عروبة الإخباري .. بقلم المحلل السياسي .. اليمن الآن برسم التدخل لمن لديهم إحساساً بدورها وعروبتها وقيمتها المعاصرة في الأمن القومي العربي بعيداً عن الشعارات، فلقد عانت اليمن وما زالت تعاني وضحت وما زالت و واجهت وما زالت تواجه وهي تتمسك بجذورها وهويتها ودورها وإستقلالها وكرامتها وترفض التدخل الأجنبي في شؤونها أو العدوان عليها مهما كانت مبرراته وذرائعه وبأي شكل يتغطى، وهي لا تقبل أن ينصب عليها قيادات لا جذور لها في ترابها ولا يحترمها حتى من نصّبها ويتعامل معها كأنها سقط المتاع أو من نوافل الأشياء، وهذا السؤال موجه بالدرجة الأولى لمن يدعون أنهم يجلسون في مواقع الشرعية وعليهم أن يجيبوا، كيف يجري التعامل معهم؟ أو هم قادرون أن يكونوا حيث يقال إن إيدي التحرير قد وصلت والقصد مدينة عدن التي ما زالت الشرعية لم يسمح لها أن تقيم فيها لإختلاف المتدخلين على القسمة والدور وتكوين الولاء؟ ..
لا نريد أن نذهب إلى الشكوى وإعادة تشخيص الواقع المؤلم المرّ فالبكاء لا يجدي “إذ لا يحك جلدك مثل ظفرك ولن يساعدك الآخرون إن لم تساعد نفسك”.
فلقد تقدمت اليمن بعدة مبادرات سليمة لحل المشكلة القائمة التي تفاقمت على مختلف المستويات السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية، وكان لزاماً الآن وبعد كل الذي حدث من تطورات أن ينهض اليمنيون المخلصون لإعادة اليمن إلى ما كانت عليه قبل العدوان الرباعي عليها وأن يتحرك كل صاحب ضمير يستطيع أن يفعل ضمن المعطيات العملية ..
لقد سقطت الذرائع وعلى الأطراف المعنية تغيير مواقفها وخاصة الموقف الذي يدعي بالوجود الإيراني في اليمن.
ولم يتوقفوا عند هذه الذريعة بل أضافوا لها الإدعاء بوجود حزب الله اللبناني في اليمن أيضاً، في حين يغفل أصحاب هذا الإدعاء إستعانتهم بالولايات المتحدة الأميريكية وتزويد طائراتها التي تقصف اليمن بالوقود وهي الطائرات التي تقصف اليمن بالأسلحة المحرمة، وكذلك تفعل بريطانيا من ضمن التحالف المتورط بالحرب على اليمن.
ماذا يتوقعون من اليمن أن يفعل أمام ذلك ؟
أليس من حق اليمن أن يحدد من هم أصدقاؤه ومن هم خصومه؟
أليس من حق اليمن أن يستعين بمن ينصره على العدوان ويقف بجانبه في محنته ؟
أليس من حقه أن يطلب المساعدة والنصرة والعون في وجه العدوان والظلم ليردع العدوان، ألم يقل الزعيم البريطاني تشرتشل ذات يوم حين كانت قوات النازي تقصف لندن (إنني أتحالف مع الشيطان من أجل بلادي).
ألم يقل المثل العربي التقليدي لمن يتعرض للعدوان المباشر عليه (أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب).
