عروبة الإخباري – سيطر التعادل 2-2 على قمة الوحدات والفيصلي، التي جرت أمس على ستاد الملك عبدالله الثاني، في إطار الجولة 14 من دوري المناصير للمحترفين لكرة القدم، ليمضي الوحدات في الصدارة رافعا رصيده إلى 31 نقطة، فيما بقي الفيصلي رابعا رافعا رصيده إلى 23 نقطة.
وشهدت مباراة “الديربي” ندية وإثارة بين الفريقين، اللذين قدما مستوى فنيا جيدا وتناوبا على أهدار الكثير من الفرص.
وسادت الروح الرياضية أرض الملعب بعد أن أطلق الحكم أدهم مخادمة صافرة النهاية، حيث تصافح لاعبو الفريقين مع طاقم الحكام، فيما شهدت مدرجات الملعب خلال المباراة هتافات غير لائقة، وقذف البعض من جمهوري الفريقين عبوات الماء على أرض الملعب.
وعاد فريق شباب الأردن من ملعب الأمير فيصل بالكرك بفوز مهم على مضيفه ذات راس 2-0، ليصبح رصيد شباب الأردن 22 نقطة، بينما بقي رصيد ذات راس 15 نقطة.
الوحدات 2 الفيصلي 2
كتاب مفتوح وأوراق وخيارات واضحة الى حد كبير بين الفريقين منذ إنطلاق صافرة البداية، وإن اختلفا في طريقة اللعب، حين وزع مدرب الوحدات محمود خياراته بين 4-1-3-2 و4-5-1، إلا أن مدرب الفيصلي فرضت عليه جاهزية اوراقه باللعب، 4-3-3 و4- و4-1-4-1، وسط صراع فرض الزيادة العددية في منطقة العمليات، وتشييد السواتر الدفاعية من منتصف الملعب، وزيادة وهج الشعلة الهجومية بالاعتماد على مهارات الأطراف، وتوفير إسناد القادم من الخلف للمهاجم الوحيد هنا وهناك.
“أحجية تكتيكية” فرضتها تعليمات المدربين، واعتمدت على حضور لاعبيها الذهني لتقديم الحلول على أرض الملعب، وسط هدوء البداية، ومراقبة الثغرات في بداية خضراء التحركات، وزحف فيصلاوي نحو مرمى شفيع، الذي حاول دومنيك الوصول اليه مبكرا أوقفه الباشا، ورد ثلجي بعرضية ابعدها الرواشدة قبل الدردور، واستمرت “المعركة” من منتصف الميدان، وسط اصرار فيصلاوي على سلب التقدم، وهو ما حصل اثر ركنية العجالين على العمود القريب، غمزها لوكاس في مرمى شفيع معلنا تقدم الفيصلي د:12.
الوحدات أوجعته حمى التقدم الفيصلاوي، وانطلق يبحث عن التعديل، وهو ما تحقق عندما حضر عبد الله كرة الى مرجان، الذي سدد بقوة ارتدت من يد الرواشدة، احتسبها الحكم ركلة جزاء نفذها عبدالله ذيب على يمين حارس المرمى يزيد أبو ليلى، مسجلا هدف التعادل الوحداتي د:17.
وأخذت المباراة طابعا آخر، في تعبير والمد والهدوء والشد، والتكافؤ يمتد ويمتد بين خطوط الفريقين، وإن كانت الهبات الخضراء “أجمد”، الا تحركات “الماكينة الزرقاء” خاصة بسرعة الرد وخطورة العرضيات والركنيات التي كاد الرواشدة أن يصنع الفارق لولا براعة شفيع، وفي المقابل حضر الدردور كرة أمام ذيب سددها بقوة مرت بجانب القائم، كما تحولت تسديدة مرجان لركنية، وبعدها انسل العجالين ووضع كرة ماكرة تابعها لوكاس بالشباك من الخلف ومرت الدقائق ملتهبة حتى نهاية الشوط الأول بالتعادل 1-1.
