اختتمت فعاليات مهرجان الشعر العربي الذي نظمه بيت الشعر العربي في رابطة الكتاب الأردنيين بأمسية شعرية طغى عليها الشعر العمودي، في وقت لم تغب فيه تماما قصيدة النثر أو قصيدة التفعيلة عن أجواء الأمسية، فقد قرأ الشعراء مناهل العساف ولؤي أحمد ومؤيد زكارنة وعبد الرحمن العموش وأكرم الزعبي وكايد العواملة قصائد عمودية، ليكون الشاعر هيثم الريماوي وحده من قرأ قصيدة نثر، فيما قدم الشاعران مروان البطوش وليث مقابلة قصائد تفعيلة، لتكون قصائد الأمسية بمعظمها منحازة للحداثة، أسلوباً وتصويراً ولغة شفافة، أنبأت عن مواهب حقيقية، سيكون لها دورها في إثراء المشهد الشعري في البلاد، كما أشار إلى ذلك متابعون للمهرجان.
القصائد حاكت وجدان الناس وهمومهم، كما حاكت الهمّ الوطني، وتوقف بعضها عند نافذة الحبيبة، ليذهب بعضها الى الغوص في رؤى فلسفية وصوفية بلغة رشيقة، قوطعت بمزيد من الإعجاب والتصفيق، إلى درجة الإحساس بأن هؤلاء الشباب قد تجاوزوا منذ زمن مرحلة الدربة والتجريب، وامتلكوا ناصية القول المتماسك من الجهات كلها، بل ذهب شاعر مثل لؤي أحمد إلى تقديم قصيدة عنوانها «نحن الشعراء»، قال إنه أراد أن يقرأها رداً على ما يكتبه نقاد عن مهرجان لم يحضروا أمسياته، وهي قصيدة اعتبرها بعض الحاضرين بمثابة بيان ختامي للمهرجان.
المشرف على ملف الشعر أمين سر رابطة الكتاب الزميل الشاعر هشام عودة حيا في مفتتح الأمسية الشعراء المشاركين، وأكد أن أبواب الرابطة مفتوحة لهم وهي بيت المثقفين الأردنيين والعرب، داعياً الشعراء الشباب إلى عدم التوقف عند الصغائر والاهتمام بتطوير مواهبهم، وهو ما أكده أيضا الشاعر حكمت النوايسة رئيس بيت الشعر الذي قال في ختام الأمسية إن هؤلاء الشعراء «كشفوا عن مواهب حقيقية نعتز بها، وإن بيت الشعر العربي في الرابطة سيظل مواكباً لهذه التجارب المبدعة». النوايسة وجّه انتقادات لاذعة لبعض من هاجم المهرجان من دون أن يحضر أمسياته.
الشاعرة نور تركماني التي قدمت للأمسية وإدارتها، قالت إن الشعر هو «طفل الغيم وحقل السماء الأخضر، وهو وشوشات عصافير أرواحنا لسروات القلوب على نوافذ الأمل، وحارس الحلم الأول، واهب الحلم الأخير»، لافتة النظر إلى أنه لليوم الثالث على التوالي يواصل بيت الشعر العربي مهرجانه الشعري وتواصل شجيرات الفل بث أنفاسها في فضاء البيت. تركماني قالت إلى ذلك: «على سرر المساء وفي كنف الشباب يصطفق المدار بنا فراقد تزين سماء الشعر، في أمسية اختزلت روح الشباب ومشاعرهم، حلقنا وإياهم في فضاء القصيدة».
وفي ختام الأمسية قام رئيس رابطة الكتاب د. موفق محادين بتوزيع شهادات التقدير على الشعراء المشاركين اعترافا بدورهم في إثراء المهرجان، وقد أشاد محادين بالسوية الفنية والإبداعية العالية التي يتمتع بها الشعراء المشاركون في المهرجان، ليؤكد د. النوايسة أن الدورة المقبلة لمهرجان الشعر العربي ستعقد في آذار من العام المقبل، وسيحرص بيت الشعر العربي في الرابطة على دعوة شعراء من الوطن العربي للمشاركة فيها، إلى جانب أبرز الشعراء الأردنيين، مضيفاً أن المهرجان الأول للشعر العربي قد نجح في رسالته وفي تحقيق الأهداف التي انطلق من أجلها.
اختتام مهرجان الشعر في رابطة الكتاب
18
المقالة السابقة