عروبة الإخباري – ماجد ذيب غنما
الأديب محمد المشايخ: أربعون عاماً في خدمة رابطة الكتاب الأردنيين: سكرتيراً ومديرا إداريا وعضو هيئة إدارية وأمينا للسر، مميزاً يتدفق نشاطاً وحيوية، أديبا ً نجيباً وصديقاً للجميع، أعطى صورة مشرقة للعمل الإداري والرابطة.
محمد المشايخ: أربعون عاماً في خدمة الثقافة والإبداع، وما صدر له من كتب ودراسات وأبحاث ومقالات اكبر دليل على ذلك..
لم يكن الأديب المشايخ موظفاً أو مجرد سكرتير للرابطة يقوم بعمل روتيني محدد في زمن محدد، بل كان عاشقاً للرابطة أميناً على رسالتها حريصاً على أداء هذه الرسالة في تفان وإخلاص، أرّخ للرابطة بسلسلة مقالات اشتملت على أسرار وأخبار الأعضاء وعلى معلومات وأحداث ونوادر باسمة، وعلى مواقف لم يكن باستطاعة احد غيره تدوينها وتذكرها وقد جمعت فيما بعد في كتاب قيّم سماه المشايخ يوميات سكرتير الرابطة، بينما أطلق عليه د. خالد الكركي (كشف الحجاب عن خبايا رابطة الكتاب).
عرفت الناقد المشايخ عام 1977، حين انتسبت إلى رابطة الكتاب الأردنيين وذلك بعد تأسيسها بثلاث سنوات وكان هو سكرتيراً للرابطة، وكانت له قدرة فائقة على المحبة والعطاء، كما كان دائم الاهتمام بي وبأخباري الشخصية والأدبية، وكثيراً ما كان يحلو له أن يبعث لي برسائله الشيقة، ولدي منه عشرات الرسائل الاخوانية التي تمتلىء مودة وأدباً وثقافة.
كان كتابه الأول الذي ارّخ فيه للرابطة، هو الجزء الأول من مشروعه للتأريخ للأدب والأدباء والحركة الأدبية في الأردن.
وصدر له فيما بعد مجموعة من الكتب شكلت معجماً شاملاً للأدباء والكتاب الأردنيين، هي (الأدب والأدباء والكتاب المعاصرون في الأردن)، و( كتٌاب من الأردن) و( دليل الكاتب الأردني) و( انطولوجيا عمان الأدبية) بالاشتراك مع الأديب الراحل عبد الله رضوان و(انطولوجيا الزرقاء الإبداعية) و(معجم أديبات الأردن وكاتباته) و( من أدباء مادبا وكتابها)، ويجيء كتابه الجديد ( معجم شعراء الأردن) حلقة جديدة في سلسلة مشروعه الثقافي الموسوعي.
وقد أرّخ فيه المشايخ لحوالي ألف شاعر وشاعرة، وهو عمل موسوعي يبذل فيه المؤلف جهداً خارقاً استغرق وقتاً كبيراً،إذ ليس بالقليل الوصول إلى أسماء هؤلاء الشعراء والى معلومات عن هذا العدد الكبير.
يقول الأديب كايد هاشم وهو صديق مشترك للطرفين، وكاتب مقدمة الكتاب عن ذلك « لا يخفى أن القيام بمثل هذا العمل تكتنفه مكابدة طويلة وصبر على المشقة والعناء عدا عما يستلزمه من جلد المتابعة، وما يستغرقه من وقت.
وللناقد محمد المشايخ عدد من الكتب الأدبية منها: (أضواء على الأدب والفن في الأرض المحتلة)، و(مبدعون أردنيون: ماجد ذيب غنما) بالاشتراك مع الأديب كايد هاشم، و(مينة العدوان: دراسة في أعمالها الشعرية). وقد قرن الناقد محمد المشايخ جهده الكبير هذا الذي سيذكره له تاريخ الأدب الأردني، بالخلق الرفيع والنفس النبيلة وهذه هي صفات المثقف الحقيقي.