عروبة الإخباري – قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة إن الأردن لا يستجدي المساعدات الدولية، فهي ليست مِنة أو فضلا، وإنما واجب أخلاقي يمس أدبيات والتزامات المنظمات والهيئات الدولية، ما يعني اليوم أنها مطالبة بتقديم المزيد من الدعم للدول المستضيفة للاجئين.
حديث الطراونة جاء في كلمة له الأربعاء بافتتاح أعمال اجتماع لجنة الهجرة واللاجئين والأشخاص النازحين المنبثقة عن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، بحضور وزير التخطيط عماد فاخوري، والنواب خالد البكار ونصار القيسي وقيس زياديين وهيا المفلح ورياض العزام وأمين عام مجلس النواب فراس العدوان ومندوبين عن وزراتي الخارجية والداخلية.
وأكد أن هذا الاجتماع يأخذ أهمية بالغة بوصفه اليوم الملف الرئيس للبلدان المستضيفة للاجئين، حيث ألقى بأعباء كبيرة على بلدنا وأسهم في ضعف النمو الاقتصادي وارتفاع نسب البطالة والفقر.
وقال إن الأردن استقبل على مدار سنوات طويلة موجات لجوء عديدة، ربما لا تستطيع بلدان تُعد في مصاف الدول الكبرى تحملها أو التأقلم معها، حيث ألقت بتبعات أمنية واقتصادية واجتماعية، بات الأردن يشعر معها بنوع من التخاذل الدولي وإدارة الظهر وتركه وحيداً، وهو الذي يعاني بالأصل من قلة الموارد وأوضاع اقتصادية صعبة.
وزاد رئيس مجلس النواب بالقول: لعل من الأهمية بمكان التذكير اليوم، أن موجة اللجوء التي عانى منها الأشقاء الفلسطينيون جراء غطرسة وبطش الاحتلال الإسرائيلي، ما زالت واحدة من الملفات العالقة في قضايا الحل النهائي التي تمس بشكل مباشر مصالح الأردن وعلى رأسها ضمان حق العودة والتعويض.
يشار إلى أهمية الإيفاء بالتعهدات الدولية المتمخضة عن اجتماع روما مؤخراً في دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وممارسة الضغوط لكف التلويح المستمر من بعض القوى في إضعاف دور الوكالة.
وأضاف أنه في الوقت الذي نؤكد فيه لكل الأشقاء الذين لجأوا للأردن، أننا نتقاسم معهم لقمة العيش، ونشعر بمعاناتهم وآلامهم وعهدنا بهم أننا سنبقى الملاذ الآمن لكل من استغاث ببلدنا، نؤكد أيضاً لكل القوى ذات التأثير الدولي ولكل المؤسسات الدولية الإغاثية والإنسانية أن الأردن لا يستجدي المساعدات، فهي ليست مِنة أو فضلا، وإنما واجب أخلاقي يمس أدبيات والتزامات تلك المنظمات، ما يعني اليوم أنها مطالبة بتقديم المزيد من الدعم للدول المستضيفة للاجئين.
وأكد الطراونة أن واحدة من أكبر موجات اللجوء التي أثرت على الأردن، عقب موجات لجوء متتابعة من العراق واليمن، هي أزمة اللجوء السوري، حيث لجأ إلى الأردن نحو مليون و 300 ألف شقيق سوري، يشكلون نحو خُمس سكان المملكة، ويعيش منهم في المدن والمحافظات الأردنية قرابة 90%، والبقية فقط في مخيمات اللاجئين، وفي هذه الأرقام والنسب دلالة واضحة أن الأردنيين شعب مضياف لم يستغلوا ضعف أشقائهم إنما تشاركوا معهم الهم، مثلما أن لذلك دلالة على حجم التأثير الكبير لجهة الأعباء على قطاعات حيوية من مثل المياه والخدمات البلدية والصحة والتعليم.
وأشار الطراونة أنه كان لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني في وضع خطة أردنية مستدامة وفعالة لمجابهة أزمة اللاجئين، دور فاعل في تحديد أولويات الدعم اعتماداً على تحقيق أهداف تنموية تسعف المجتمعات المحلية المتضررة، وعليه فإننا وبخالص التقدير والشكر لكل من أسهم بدعم اللاجئين وبخاصة دول الاتحاد الأوروبي، نتطلع إلى مزيد من الحلول والبرامج التي تُمكن في النهاية من الوصول إلى حلول مستدامة ترعى النازحين في بلدهم قبل أن يصبحوا لاجئين، وتمكن اللاجئين من العودة لبلدهم.