عروبة الإخباري – تنظم جمعية إسرائيلية غدا الجمعة بالتعاون مع دبلوماسي هولندي زيارة فريدة لقرية فلسطينية مهجرة وتقديم اعتذار علني «وجولة بين ربوعها للتعريف بها وبما فعلته إسرائيل بها عام 1948. والمشرفة على هذه المبادرة جمعية «ذاكرات» الإسرائيلية المهتمة بتعميم الرواية التاريخية الفلسطينية على اليهود، اعتقادا بأنه لا تسوية حقيقية للصراع دون الاعتراف بهذه الرواية واعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن النكبة والسماح بعودة اللاجئين لديارهم.
وستتم الجولة في القرية الفلسطينية المهجرة بيت نتّيف، جنوب بيت جمال غرب القدس المحتلة وذلك بالتعاون مع أريك آدر، دبلوماسي سابق من هولندا أنقذ والده يهودًا خلال الحرب العالمية الثانية وزرع «الصندوق القومي اليهودي «الكيرن كييت» 1100 شجرة على اسمه على أرض القرية الفلسطينية المهجرة. يشار الى أن «الكيرن كييمت» تدأب على زراعة غابة في أراضي القرى المهجرة بهدف طمس خرائبها ومعالمها ضمن عملية تغيير معالم البلاد وتهويدها.
وتؤكد «ذاكرات» أن أريك سوف يعبر خلال البرنامج غدا عن استيائه ومعارضته لاستغلال اسم والده من قبل الصندوق الصهيوني المذكور وذلك في عملية انتهاك وظلم ضد اللاجئين الفلسطينيين.
وسبق أن التقى أريك عددا من لاجئي بيت نتّيف في مخيم عايدة في بيت لحم قبل عدة سنوات. وتوضح «ذاكرات» التي تأسست قبل 15 عاما وتعتمد بفعالياتها على صناديق غربية أنها ستطلع أريك والمشاركين الإسرائيليين والفلسطينيين على معالم القرية والوضع المزري لمقبرتها. كما ستكشف عن دور الصندوق القومي اليهودي في محو آثار ووجود القرية ومنع عودة أهلها إليها. وآريك آدر هو نجل الكاهن باستيان يان آدر الذي انقذ خلال الحرب العالمية الثانية العديد من اليهود، ولا يزال البعض منهم على قيد الحياة، ويعيشون في إسرائيل بعدما وصلوا فلسطين كمهاجرين جدد. وقبيل انتهاء الحرب، في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1944، قًتل الكاهن برصاص النظام النازي بسبب نشاطه هذا. وفي عام 1967، أُدرج من قِبل متحف الكارثة «يد فاشم» الإسرائيليّ ضمن مجموعة «الصالحين من أمم العالم. «في إطار الاعتراف به كأحد «الصالحين» في عام 1967، قام الصندوق القومي اليهودي بشراء وغرس غابة تحتوي على 1100 شجرة على اسم الكاهن آدر على أراضي قرية بيت نتيف.
احتُلت قرية بين نتيف في اكتوبر/ تشرين الأول 1948 وتم تهجير جميع سكّانها الذين كان عددهم 2500 شخص، وقد اعتاشوا من الزراعة وتربية الحيوانات. وفي القرية اليوم خرائب مدرسة ابتدائية، ومسجد، وبضعة مواقع مقدسة ومقبرة. هدمت إسرائيل القرية بشكل كامل ولا تزال تحول دون عودة سكّانها الذين يعيشون حاليًا كلاجئين، خاصةً في مخيمات اللاجئين الضفة الغربية. وأقيمت عام 1949 مستوطنة نتيف هلاميد على أراضي القرية. كما وأقيمت بجوارها مستوطنات إضافية هي أفيعيزر، روجليت ونفيه ميخائل على أنقاض القرية عام 1958. وقبل سنوات قَدِم إريك آدر إلى البلاد لرؤية الغابة في بداية زَرعها وأثيرت لديه تساؤلات حول المدرّجات والسلاسل الحجرية وبقايا المباني الموجودة هناك، تحت الأشجار ومن حولها. وقبل أكثر من عقد توجّه آدر إلى الصندوق القومي اليهودي متسائلا عمّا كان قائمًا تحت الغابة التي زُرعت على اسم والده. قيل له إن ليس لديهم علما بما كان في المكان. وتابع آدر التحقيق في هذه المسألة حتى اكتشف أنّه أسفل وبجوار الغابة المسماة على اسم والده، الذي أفنى حياته لإنقاذ الآخرين من الاضطهاد والموت، تقع قرية بيت نتيف المدمرة. ويبقى السؤال هل يكتفي آدر بالاعتذار العلني لأهالي القرية الفلسطينية المهجرة أم ســيبادر لما هو إضافي؟(القدس العربي)