عروبة الإخباري – يمتلك الفنان المصري أحمد بدير، موهبة الأداء على الرغم من عدم دراسته التمثيل، واستطاع أن يحجز لنفسه مكانًا في صف المبدعين، إذ تميز كممثل ومؤلف ومخرج.
ومن نافذة الكوميديا استطاع العبور إلى قلب الجمهور العربي، وكانت مسرحية “ريا وسكينة”، صاحبة الفضل في شهرته الواسعة، حيث جسد شخصية محببة، وحقق بأداء سهل وبسيط، الانتشار والنجومية، وبقدر التوهج في المسرح، توهج أيضًا في السينما والتلفزيون.
في الفترة الأخيرة، تعرض بدير، إلى هجوم شرس، تارة لأنه ذهب للاحتفال مع شيعة العراق، كما ادعى البعض، وتارة أخرى لأنه كتب تعليقًا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قال خلاله إن بكى عندما رحل شيمون بيريز، أكثر من بكائه على رحيل والده.
لذا، التقت “إرم نيوز”، النجم القدير، للحديث معه عن هذا الهجوم، والحديث عن تفاصيل تلك الاتهامات، كما تطرقنا إلى مشواره الفني وأعماله الأخيرة.
ـ الكوميديا هي نافذة عبورك إلى قلب الجمهور.. لماذا توجهت إلى التراجيديا أو المأساة مؤخرًا ؟
بالفعل توجهت إلى الشخصيات المركبة، والتي تحمل قدرًا كبيرًا من المأساة، والسبب الرئيسي هو أن الكتابة الكوميدية صعبة جدًا، وأصبحت نادرة، لذا أبحث عن شخصيات أخرى لإشباع رغبتي كممثل، يريد أن يتواصل مع الناس، والحمد لله كل الأدوار التي قدمتها بعيدًا عن الكوميديا حققت نجاحًا كبيرًا، وتركت بصمة.
ـ من مثلك الأعلى في عالم الفن ؟
تعملت من نجوم كبار، وكنت أتأثر وأتعلم من أي فنان عملت معه، ولكني أرى أن الفنان الكبير الراحل نور الشريف، صاحب فضل كبير علي، فقد تعلمت منه كثيرًا، وسعدت بالعمل معه في السينما والتلفزيون، كان فنانًا عظيمًا وإنسانًا رائعًا.
ــ حدثنا عن محطاتك الفنية القادمة ؟
منشغل حاليًا بالتحضير لدوري في مسلسل “الحلال”، تأليف سماح الحريري وإخراج أحمد شفيق، وبطولة سمية الخشاب، وأرى أن هذا العمل سيحقق نجاحًا كبيرًا، لأن فكرته محترمة جدًا، والسيناريو غني.
ـ لماذا وافقت على المشاركة في هذا العمل ؟
أجسد دور معلم “صاحب حمام شعبي خاص بالنساء”، ويرتكب أشياء غريبة وليست سوية، الشخصية مكتوبة بشكل جيد، والتفاصيل واضحة جدًا، وسوف تنال إعجاب المتلقي، لذا وافقت على الدور.
ــ كيف ترى حال الدراما المصرية ؟
لو تابعت حال الدراما المصرية من أيام الأبيض والأسود، سوف تكتشف أن مستواها يتراجع للخلف، وأتصور أن سطوة الإعلان هي السبب، فالإعلان ينحاز لمسلسلات الرقص والأكشن، ولن يجري وراء الأعمال الدينية والتاريخية، رغم أنها مهمة، وكان لها دور كبير في تاريخ الدراما المصرية.
