بعد أن زال حكم الإخوان المسلمين في مصر وإلى الأبد إن شاء الله، ولن يعود لا غدا ولا بعد غد ولا بعد عقد، كل المطلوب من الجماعة أن تفهم أن دورها انتهى – كما يقول الكاتب المميز جهاد الخازن في «الحياة» السعودية.. جهاد يقول إن سنة الإخوان في الحكم كانت وبالاً على مصر، فالاقتصاد دمر أو كاد، والفلتان الأمني ازداد أضعافا، فيما الجماعة تحاول أخونة البلد ولا حليف لها ولا صديق إلا أميركا واسرائيل!.. جهاد يقول إنه صدم من افتتاحية لصحيفة «نيويورك تايمز» كتبها مجلس تحريرها وهم مجموعة من الليكوديين أنصار اسرائيل. تتحدث عن الدكتاتور حسني مبارك! وأقول إن حسني مبارك لم يقتل أحداً والاجراءات الأمنية في عهده كانت رداً على إرهاب جماعات خرجت من عباءة الإخوان المسلمين، كما أنه لم يفرض أحكام الطوارئ المفروضة من عمر الثورة المصرية، ولم تحتج عليها لا الإدارة الأميركية ولا أنصار اسرائيل في الـ «نيويورك تايمز» – انتهى.
***
الإخوان ثبت أنهم عادوا الجميع، فبزوالهم لم يذرف أحد دمعة عليهم، إلا أيتامهم، وبالأخص أيتامهم بين ظهرانينا، والذين صور أحدهم حكم الإخوان الخائب كحكم الخلافات الراشدة أو حكم عمر بن عبدالعزيز الراشد.. مع أنهم بعيدون عن الحكم الراشد بعد الثرى عن الثريا…
موضوع مقالتي هو عن أغنية أثارت سخط الإخوان أو المتعاطفين معهم مثل قناة الجزيرة «سيئة الذكر».. الأغنية غناها المطرب المصري المعروف علي الحجار عنوانها «إحنا شعب وانتوا شعب».. وأثارت جدلاً واسعاً بين الشعب المصري بين أكثرية مؤيدة ترى انها وصفت ممارسات الإخوان المسلمين في الحكم.. وأقلية معارضة ترى انها تكرس الانقسام في صفوف الشعب المصري.
الأغنية صدرت قبل شهرين ولم تثر انتباه احد حتى سلطت قناة «الجزيرة الإخبارية القطرية» الضوء عليها في احد التقارير وانتقادها اللاذع لها.. لتصبح بعد ذلك أكثر الأغاني مشاهدة وتحميلاً على مواقع التواصل الاجتماعي… المطرب علي الحجار يقول ان ما دفعني لطرح الأغنية هو ممارسات الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته بداية توليه الحكم حين قال: «أهلي وعشيرتي» وكانت بداية سيئة للغاية، مروراً بالخطاب الى السفير الاسرائيلي في مصر والذي افتتحه ب «صديقي العزيز» وختمه ب «أتمنى رغد العيش لبلادكم». ويضيف أن من بين دوافعه «ممارسات الإخوان وقت اعتصامي رابعة العدوية والنهضة» وتهديدهم بتفجير مصر وتخريبها، ووصف معارضيهم بـ «الحضارة الكافرة» وغيرها من ممارسات تدل على الطائفية والعنصرية..
ونحن نهدي هذا الكم من كره كثير من الاتجاهات من الشعوب العربية ومعظم المصريين للإخوان وممارساتهم.. ونقول لفلولهم هنا: كفى تلميعا لأسيادكم الذين خبا بريقهم بفعل أيديهم للأبد والحمد لله.. وندعو الجميع لتنزيل وسماع رائعة علي الحجار «إحنا شعب وانتوا شعب».. فالإخوان من الناحية الفكرية هم فئة مختلفة عن باقي فئات الشعوب التي تعيش بين ظهرانينا شاؤوا أم أبوا!.. وهم من صنعوا لأنفسهم تلك الصورة!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي