحارس نافاس في التصدي لها لتمنح الفريق التعادل.
لم يهبط أداء الريال عقب الهدف وواصل سعيه ولكن هذه المرة نحو الفوز الذي نجح في خطفه في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع من تسديدة صاروخية شقت طريقها نحو شباك ليفانتي لتنقل الفرحة إلى العاصمة الإسبانية وتقود الريال لفوز صعب للغاية يعيد للأذهان الفوز الذي حققه الفريق في الموسم الماضي على نفس الملعب.