عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – لم يكن الطفل اللقيط الذي انجبته أمه سفاحا يدرك أنه سيحكم روما ويبسط نفوذه على الامبرطورية ويحمل اسم نيرون..بعد عام ولادته في سنة 37م، وأنه سيمضي جلّ حياته بين الغواني قبل أن يحرق بلده ويجلس يبكي عليها .. وسواء كان اللذين احرقوا بلدانهم لقطاء أم اصيلي النسب فإن افعالهم ببلدانهم وخاصة في عالمنا العربي تجعل صفة اللقيط أهون عند الناس من صفة الاجرام الذي يصل بهم حدّ حرق بلدانهم سواء حرقوها بأيديهم أو سخروا انفسهم ليمكنوا غيرهم من حرقها.
اليمن سواء حمل صفة السعيد من الماضي او التعيس من الحاضر يتعرض الان للحرق على ايدي أكثر من نيرون والذين يمارسون الحرق الان باسم الشرعية قد لا يدركون مصيرهم ومآلهم وقد لا يدركون انهم سيجلسون على انقاض “روما” ..اليمن.. بعد ان حولوه الى ركام وحطام واشلاء من جثث الاطفال والنساء وكبار السن قبل ان يقتلوا المقاتلين أيّا كانت التسميات التي تطلق عليهم من الفضائيات .. “روما” اليمنية تحترق الان في اكثر من موقع في عدن وصنعاء وتعز وفي اكثر من محافظة وناحية وعبر الحدود.. والحريق يلتهم المدارس والمستشفيات ودور رعاية المسنين ورياض الاطفال والبيوت التي اصبحت تفتقر الى الكهرباء وماء الشرب والغذاء وابسط اشكال الحياة بعد ان قصفت بأحدث الطائرات والصواريخ والمدافع..
هل سيبكي ( نيرون ) اليمني الذي استعمل اداة لغيره في تدمير بلده.. هل سيجلس على الانقاض ؟ من سيسمع صوته حين تتحول روما اليمنية الان اانقاض والى رماد هل سيصحو قبل استكمال مشروع الحريق ام سيمعن في الحرق رغم كل الوساطات الدولية وغير الدولية باسم انهم البسوه الشرعية واعطوه كرسيا معلقا خارج الوطن، وضمنوا له ان يلتقط الصور في العاصمة التي امر بحرقها ؟!!
هل يدرك الذين يحرقون ولا نرى وجوههم ولا نعرف هويتهم ممن استؤجروا لهذه المهمة البشعة ،انهم يحرقون بذلك انفسهم مهما برروا واختبأوا وراء صفات ما انزل الله بها من سلطان..!!
هذه اليمن الذين تجرأتم على حرقها الان واستهنتم ذلك ورخصت عليكم تاريخا وحاضرا.. سوف تنهض من الرماد نهوض العنقاء لتدينكم وتلعنكم وتصب عليكم جام غضبها ولعناتها وستأخذكم الى حيث تستحقون في صفحات التاريخ.
نيرون اليمن سيموت “ولن تمت روما” رغم الحريق “بعينيها تقاتل”.. وبأيديها المحرقة وبأظافرها ولن تمكنكم من جسدها حتى وان جعلتموه عاريا ومشوها فقد اقسمت بالتاريخ الذي اصبح هويتها انكم تكتفون بحرقها من الجوّ ومن خلف الحدود..
أي شرعية هذه التي تفضل الكرسي عن الوطن وتفضل الموت على حياة اليمنيين وتفضل التبعية على الاستقلال والانحياز الى الغريب والغازي والاجنبي على ابن الوطن..
نعم ارتكبتم من المجازر ما لا ينسى او يغفر صنيعه، واوهمتم الغزاة اللذين استأجروكم انكم قادرون على حرق روما بمن اختاروهم لحرقها.. ووجدتم اخيرا نيرون الذي يخرج يحمل النار من بين صفوف اليمنيين لحرق بلده على رؤوس اهلها كما فعل نيرون تماما حين اشعل النار في روما وجلس على تلة عالية ينظر اليها وفي لحظة صحو قصيرة وقد بكى بعد ان اصبحت رمادا..
العنقاء اليمنية ستنهض وستنفض عنها الرماد وستحول الى لعنة تطاردكم في الداخل والخارج.
