عروبة الإخباري – تحتفل الجامعة الاردنية اليوم بالذكرى الحادية والخمسين لتأسيسها، إذ أرست تقاليد راسخة الجذور في السعي نحو دور ريادي ذي عمق إقليمي وبعد عالمي في التميز المعرفي والجودة التنافسية.
ولما كانت الجامعة الاردنية نِتاجُ وطنٍ تعلو هاماتُ أبنائِهِ، وإرادةُ قيادةٍ هاشميّةٍ حكيمةٍ تمثَّلَتْ في جَلالةِ المغفورِ لَهُ بإذنِ اللهِ، الحسينِ بنِ طلالٍ، يستذكر الأردنيون باعتزاز وفخار الثاني من ايلول العام 1962 حينما أصدرَ إرادَتَهُ الملكيّةَ بإنشاءِ جامعةٍ سمّاها (الأردنيّةَ)، ذلكَ اليوم المشهود في تاريخِ الأردنِّ الحديثِ؛ إذْ تكلَّلَتْ فيهِ الجهودُ الحثيثةُ بافتتاحِ ام الجامعات، آخدة على عاتقها إتاحةُ فرصِ التعليمِ العالي لأبناءِ هذا الوطن.
ولتبقى الجامعة رمزا لِنهضةِ الوطنِ وعزِّهِ وعنوانٌ لكبريائِهِ ودليلٌ على كبيرِ عطائِهِ، حققتْ ما لمْ تحقِّقْهُ أفضلُ الجامعاتِ، وقدّمَتْ للأردنِ مربّينَ وساسةً واقتصاديينَ يعرفُهُمُ القاصي والدّاني ولمْ تبخلْ بالتَّضحياتِ والشهداءِ.
وبعدَ مرورِ واحد وخمسين عاما على عمرِها المديدِ، تطل على العالم بخطة استراتيجية متوسطة المدى تحت شعار (التحول نحو العالمية ) للتطوير وتعظيم الإنتاجية العلمية والبحثية تهدف الى تحقيق الجودة بمعايير عالمية، وصولا إلى تصنيف متقدم بين أفضل خمسمائة جامعة في العالم.
وتقوم الخطة على مراجعة كل عمليات الجامعة في المستويات الأكاديمية والإدارية والطلابية كافة، مركزة على جملة من القضايا منها: تحديد نواتج التعلم ومؤشرات الأداء المفتاحية للطلبة في كل التخصصات، وتنمية ثقافة الريادة والابتكار، وتحويل الجامعة إلى الحوسبة الالكترونية الشاملة في نظم الإدارة وربطها بشبكة معلوماتية واحدة تسهل الوصول إلى المعلومات بدقة، وإعادة هيكلة الوحدات والدوائر والكليات والمراكز بما يقلل الكلفة ويعظم الإنتاجية ويوقف الهدر في الموارد البشرية والمالية، ودعم البحث العلمي وتوثيقه، وتحسين الخدمات الطلابية والبنى التحتية، وتعزيز الحريات الأكاديمية ضمن بيئة تعلم آمنة ومحفزة على إطلاق الطاقات والمواهب، وصولا إلى تحقيق الجودة الشاملة في مدخلات الجامعة وعملياتها ومخرجاتها.
وهكذا؛ إذ ترسم الجامعة مستقبلها محققة أحلام الأردنيين وطموحاتهم شعبا وقيادة، تبني على ما تراكم من خبرات ومعارف، وتجاري التطورات المتلاحقة في العالم الحديث من تكنولوجيا متناهية الدقة وثورة اتصالات وإبداع لا متناه في كل العلوم، وتربط برامجها التعليمية بحاجات المجتمع ورغبات الفئات ذات العلاقة التي تستفيد من خريجيها في سوق العمل، وتنظر لمنظومة التعليم العالي بروح الأصالة والتجديد معا،متبنية سياسات تحفز البحث العلمي والتميز الأكاديمي، مراجعة الخطط الدراسية والبرامج الأكاديمية، لرفع مستوى الخريجين تأهيلا وكفاءة، وتحسين جودة المنتج العلمي والمنظومة التعليمية بوجه عام.
وتمثِّلُ الجامعة الاردنية اليوم أكبرَ أداةٍ للتغييرِ الإيجابيِّ بما تبثُّهُ في أبنائِها وخرّيجيها، وقدْ أعدَّتْ برامجَ وسياساتٍ لخدمةِ العلمِ والعلماءِ والفكرِ والثقافةِ، بعد أن بدأت مسيرتها بميزانية مالية تقدر بنحو 50 ألف دينار وبكلية واحدة هي كلية الآداب و167 طالبا وطالبة قام بتدريسهم ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس يساعدهم خمسة من غير المتفرغين في صرح جامعي يضم مبنيين صغيرين، ثم توسعت الجامعة التي تقع على مساحة تقدر بحوالي 1200 دونم حتى بلغ عدد كلياتها العام الحالي 20 كلية يساندها عدد من المراكز العلمية الى جانب فرع العقبة والذي يضم 5 كليات ومحطة للعلوم البحرية لتصب مجتمعة في بوتقة التدريس والبحث والتأهيل وخدمة المجتمع.