إما أن يكونوا في السلطة أو يغرقوا مصر في بحر من الدماء..الخطط جاهزة والتدمير برسم الأوامر التي بدأت تتدفق في سيناء وما مقتل 24 شرطياً مصرياً وقتلهم بدم بارد بعد انزالهم من الحافلة الا تأكيد لهذا النهج..
استمرار العنف في مصر وارتكاب جرائم ارهابية ضد الجيش والشرطة المصرية في سيناء أعاد تركيز عيون وعقول ووجدان المصريين الى دور الاخوان المسلمين المصريين وأفعالهم وسكوت الاخوان أو استمرارهم يعني انهم يقومون بذلك وقد فضحتهم تصريحاتهم وخاصة تلك التي أطلقتها قياداتهم وعلى رأسها محمد البلتاجي الذي طالب بالتدخل الاميركي والاستعانة بالأجنبي وقال إن العنف في سيناء يقف إن عاد مرسي الى السلطة ويستمر ويتأجج إن بقي معزولاً ومعنى ذلك أن الإخوان مسؤولين عن ذلك حتى وإن دخلت قوى أخرى كاسرائيل على موضوع سيناء فإن المحصلة ستكون على رصيد العنف الاخواني أو يستنكروا ويثبتوا عكس ذلك بعد أن تعكرت مياه سيناء وسهل الصيد فيها..
خطاب الجنرال السيسي الأخير وضع النقاط على الحروف وكشف حقائق كثيرة وفضح نهج الاخوان المسلمين وتآمرهم على امن واستقرار مصر واستمرار ذلك النهج الذي كانوا عليه منذ زمن عبد الناصر وتجلى ذلك في محاولات اغتيال محمود النقراشي رئيس الوزراء المصري وحريق القاهرة..
يتوهم من يعتقد أن الاخوان سيراجعون مواقفهم بسهولة أو تردعهم معطيات وطنية أو شعبية أو تستوقفهم الجماهير الغاضبة منهم والتي خرجت لمواجهتهم واسقاط نظامهم في 30 يونيو حزيران..
قتل الجنود والشرطة المصريين في اليوم التالي لخطاب الجنرال السيسي الشهير يدلل على الاتجاه الذي يذهب اليه الاخوان المسلمين والذين يتحملون المسؤولية عن سفك دماء المصريين والاستهانة بها..
لماذا سيناء؟ ومن المسؤول؟ وكيف يمكن أن تلوث اسرائيل الجرح المصري الذي بدأ ينزف بدخول قوى عليه من خلال عباءة الاخوان المسلمين ومع البيض الذي ترقد عليه ودجاجتهم اذ يختلط هذا البيض الذي يفقس ارهاباً مختلف المصادر والمنابع والجذور علموا به أم لم يعلموا..
يبدو أن معاناة مصر ستطول وأن جرحها الفاغر سيتلوث وستدخل قوى عديدة ومختلفة إن لم يضع الاخوان المسلمون حداً لعنفهم ويتوقفوا فهناك من يحارب الآن استقرار مصر وأمنها باسمهم ومن خلال عماماتهم وعباءاتهم ودشاديشهم ولحاهم ولن ينفعهم بعد ذلك شجب او استنكار طالما سكتوا الان وقبل فوات الأوان ورفضوا الاستفتاء وطروحات المصالحة والمشاركة والتحذيرات التي قدمها الجيش حين كان نهجهم يذهب في اتجاهات غير وطنية وخطيرة..
مصر الآن كما يقول عمرو موسى الأمين العام مقدم العربية سابقاً تخوض حرباً مفتوحة ضد الارهاب في سيناء وفي عموم الأرض المصرية وبدل أن تتجه بوصلة الصراع إلى العدو الذي احتل سيناء وما زال يضعها تحت هيمنته ويتحكم فيمن يدخلها أو يخرج منها..خلط الاخوان الحابل بالنابل واعتبروا النظام المصري الجديد عدوهم وارتدوا يقاتلون جنود مصر ورجال أمنها ويفجرون المنشآت والمصالح المصرية دون حس وطني أو قومي..
صحيح أن هناك من قام بأعمال تخريبية أثناء حكم الاخوان وذلك في سيناء بنسف خط الغاز وخطف الجنود ولكن كيف انتهت تلك الأعمال آنذاك وخاصة صفقة خطف الجنود الذين أطلق سراحهم دون أن يعلم أحد كيف وعلى اي الأسس وبأي ثمن أم ان ذلك كان متفق عليه لتوريط الجيش المصري أو رهنه أو صناعة مبررات لتغيير قياداته او الدخول إلى بنيته الادارية والعقائدية كما مهد الاخوان ولم يستطيعوا مجرد الانقضاض عليهم بالشعب..
مصر الجريحة الآن بحاجة الى المساعدة العربية ليبقى للعروبة اسم وللوطنية اسم وللقومية اسم وهذه المساعدات يجب ان تبدأ الآن وتتواصل بكثافة وعلى كل المستويات..ولعل الاشارة الذكية والفاعلة والمهمة كانت من جانب الأردن بداية حين زار الملك عبدالله الثاني مصر وتضامن معها باسم الأردنيين إلا قلة خرجت على الزيارة واستنكرتها وأرادت الأردن وقوداً للتنظيم ليجري التبرع به وبأمنه واستقراره..
السيسي يذكرنا بعبد الناصر وعليه الآن الرهان في استرجاع دور مصر الوطني والقومي وهيبتها وتخليصها من التخلف والتبعية والضعف والحصارات المتربصة والفشل الذي كان على ابوابها وليعفينا اخواننا هنا من ما يدعون اليه من استعداء على مصر ونظامها ومستقبلها..فمصر العروبة التي مد الأردن يده اليها حين فك عنها حصار من لم يفهموا دورها بعد كامب ديفيد زمن الملك الراحل الحسين هو الأردن الذي تمتد مجدداً يده لمصرالعروبة والوطنية والدولة الحديثة ليسندها في محنتها في وجه المحرقة والاستبداد واعادتها الى القرون الوسطى بالتواطيء على حضارتها وثقافتها وتعدديتها..
لقد كشف دم الجنود المصريين خيبة الأمل من الاخوان المسلمين وحكمهم وها هم المصريون على اختلاف اتجاهاتهم السياسية يرون دم جنودهم يسفك بأوامر من المرشد العام واتباعه فلنكن الى جانب مصر وعروبة مصر وكفاح مصر لنسدد ما علينا من دين فهذا وقت تسليف مصر والوقوف معها..
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/«الإخوان» يقوضون استقرار الدولة المصرية.. فهل نصمت؟
19
المقالة السابقة