لتدرك الأطراف المعتدية والتي ما زالت تمعن في العدوان وتعلنه كأسلوب للتعامل مع اليمن، أن اليمن الآن وبعد صمود باسل وإصرار على الحرية والإستقلال ورفض العدوان باستطاعته أن يضرب وسط الرياض وأبو ظبي ودبي ولكن صاحب نظرة بعيدة وهو السيد عبدالملك وكذلك نظرة الزعيم علي عبدالله صالح هي أن تبقى الحكمة اليمنية دليلاً ومرشداً وضابطاً ومانعاً إلى حين .. هكذا قال الرجل اليمني الذي يحب اليمن ويحرص عليها .. فالحكمة ما زالت يمنية وستبقى، فالقادة السيد عبد الملك والزعيم علي عبدالله صالح وهم يتمثلون الحكمة اليمنية وسعة الصدر والقدرة على الصبر وكظم الغيظ لم يوافقوا القادة الميدانيين اليمنيين الذين يطالبون بضرب هذه العواصم الثلاثة في عقر دارها لوقف عدوانها على اليمن .. ولكن الواقع يقول للصبر حدود.
اليمن الآن مستعدة أن تجلس مع السعودية ومع دول التحالف وجهاً لوجه شريطة ..
أولاً : وقف الأعمال العسكرية من الجانبين.
ثانياً : وقف التحريض والحملات الإعلانية من الجانبين أيضاً.
ثالثاً : اللقاء والحوار في بلد محايد وفتح كل الأوراق على مائدة التفاوض حتى تعالج كافة القضايا العالقة ..
وعلى أطراف العدوان إداراك أن عبد ربه منصور وعلي محسن وبن دغر هؤلاء الذين يتغطى بهم العدوان لا تقبلهم اليمن حتى لو بقيت تقاوم مائة سنة في وجه التحالف، لأن هؤلاء من أوصلوا اليمن إلى هذا الدرك الأسفل وحملوا في ذمتهم دماء اليمنيين ولم يعد يثق بهم الشارع اليمني وإن عادوا فإن الشارع سيتولاهم ويقتص منهم في كل لحظة وحتى قبل وصولهم.
رابعاً : اليمن مستعدة وبعد ثلاث سنوات من العدوان عليها إلى الإتفاق السياسي والعسكري وإعادة الإعمار وتشكيل رئاسة وحكومة قوية تستجيب لمطالب الشعب وأمانيه في توحيد كلمته وصون ترابه الوطني من أي عدوان ..
خامساً : اليمن مستعدة أن تقترح إستفتاءاً شعبياً حول دخول اليمن إلى مجلس التعاون الذي نقترح أن يسمى مجلس تعاون الجزيرة بدل الخليجي أو مجلس التعاون العربي، لأن اليمن ليس دولة خليجية .. والإستفتاء في نتيجته يفوض الحكومة القيام بالتفاوض.
إن مواصلة المملكة السعودية الإتهام بأن أنصار الله هم السلطة وهم أصحاب القرار في صنعاء واليمن هو إتهام باطل من أساسه ويراد منه الفتنة .. فأنصار الله مكون من مكونات الشعب اليمني ولهم حق التمثيل في الحكومة شأن حزب الله في لبنان وشأن أي مكونات أساسية في أي دولة تعددية .. خاصة وأن اليمن دولة مسلمة لا تمييزاً عنصرياً ولا اثنياً أو دينياً فيها وهذا ينسحب على كل الأطراف اليمنية .. وهذا الرأي يمثل أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وعلي عبدالله صالح وحلفائهم.
إن ضمان إعادة الإعمار يحتاج إلى تعاون واسع يكون الإتحاد الإفريقي شريكاً فيه.
إن مندوبية ولد الشيخ باسم الأمم المتحدة وعلى هذه الشاكلة لم تعد مقبولة من أبرز وأهم الأطراف اليمنية وهي لم تعد تقبل مهمته إلى حين إنتهاء فترته في فبراير شباط القادم وعلى مجلس الأمن والجهة التي أرسلته أن تدرك ذلك وأن تصبح هذه المهمة ممثلة من دول عدم الإنحياز حتى لا يستمر الإختيار من دول منحازة أو معادية أو أختيار من جانب الدول التي رتبت العدوان وناصرته، إن الحياد مطلوب لجهة الإنصاف وهذه الدعوات ما زالت قائمة بإخلاص وهي الطريق إلى نجاة اليمن وشعبه وإستقراره و وقف العدوان الغاشم عنه ..