عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – حين يحفر التاريخ بايقاعه على الجغرافيا بعمق وتحفظ الجغرافيا له بايقاعه عليها .. فان البعد الثالث لهذة العلاقة هو الانسان الذي يمكن اختصاره في ابداعه وفي تفاعله ..
احد اشكال التفاعل والابداع في التجربة العمانية هو فن التصوير الذي تألق فيه العمانيون لان التاريخ الممتد ساعدهم والجغرافيا المنوعة صنعت افضل واعظم لوحاتهم .
كنت في معرض صور عمانية على هامش مهرجان الاعلام العربي في الاردن وتحديدا في العاصمة عمان .. وقد شاهدت لوحات فازت بجوائز عالمية في فرنسا وغيرها , وهي لوحات مذهلة من حيث الجمال وطبيعة الموقع وتكويناتة وقد تزامن ذلك مع عرض افلام عن عمان , الطبيعة والحياة الانسانية ومحطاتها في المدن المنتشرة في الداخل وعلى الساحل وحيث يتنوع المناخ بين موسمين في الجنوب حيث جبال ظفار وصلالة وفي الداخلة ,وفي الشمال وايضا في عمق الصحراء .
التصوير احد وسائل الانسان لنقل الطبيعة و جغرافيتها وتفاعل الانسان عليها في سيرتة ( التاريخ ) الى كل انحاء العالم وقد فعل العمانيون ذلك بنقل بلادهم وحضارتهم والتفاعل الانساني ..
والفن العماني في التصوير الضوئي حصد ولمدة سنوات ويحصد الان جوائز متقدمة كن اخرها هذا الاسبوع من شهر اب / اغسطس من هذا العام 2016 حين فازت عمان بكأس لعالم للتصوير في فئة الشباب تحت سن الواحد وعشرين عاما , وكاس العالم تحت سن 16 عاما , وذلك ضمن فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي ( الفياب ) بمدينة جيونجو الكورية .
ولعل الاهتمام الابرز بذلك جاء من البلاط السلطاني واهتمام جلالة السلطان قابوس بن سعيد بالفن في تجليات عديدة .. من ابرزها : الموسيقى حيث وجه السلطان العمانيين فكانت الاوبرا السلطانية الشهيرة والتي حملت اسم عمان عاليا وترجمة التوجيهات السلطانية حتى غدت هذه الاوبرا عنوانا من عناوين الابداع العمانية .
وقد جاء التصوير الضوئي ليعكس اهتمام البلاط السلطاني واهتمام المؤسسات الرسمية العمانية وابرزها : وزارة الاعلام حيث يبرز دور وزيرها الدكتور عبدالمنعم الحسني كاستاذ للتصوير في الجامعة وقد استطاع الدكتور الحسني ان يخرج في الوزارة وخارجها العديد من الكوادر المبدعة , وما زالت الورشة الفنية العمانية التي تقودها الوزارة تعمل لحث الجيل الجديد لمزيد من الابداع والتفوق ..
لقد وضع الوزير الحسني العديد من الكتب المعنية بالتصوير وتعليمه وابداع اللوحات المختلفة التكوين عن عمان , وبمناسبة فوز سلطنة عمان بكاس العالم للتصوير تكون الجهود العمانية في التدريب والصقل لابداعات الشباب قد اعطت ثمارها بهذا الفوز الذي ثلج الصدور والنفوس ..
او يمكن القول ان السلطنة الان ممثلة في جمعية التصوير الضوئي التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم والتي حصدت الجائزة تتوجه لجهود شباب السلطنة , حيث حصلت في تقييم المسابقة على 424 نقطة متقدمة على جميع الدول ،مستحقة بذلك كأس العالم في الفئة تحت 16 سنة؛ ومتقدمة بذلك على ألمانيا التي حصلت بدورها على الميدالية الذهبية (366) نقطة، وروسيا التي نالت الميدالية الفضية (354) نقطة والنمسا التي حصلت على (352) نقطة ونالت الميدالية البرونزية بينما حصلت قبرص وسلوفاكيا والتشيك على شرفية الفياب بالمركز الخامس والسادس والسابع على التوالي.
كما حصلت السلطنة على كأس العالم لفئة تحت 21 سنة في تقييم لجنة التحكيم حيث حصلت على (473) نقطة متقدمة بذلك على إيطاليا الحاصلة على الميدالية الذهبية (435) نقطة، وألمانيا الحاصلة على الميدالية الفضية (373) نقطة ، بينما حصلت هنغاريا على الميدالية البرونزية بـ (367 نقطة) ، وتوالت الجوائز الشرفية لكل من النمسا وروسيا وسلوفاكيا في المراكز الخامس والسادس والسابع على التوالي.
وعلى المستوى الفردي حققت السلطنة إنجازا جديدا بحصول أعضاء الجمعية العمانية للتصوير الضوئي على ست جوائز فردية تمثلت في حصول فنانة التصوير ولاء بنت حمد على ميدالية الفياب الذهبية، وحصل فنان التصوير أحمد بن خالد الحضرمي على الجائزة الشرفية في فئة الشباب تحت 16 سنه. بينما حصد الشباب في فئة تحت 21 سنة اربع جوائز أخرى تمثلت في حصول فنان التصوير لؤي بن هلال الجابري على ميدالية الفياب الذهبية.
وحصلت فنانة التصوير شذى بنت سليمان الغمارية على ميدالية الفياب الفضية، وحصل فنان التصوير عبدالله بن سعيد الرزيقي على ميدالية الفياب البرونزية، وذهبت الجائزة الشرفية للمصورة الضوئية ريم بنت عبدالله الوحشي.
السلطنة تفوز بكاس العالم للتصوير الضوئي ..الوزير الحسني .. معلما في ذلك وملهما للشباب
14
المقالة السابقة