عروبة الإخباري – تصادف اليوم الخميس ،الخامس عشر من شهر كانون الأول الجاري الذكرى الثالثة والخمسين لتأسيس شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية وبدء انطلاقتها في أجواء العالم كسفير مودة وصداقة وتفاهم مع الشعوب وجسراً للتبادل الحضاري والتجاري والسياحي مع العالم بأسره، وكما جاء في نص الإرادة الملكية السامية التي وجهها جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه في ذلك اليوم من عام 1963، ليكون ميلاد الناقل الوطني للمملكة الأردنية الهاشمية .
وقد حظيت هذه الشركة الوطنية منذ نشأتها بالإهتمام والرعاية الهاشمية الكريمة على يدي مؤسسها وما زالت حتى الآن، مما كان له الدور الأساس في نهضتها وتطورها وتمكينها من المنافسة اقليمياً وعالمياً، فيما تواصَلَ الإهتمام بهذه الشركة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وهو ما جسدته كلمة جلالته التاريخية التي سطرها خلال زيارته للملكية الأردنية قبل ثلاثة أعوام بمناسبة يوبيلها الذهبي .
وقد وضعت كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني على عاتق الشركة مسؤوليات وواجبات كبيرة من شأنها أن تعزز مكانتها المتميزة وسمعتها العالمية المرموقة ودورها الوطني الريادي في ربط الأردن بالعالم، باعتبارها سفيراً حقيقياً للأردن، إذ جاءت تلك الرسالة بعد نصف قرن من الرسالة الملكية الأولى يوم تأسيس (عالية)، لتعكس الرسالتان معاً الدور الوطني الذي من أجله قامت الشركة والأهمية الاستراتيجية التي كانت وما زالت تتمتع بها في خدمة الأردن.
المدير العام / الرئيس التنفيذي للملكية الأردنية كابتن سليمان عبيدات عبّر عن تقدير الشركة الكبير للإهتمام المتواصل من الدولة والحكومة الأردنية بمسيرتها ونهضتها والحرص على إستمرارها للقيام بواجبها كناقل جوي وطني للأردن يسهم في دعم الإقتصاد الوطنــي ويدعم الفعاليات والنشاطات السياحية والثقافية والمجتمعية منذ ثلاثٍ وخمسين عاماً .
وأكد عزم الادارة في هذه المرحلة على إتخاذ كل الإجراءات الهادفة إلى تحسين الأداء العام للشركة وزيادة الكفاءة والفاعلية ورفع مستوى التنافسية ومعدل الإنتاجية للنهوض بالشركة وتمكينها من تجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها، مشدداً على أن الملكية الأردنية تملك كل مقومات النجاح والانطلاق نحو مستقبل أفضل .
وقال أن الشركة ستظل تسعى لتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين على الأرض وفي الجو وتسهيل إجراءات السفر وتطوير قدرات ومهارات الموظفين من خلال الإستمرار في عمليات التأهيل والتدريب على الأساليب المثلى للتعامل مع المسافرين وكذلك إدخال أحدث الأنظمة المعلوماتية التي تتلاءم مع روح العصر وتنسجم مع ما هو مطبق في كبريات شركات الطيران العالمية ، سيما الأعضاء معها في تحالـف الطيران العالمي oneworld.
وبيّن كابتن عبيدات أن الشركة أدخلت مع أواخر عام 2014 خمس طائرات جديدة من طراز بوينغ 787 (دريم لاينر)، كما أدخلت طائرة أخرى من ذات الطراز مطلع شهر تشرين ثاني الماضي وستدخل طائرة سابعة مطلع العام 2017، مشيراً إلى أن هذه الطائرات تعتبر من أحدث الطائرات في عالم النقل الجوي في العصر الحديث، الى جانب تشغيل الشركة لطائرات حديثة أخرى من طراز ايرباص وامبرير وتتميز جميعها بحداثة عمرها التشغيلي الذي لا يتجاوز خمس سنوات بالمعدل العام، ما يجعلها قادرة على المنافسة إقليمياً وعالمياً .
وأوضح أن اختيار الشركة لهذا الطراز المتطور جاء في ضوء ما تتمتع به هذه الطائرات من مواصفات غاية في الدقة التقنية والراحة وكفاءة إقتصاديات التشغيل، لافتاً الى جودتها العالية وانخفاض استهلاكها للوقود، فضلاً عن رحابة مقصورة الركاب واتساع نوافذ الطائرات التي تشعر المسافر بمزيد من الراحة والرفاهية أثناء الرحلة .
وفيما يتعلق بشبكة الخطوط أشار كابتن عبيدات أن شبكتنا الجوية تتصف بالمرونة وأن الشركة تعمل بشكل متواصل على إعادة النظر بشبكة خطوطها الجوية بحيث تنسجم هذه الشبكة مع متطلبات العرض والطلب على السفر والتأكد من الجدوى الإقتصادية لجميع مقاطع الشبكة والإستمرار في ترجمة رؤية الملكية الأردنية التي تنص على أن تكون شركة الطيران المفضلة لربط الأردن والمشرق بالعالم .
وعلى صعيد الإتفاقيات التجارية المبرمة على أساس الرمز المشترك، فإن هناك خمسة عشر إتفاقية بين الملكية الأردنية وشركات الطيران العالمية والعربية والتي تسهم في رفد رحلات الملكية الأردنية بمزيد من المسافرين .
وأكد كابتن عبيدات أن الملكية الأردنية تنظر إلى موظفيها باعتبارهم العنصر الأساسي لعملية الإنتاج وحجر الزاوية في الشركة وهي تركز على الإستثمار بهم عن طريق تقديم دورات تدريبية متخصصة تهدف الى إحداث التغيير وتطوير مهارات الموظفين ودعم الخبرات والكفاءات التي يتمتع بها العاملون في حقل صناعة النقل الجوي، مؤكداً إعتزاز الشركة بقدرات جميع العاملين فيها، وانتمائهم لبلدهم وشركتهم .
وفي مجال خدمة المجتمع أوضح كابتن عبيدات أن المسؤولية المجتمعية للملكية الأردنية تعتبر جزءً لا يتجزأ من هويتها المؤسسية الوطنية، فعلى مدى سنوات عديدة حرصت الشركة على تبني البرامج والخطط التي تتماشى مع رسالتها لدعم المجتمع المحلي وتقديم الرعاية لمختلـف النشاطات والفعاليات الخيريّة والإجتماعية والإقتصادية والسياحية والبيئية والرياضية والشبابية والتعليمية والفنية وذلك من خلال المساهمة الفاعلة في تعزيز مختلف الركائز التي يقوم عليها المجتمع، والإسهام في خدمة الإقتصاد الوطني .
وقد بدأت الملكية الأردنية عملياتها التشغيلية عام 1963 بــ 250 موظفاً وطائرتين من طراز دارت هيرالد و(DC-7) تخدم ثلاث وجهات هي بيروت والقاهرة والكويت، فيما تخدم اليوم 55 وجهة عالمية من خلال 25 طائرة حديثة .
كما ارتفع عدد المسافرين من 87 ألف مسافر في عام 1964 إلى ما يقارب ثلاثة ملايين مسافر مع نهاية العام الحالي تم نقلهم عبر أكثر من 35 ألف رحلة جوية مقابل أربعة آلاف رحلة عند التأسيس .