“حبايب“
قصة الشوط الثاني بدأت من حيث انتهى الأول، وجاءت البداية وحداتية عبر تبادل الكرات بين الياس وذيب وثلجي الذي سدد في أحضان أبو ليلى، إلا الرد الأوجع في كرة “ثابتة” فيصلاوية، نفذت بخدعة العجالين وزهران، الذي اسقط كرة أمام مرمى شفيع، تابعها دومنيك بالمرمى هدفا ثانيا للفيصلي د.52، وكاد لوكاس ان يضاعف الغلة، بعد مرور بني عطية المهاري ووضعه في مواجهة شفيع الذي انقذ الموقف، ليطرح محمود أولى اوراقه “التنشيطية” للدوافع الهجومية، بإشراك حسن عبد الفتاح بدلا من ذيب، ليرتقي الباشا لركنية ثلجي فوق المرمى.
الفيصلي قطع نصف الطريق نحو ما اراد، وغلف ثلث ملعبه بزيادة عددية سادها الانضباط التكتيكي، والوحدات يسابق الوقت للعودة، لتسقط كرة فهد من المدافع والعارضة وذهبت لركنية، نفذها ثلجي دكها مرجان بالمرمى هدف التعادل للوحدات د.70، لتعود المباراة الى نقطة البداية وسط غليان المدرجات بالهتافات “النابية”، والتي زادت مع انفراد الدردور الذي حاور ابو ليلى واعاقه الأخير، وكسب ركلة جزاء اهدرها ثلجي برد موفق من ابو ليلى د.74، وجاء رد نيبوشا بورقة نيها بدلا من علامة، واستمر الحوار مع مرتدة الوحدات التي حضر معها حداد عرضية، دكها اليوسف وخلصها ابو ليلى.
الدقائق المرعبة تلقي بظلالها، ويطرح مدرب الوحدات محمود ورقة المهاجم زعترة بدلا من ثلجي، وطرح الفيصلي ورقة احمد هايل بدلا من الرواشدة، وعاد الوحدات وأشرك رجائي عايد بدلا من الياس، والفيصلي اشرك حسام خالد بدلا من الرواشدة، ومضت الدقائق في تحفظ وتوتر الفريقين وسط لحظات عصيبة مرت معها رأسية زعترة فوق مرمى ابو ليلى، ليخرج الفريقان “حبايب” بالتعادل 2-2.
من المباراة
– زحف جماهيري رهيب، وكأنه طوفان هادر على المدرجات، تتراقص الرايات الخضراء والزرقاء في ايادي أنصار الفريقين، وسط تدابير أمنية تتناسب والمناسبة الكروية، وترتيبات تأخذ أقصى درجات الاناقة من مسؤولي اتحاد الكرة، وانسيابية بالتعامل مع جميع رواد كلاسيكو الكرة الأردنية.
– تنافس من نوع آخر، اشتعل على المدرجات بين جماهير الفريقين، وإن كانت الغلبة للوحداتية-لاعتبار إقامة الملعب على ملعبهم وحجزهم 75 % من المدرجات، الا أن الفريقين الآخرين-الجماهير-، تسابقا في وضع فريقهم بأجواء المباراة، وتجاذب نجومهم صوب الفوز، من خلال الأهازيج الحماسية التشجيعية للفريقين، وتقليعات مثيرة، كالعادة “التيفوهات” تلفت أنظار وتخطف قلوب المتابعين.
– الأغاني الوطنية زادت من جمالية الأجواء، والتي غنت معها الجماهير للقائد والوطن، وتعالت الأصوات مع نزول حراس مرمى الفريقين للإحماء، وتبعها نجوم الفريقين الذين بادلوا جماهيرهم التحية، وسبقهم دخول طاقم الحكام بقيادة مخادمة الى جولتهم التفقدية، والأحماء استعدادا للقاء يعكس سمعة ومكانة الكرة الأردنية، وتعالت اصوات “نشاز” هنا وهنا، إلا إن جمالية الأجواء الأردنية اسكتت تلك الأصوات، وسحبتهم للمتعة الكرة مع نجوم القطبين في 90 دقيقة، وكانت الروعة في ابداع التيفوهات بالاخضر: “اصمتوا.. ملعب النار والانتصار، الحقيقية هنا” والزرقاء “اليوم نننظر العودة”، مع نزول نجوم الفريقين وطاقم الحكام لتبدأ السهرة الكروية.
– الهتافات “النابية” التي صدرت من جماهير الفريقين، ورمي الزجاجات الفارغة صوب اللاعبين، افسدت جزءا من جمال لوحة الكرة الأردنية.
