عروبة الإخباري – قتل أكثر من 200 مدني في أربعة أيام من الغارات العنيفة التي استهدفت الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشن قوات النظام السوري قصفا عنيفا على الغوطة الشرقية منذ الاثنين أسفر مذاك عن مقتل 207 مدنيين.
وبين القتلى 58 مدنيا ضمنهم 15 طفلا قتلوا أمس في الغارات المستمرة.
في سياق متصل، طالبت الولايات المتحدة أمس النظام السوري والقوات الروسية بوقف ضرباتهم الجوية الاخيرة والهجمات الكيماوية المفترضة على مدنيين سوريين محاصرين.
وفي بيان لوزارة الخارجية، ايدت واشنطن دعوة الأمم المتحدة لوقف لإطلاق النار في الغوطة الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة، وطالبت بأن تقوم موسكو بضبط حليفها النظام السوري. وقالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر نويرت “يجب وقف هذه الهجمات فورا”.
إلى ذلك، استهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن ليل الأربعاء الخميس مقاتلين موالين للنظام السوري في محافظة دير الزور في شرق البلاد، ما أسفر، وفق مسؤول أميركي، عن سقوط مائة قتيل على الأقل.
وأعلن التحالف الدولي فجر الخميس أن “قوات موالية للنظام شنّت في السابع من شباط (فبراير) هجوما لا مبرر له” ضد مركز لقوات سورية الديمقراطية شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق.
وأوضح التحالف أن عناصر من قواته في مهمة “استشارة ودعم ومرافقة” كانت متمركزة مع قوات سورية الديمقراطية حين وقع الهجوم.
وأضاف أن “التحالف شن غارات على القوات المهاجمة لصد العمل العدائي” ضد عناصر من قواته وقوات سورية الديمقراطية، في “اطار الدفاع المشروع عن النفس”.
وقدر مسؤول عسكري أميركي “مقتل أكثر من مائة عنصر من القوات الموالية للنظام، في وقت كانت هذه القوات تشتبك مع قوات سورية الديمقراطية وقوات التحالف”.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القصف الأميركي “الجوي وبصواريخ أرض أرض” أسفر عن مقتل 45 عنصرا غالبيتهم من مقاتلي العشائر الذين يقاتلون إلى جانب قوات النظام فضلا عن آخرين أفغان، مشيرا إلى أنه تسبب أيضا بتدمير أسلحة ثقيلة من دبابات ومدافع وآليات.
وأفاد الإعلام الرسمي السوري أن التحالف الدولي استهدف مقاتلين موالين للقوات الحكومية، واصفا القصف بـ”العدوان الجديد”.
وكتبت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) “في عدوان جديد وفي محاولة لدعم الإرهاب، استهدفت قوات التحالف الدولي (…) قوات شعبية تقاتل إرهابيي داعش ومجموعات قسد (قوات سورية الديمقراطية) في ريف دير الزور”.
وتتمركز قوات سورية الديمقراطية على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث تواصل معاركها ضد آخر جيوب يتواجد فيها تنظيم الدولة الإسلامية في المحافظة الحدودية مع العراق.
وتنتشر قوات النظام السوري على الضفة الغربية للنهر الذي يقطع المحافظة إلى جزئين، مع تواجد محدود على الجهة الشرقية. وقد تمكنت قوات النظام في تشرين الثاني(نوفمبر) من طرد تنظيم “داعش” من مدينة دير الزور كاملة.
وأوضح عبد الرحمن ان “التحالف بدأ قصفه بعد استهداف قوات النظام مواقع لقوات سورية الديمقراطية شرق الفرات بينها قرية جديد عكيدات وحقل كونيكو النفطي الذي تتواجد قوات من التحالف في محيطه”.
وردت قوات سورية الديمقراطية بالسلاح المدفعي أيضا مستهدفة مواقع قوات النظام في بلدة خشام المحاذية قبل أن تتدخل قوات التحالف الدولي.
وقال عبد الرحمن إن “قوات النظام تسعى لاستعادة حقول النفط والغاز التي سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية”، وأبرزها حقلا كونيكو والعمر.
ويعد حقل العمر من أكبر حقول النفط في سورية، ووصل انتاجه قبل اندلاع النزاع الى ثلاثين ألف برميل يوميا.
وكان معمل كونيكو يعد قبل بدء النزاع أهم معمل لمعالجة الغاز في البلاد وتبلغ قدرته 13 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في اليوم الواحد، بحسب النشرة الاقتصادية الإلكترونية “سيريا ريبورت”.
ويأتي التصعيد في دير الزور برغم خط فض اشتباك الذي أنشأته الولايات المتحدة وروسيا ويمتد على طول نهر الفرات من محافظة الرقة باتجاه دير الزور المحاذية لضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين.
ولم يمنع خط فض الاشتباك حوادث سابقة بين قوات سورية الديمقراطية وقوات النظام خصوصاً حين كانا يخوضان هجومين منفصلين واسعين ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور قبل أشهر.
وتمكنت قوات النظام في كانون الاول (ديسبمر) 2017 من طرد التنظيم المتطرف من الضفة الغربية للفرات فيما لا تزال قوات سورية الديمقراطية تقاتله في آخر جيوب له على الضفة الشرقية.
بعد يومين دمويين في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، جددت قوات النظام السوري أمس قصفها الجوي والمدفعي.
ووثق المرصد السوري أمس في حصيلة جديدة “مقتل 38 مدنياً بينهم عشرة أطفال في الغارات الجوية” على مناطق عدة في الغوطة.
وأورد المرصد أن “الحصيلة تواصل ارتفاعها نتيجة استمرار الغارات الجوية وعجز الفرق الطبية في الغوطة الشرقية المحاصرة مع استمرار توافد المصابين اليها”.
وشاهد مصور لوكالة فرانس برس في مدينة سقبا التي قتل فيها مواطنة وطفلان، رجلا يحمل ابنته الصغيرة ويصرخ للفت انتباه سيارة الاسعاف. كما نقل مشاهدته لمحلات وسيارات مدمرة وأشلاء مع استمرار تحليق الطائرات الحربية في الأجواء.
وفي مدينة جسرين، شاهد مصور فرانس برس بسطات خضار مدمرة، ورجلا يحمل طفلين بعيدا عن مكان الاستهداف.
ويأتي تجدد الغارات الخميس غداة مقتل 38 مدنيا الاربعاء، كما أسفر القصف الثلاثاء عن مقتل ثمانين مدنياً وإصابة 200 آخرين بجروح.
وتعد الغوطة الشرقية إحدى مناطق خفض التوتر الأربع في سورية، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه في استانا في أيار(مايو) برعاية روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.
في أنقرة، أعلنت الرئاسة التركية أمس أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان اتفقا في اتصال هاتفي الخميس على عقد قمة روسية تركية ايرانية جديدة في اسطنبول لبحث الوضع في سورية. وكان الرؤساء الثلاثة عقدوا قمة اولى في سوتشي في روسيا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا لبحث هدنة إنسانية لمدة شهر في سورية طالب بها ممثلو وكالات الأمم المتحدة التي توجد مقارها في دمشق.
مقتل 207 مدنيين بغارات على الغوطة الشرقية
11
المقالة السابقة