ــ ولماذا تراجعت الدراما المصرية للخلف ؟
الفن كما نقول هو انعكاس للواقع، وأرى أن ثورة 25 يناير كانت مؤامرة على كل شيء في مصر، بعد هذه الثورة ارتبك كل شيء، وسادت البلطجة، وفي غمضة عين، أصبحنا نقدم البلطجي على أنه بطل شعبي في أعمالنا الفنية، وعلى الرغم من قيام ثورة 30 يونيو، التي أعتبرها ثورة شعبية قامت لتصحيح أخطاء 25 يناير، إلا أنني أرى أن حال الدراما مازال سيئًا، وهناك إسفاف وجرأة غريبة في الحوار، أتمنى أن تعود الدراما المصرية إلى سابق عهدها.
ــ بماذا تفسر تفوق الدراما السورية رغم ظروف الحرب والحصار؟
الدراما السورية متقدمة ورائعة، لأن لديهم فنانون يعشقون بلدهم، ويريدون إبراز كل اللحظات الصعبة التي يعيشها وطنهم، ولا أقصد أن الفنانين في مصر لا يجبون بلدهم، حتى لا يتم تفسير كلامي خطأ، السوريون يدركون جيدًا قيمة الفن في توصيل رسالتهم، لذا يقدمون أعمالًا اجتماعية ودينية وتاريخية أكثر من رائعة.
ـ فى رأيك.. لماذا تراجعنا في الأعمال الدينية والتاريخية ؟
التلفزيون المصري بكل تأكيد يتحمل المسؤولية، فقد مر عام ولم يقدم قطاع الإنتاج بالتلفزيون أي عمل فني من إنتاجه، كان التلفزيون يهتم في الماضى بإنتاج الأعمال الدينية والتاريخية، وهذا كان يخلق حالة من التوازن، لكن الآن اختفى التلفزيون وانسحب من الإنتاج، وترك الساحة بالكامل للقطاع الخاص، وهو الذي يهتم بالربح فقط، وعلى حساب أي شيء.
ــ كيف ترى الهجوم الشرس عليك بعد مشاركتك الشيعة للاحتفال في العراق ؟
كنت أريد عدم الحديث في هذا الموضوع، ولكني سوف أجيب على سؤالك، أنا أشعر دائمًا بأن أي فنان شريف معرض للهجوم، سافرت مع فتوح أحمد لحضور حدث فني في العراق، ولم أذهب لمشاركة شيعة العراق أي احتفال، وكان معي فنانون وصحفيون، ولكن وجدت سهام الهجوم توجه ضدي، لأنني فنان شريف، وأقف ضد الإخوان، وسوف أقول لك شيئًا يدعو للضحك، فوجئت بشخص ينتحل شخصيتى ويكتب على الفيس بوك على لساني “أسعد يوم في حياتي يوم فض اعتصام رابعة وبكيت على بيريز أكثر من بكائي على أبي”، الجزء الأول أنا متفق معه، فقد كنت سعيدًا بإنهاء الاعتصام، ولكن هل يعقل أن أبكي على بيريز؟، من يصدق هذا الكلام فهو مجنون.
ــ من هم أعداء أحمد بدير الذين يتربصون به ؟
الإخوان يقفون ضدي، ويحاولون تشويه صورتي، لكني واثق في بصيرة ورؤية جمهوري، الذي أفنيت عمري من أجل إسعاده.
ـ هل أنت راض عن حال السينما ؟
لست راضيًا بكل تأكيد عن السينما، وكثيرًا أسال نفسي، أين ذهبت السينما المصرية من حيث كم الإنتاج والكيف ؟، في الماضي كنا نقدم سينما بها موضوع، وكان حجم الإنتاج كبيرًا، وهذا كان يترك مساحة للجمهور حتى يفاضل ويختار.
ــ كممثل مسرحي.. كيف ترى حال المسرح الآن؟
المسرح بكل ملامحه ليس موجودًا، كما أن مسرح القطاع الخاص اختفى تمامًا.
ــ وماذا عن تجربة “مسرح مصر” لأشرف عبدالباقي ؟
أي محاولة لرسم الابتسامة هي محاولة جيدة، ولكن ما يقدمه أشرف بعيدًا عن المسرح، وأشبة بمواقف أو اسكتشات كوميدية./ارم