ذات راس 0 شباب الأردن 2
بدأ فريق ذات راس المباراة بالامتداد نحو المواقع الأمامية لفريق شباب الأردن، في ظل اسناد من نبيل أبو علي، وحازم جودت الذي بدأ هجمات ذات راس عبر تسديده كرة قوية من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى ذات شباب الأردن، بعد ذلك بدأ فريق الشباب نقل الكرات صوب مواقع فريق ذات راس الخلفية عبر كبالنغو ويوسف النبر، وتحمل دفاع ذات راس العبء الأكبر لابعاد الكرات أولا بأول، وخاصة من قبل مالك الشلوح وعثمان الخطيب، ونفذ النبر كرة ثابتة من حافة الجزاء استقرت في احضان حارس ذات راس انس طريف.
وفي المقابل تلقى مهاجم ذات راس احمد المدادحة كرة مبارك حنوش داخل الصندوق، لكنه غمز الكرة برأسة فوق العارضة وسط دهشة الجميع مضيعا فرصة التقدم لفريق ذات راس، واهدر حازم جودت كرة أخرى عندما بلغته الكرة داخل منطقة “الست ياردات” لكنه صوب خارج الخشبات، وواصل ذات راس هجومه وعاد رضا العزوفي وسدد كرة قوية من خارج المنطقة ابعدها مدافع ذات راس على حساب ركنية، بعد ذلك تحرر شباب الأردن وبدا يهاجم من الأطراف عبر ارسال الكرات الطويلة من خلال ليث البشتاوي وحازم جودت داخل الصندوق لكل من كبالنغو ويوسف النبر، واثمرت تلك المحاولات عن هدف التقدم لفريق شباب الأردن حينما ابعد عثمان الخطيب الركلة الركنية الى داخل الملعب إلا أن ورد البري استقبلها وصوب كرة صاروخية من خارج المنطقة لتعانق شباب ذات راس هدف التقدم للشباب عند الدقيقة 37.
وواصل شباب الأردن هجومه، فمرر ورد البري كرة بالمقاس الى يوسف البشير الذي استلمها بينية لكنه صوب برعونة فوق المرمى، لينتهي الشوط الأول بتقدم شباب الأردن 1-0.
أفضلية وتعزيز
أمسك شباب الأردن بزمام المبادرة مع بداية الشوط الثاني، وواصل امتداده للمواقع الأمامية لفريق ذات راس، الذي تكفل مدافعوه بإبعاد الكرات، والاعتماد على الكرات الطويلة نحو مبارك حنوش ورضا العزوفي لكن دون خطورة، وحاول شباب الأردن الامتداد من جديد نحو المواقع الأمامية لفريق ذات راس الا ان الرقابة اللصيقة من قبل مالك الشلوح حدت من خطورة كبالنجو.
وحاول فريق ذات راس استثمار التبديلات لتعزيز هجومه، حيث خرج احمد المدادحة وحل مكانه ماهر الجدع، وحل علاء الشلوح مكان عثمان الخطيب “المصاب”، ونشط ذات راس قليلا واندفع للمواقع الأمامية لشباب الأردن، الا ان دفاعت الشباب كانت حاضرة ونجحت في افشال هجمات الفريق المضيف خاصة من قبل المدافع احمد الصغير، واشرك مدرب شباب الأردن عيسى الترك اللاعب حسين عبيدات مكان ليث البشتاوي، وتغول حسين عبيدات من الميمنة وأرسل كرة سهلة ظن الجميع انها في طريقها للخارج وتابعها حارس ذات راس أنس طريف بنظره، لكن الكرة ارتدت من القائم الأيسر داخل الشباك هدف التعزيز لشباب الاردن عند الدقيقة 69، وسط دهشة الجميع.
واشرك شباب الأردن عمر خليل مكان كبالنجو، وصالح الجوهري مكان يوسف النبر، وحاول ورد البري استثمار الكرة التي وصلته في مواجهة المرمى الا انه صوب بجوار القائم الأيسر، رد عليه حازم جودت بكرة صاروخية ابعدها حارس الشباب رشيد توفيق على حساب ركنية، لتنتهي المباراة بفوز شباب الأردن 2-0.
قمة الوحدات والفيصلي تنتهي بالتعادل
11
المقالة السابقة