الحالة اليمنية تغري نيرون ورفاقه ممن ادمنوا ذبح الامة والاستثمار في الحروب الرذائل ولن يستمروا وهذه الموجة ستنحسر.. وستبقى السنديانة اليمنية واقفة وصلبة.
فالاشجار اليمنية تعودت ان تموت واقفة دون ان تنحني ومن يقرأ التاريخ منذ بلقيس “شيتا” وحتى اليوم مرورا بكل من حكموا او جاءوا من الخارج يدرك ذلك ويدرك ان اليمن “جاعت ولم تأكل بثدييها” وانها لم تستقبل من الخارج عبر تاريخها سوى الاسلام ورسالته عبر مذاهب الصحابة والتابعين على اختلاف اجتهاداتهم فقد ظلوا دائما ينتمون الى الاسلام والى آل البيت الاطهار .
أيّها اليمنيون افيقوا , فهذا الجحيم الذي جاء به نيرون و قد اصاب كل ما تملكون و انتم القادرون على ان تضعوا له النهاية بتماسككم وباعتبار أن اليمن يمنكم , وانه يمن واحد بغض النظر عن المذهب او العرق او الطائفة فهذه الشرعيات مفبركة , انها قميص عثمان الذي ما زال يرفع على رؤوس الرماح لادعاء الشرعية والاخذ بالثأر , ما بال الغزاة يصدرون الى اليمن غير ما جاء به القرآن معربا في فقه الشافعي ( رضي الله عنه ) و فقه زيد ( رضي الله عنه ) , فالشافعية و الزيدية وما بشر به الائمة والصحابة و آل البيت كلها مذاهب هضمها اليمن وتعايش معها واعتز , ولكنه لم يعرف مذهبا مسلحا بالطائرات والقنابل العنقودية والفسفورية يقتل ويدعي ” الشرعية ” ويبحث لها عن مكان تزرع فيه .
الارض اليمنية لا تنبت اشجارا يزرعها الغزاة وتربتها لا تخصب ما يزرعون , وهي ترفض ذلك في الماضي والحاضر والمستقبل .
انهم يدورون الان في حلقة مفرغة ويركضون وراء سراب الانتصارات على الاطفال و الاحياء الفقيرة وعلى تاريخ اليمن , انهم يركضون وراء سراب وسيسقطون عطشى وظمأى للكرامة والوطنية حين يدركون ان النصر لن يحالفهم , وان قول الشاعر سينطبق علهم وهم مدحورون .
“واقسم المجد حقا لا يحالفهم حتى يحالف بَطنَ الراحة الشعُر”
ان ابناء عبد بن يغوث الحارثي ابناء القحطانيين , لن يمكنوا المعتدين منهم حتى وان قتلوا و اسروا وفتك و احرقوا واخترعوا نيرون وجاءوا به , وسيسخر منهم الشعب اليمني كما سخر عبد بن يغوث الحارثي الاسير من المرأة العبشمية في شمال الجزيرة حين شمتت به في أسره بقوله :
وتضحك مني شيخة عبشمية كأن لم تر قبلي اسيرا يمانيا
فهؤلاء في الشمال لم يستطيعوا ان يأسروا اليمن ولن يأسروه , وهو يفضل ان يموت واقفا على ان ينحني او يؤسر او تقع الشماتة به
قُتل الغزاة , وهم على ما يفعلون بابناء اليمن شهود , وما نقموا منهم الا ان تمسكوا بحريتهم واستقلالهم ورفضهم للغزاة والوصاية و أحصنة طروادة التي حملت نيرون و اعوانه .
اننا على ثقة ان الارض اليمنية ستبتلع الغزاة اليوم , كما ابتلعت من سبقوهم من الذين لم يجر الاعتبار بمصيرهم , وان ابرهه الاشرم ونيرون وعشرات الاسماء من الغزاة لن ينالوا من اليمن وسيمروا من تاريخه “مرور السهم من الرمية” , بعد ان يتركوا بصمات سوداء كما ترك “ابن العلقمي” الجاسوس الذي ادخل المغول الى بغداد ليهدموها ويرموا حضارتها في دجلة .
صبرا يا احفاد العرب العاربة , صبرا فجراد الصحراء لن ينال من خضرة بلدكم حتى وان هدموا سدّ مأرب !! .
روما حريق نيرون