عروبة الإخباري- وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس المرحلة التي اجتاح فيها تنظيم «داعش» مدناً عراقية في ٢٠١٤ بـ «الربع المظلم»، وهي الفترة التي كان سلفه نوري المالكي يتولى فيها رئاسة الوزراء. وقال في كملة له خلال حفل «يوم الشهيد العراقي» الذي أقامه «المجلس الأعلى الإسلامي» في بغداد، إنه «لا تمكن العودة إلى المربع المظلم الذي أضاع بلدنا وشعبنا وجيشنا بدخول تنظيم داعش الموصل». وأضاف: «تمكنا من إعادة الأوضاع على رغم الأزمات التي واجهتنا، كما أن داعش لم ينتهِ بعد، والقوات تحبط يومياً عشرات الهجمات له في جميع أنحاء العراق».
ووجّه رئيس الوزراء انتقاداً لاذعاً إلى من سماهم «سياسيي الفنادق الذي ساهموا في مجيء داعش إلى العراق»، قائلاً: «اليوم نحقق الانتصارات بجهود شعبنا وبوحدتنا التي هي سر قوتنا التي اجتمع العراقيون من خلالها لمواجهة داعش، هؤلاء الذين يذبحون العراقيين». واستدرك قائلاً: «لكن للأسف هناك من يحاول التحرك لكي ننسى هذه جرائم داعش». وأضاف أن «داعش يذبحون أبناءنا ويتخذونهم دروعاً بشرية من أجل أن يرموا القوات العراقية ويحاولون النيل من المقاتلين. وعلى رغم كل ذلك هناك من يحاول أن يجعلنا ننسى جرائم داعش. فلا يمكن أن نسمح لهم بالعودة بنا إلى نقطة الصفر». وزاد العبادي أن «أولئك الذين حرضوا علينا وفتحوا الأبواب لداعش، هربوا إلى الفنادق ويشترون العقارات في الخارج، نقول لهم: سنتصدى لكم ولن نسمح لكم بالعودة بنا إلى المربع الأول». وقال: «لدينا المزيد من المتطوعين لقتال داعش، والعدد لا يسع لانضمامهم، والبعض يطلب مني عدم زيادة راتب المتطوعين من الحشد الشعبي كي لا تكون تجارة»، لافتاً إلى أنه «من ينتقص من حشدنا ستقطع يده».
ويرى البعض أن حديث العبادي كان رداً مبطناً على رئيس «التحالف الوطني» عمار الحكيم، الذي دعا إلى فتح المجال لعودة شخصيات لم تقترف جريمة، وهي متوجسة من الملاحقة القضائية بدون تهمة، داعياً «القضاء إلى النظر في جميع الملفات المطروحة أمامه بحيادية كاملة وبعيداً من الضغوط السياسية». وأشار الحكيم إلى أن العراق بحاجة إلى «عقد سياسي واجتماعي جديد في إطار الدستور للمرحلة القادمة»، مبيناً أن «مبادرة التسوية الوطنية ليست مثالية أو غير قابلة للنقاش وعلى الأطراف الأخرى أن تقدم رؤيتها وأن تكون في حدود الوطن والواقعية».
من جهة أخرى، اعتبر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم خلال الاحتفالية أن «أجواء النصر على تنظيم داعش وفّرت أفضل الظروف لوحدة الشعب العراقي»، قائلاً «في هذه المرحلة المشرفة من تاريخ شعبنا نخوض غمار أشرف معركة من أجل حرية شعبنا وسلامة أهله وتعزيز استقرار المنطقة والعالم وحفظهما من شرور داعش».
كما دعا رئيس البرلمان سليم الجبوري خلال كلمته إلى الشروع في مصالحة وطنية حقيقية، لافتاً إلى أن إعادة النظر في التكتيكات والإجراءات الأمنية والعسكرية الخاصة بتحرير الجانب الغربي لمدينة الموصل يزيد من القدرة على الاستمرار في المعركة ضد تنظيم «داعش». وقال الجبوري إن «الحرب ضد داعش كانت المشهد الأخطر والأهم من بين تجارب العالم عبر التاريخ الإنساني بالشجاعة والشهادة». وأضاف أن «العراقيين يواجهون الإرهاب بالصولة النهائية، فيما يتكبد العدو الخسائر تلو الأخرى رغم تحوّل المعركة في أيمن الموصل (غرب المدينة) إلى حرب شوارع قد تكون أكثر حساسية وصعوبة».
إلى ذلك، أفرجت محكمة الجنايات المركزية في مجلس القضاء الأعلى عن عضو مجلس محافظة بغداد السابق ليث الدليمي، بعد نحو خمسة أعوام من احتجازه في السجن بتهمة «الإرهاب»، فيما أكد الدليمي أنه كان ضحية تهم «كيدية». وقال الدليمي في تصريح صحافي إن «التهم الكيدية التي لفقت لنا من المحقق الذي قام بالتحقيق سابقاً، لا تخفى على الإعلام والحكومة، إلا أن القضاء قال كلمته وتم الإفراج من خلال ثلاث هيئات وبجميع قضاتها». وتابع أن «هناك مرحلة جديدة نحن مقبلون عليها، لاسيما أننا كنا مغيبين بشكل تام من خلال السجون وعدم وجود التواصل والاتصال، حيث كانت المعلومة مغيبة لمدة خمس سنوات».(القدس العربي)