عروبة الإخباري – انجز المخرج الاردني الشاب احمد اليسير فيلمه الروائي الطويل المعنون (حينما يكون الزمن انثى)، عقب درساته الاكاديمية في حقل صناعة الافلام بالكلية الاسترالية في عمان.
استعان اليسير الذي احتفل بعرض فيلمه قبل ايام قي صالة الرينبو بجبل عمان، بنص هو اقرب للاشتغال المسرحي كتبته شقيقته المهندسة المعمارية رنا اليسير ليكون موضوع فيلمه الذي اثر ان يقدمه بميزانية ضئيلة، نظرا لانحسار الدعم المادي تجاه تجاه افلام الشباب، وايضا عن هذا النوع من الافلام الذي ينأى عن قواعد واحكام ومفاهيم السينما السائدة في الصالات عموما.
توزعت احداث الفيلم على شخصيات وامكنة ثابتة حيث اختار اليسير شخصيتي شاب وفتاة-زيد بقاعين ونجوان بقاعين-وهما في حالة حوار ديالوج طويل على خلفية من المؤثرات الصوتية للريح في تداول مع شريط الموسيقى التي وضعها الفنان فيليب حشوة.
وانحسر امكنة الفيلم في بيئة البحر الميت بعيدا عن المظاهر السياحية للشوارع او الفنادق والمنتجعات بل جرى تركيز الكاميرا على مناطق جبلية لتتلائم مع مضامين الديالوج الذي يحكي عن احداث مستقبلية في عمر البشرية.
بانت في الفيلم تلك اللعبة الصعبة التي تكاد تقترب من اعمال التجريب في السينما لا الخيال العلمي الذي يحاول المخرج ان يلصقه بفيلمه لان التباين بين النوعين واضح وجلي سواء على صعيد الافكار والصور والمفردات السمعية البصرية، وفوق هذا كله اسلوبية بسط الموضوع على المتلقي.
يتحاور الممثلان في موضوع مستقبلي تراوح تقديمه في مستوى جمالي وفكري يعوزه حيوية الصورة وبلاغتها والقدرة على الاقناع ولئن راه البعض مغرق في الشاعرية الا انه هيمن على اللغة البصرية والدرامية للفيلم حيث بدا وكان الفيلم مراة لمسرحية، عجزت فيه ادارة المخرج من توظيف تقنيات المسرح ومفردات في عمل سينمائي مختلف فغالبا ما قدمت قامات السينما العالمية الوانا من الافلام الشديدة التأثر بالمعالجات المسرحية لكنها مفعمة بروح شابة في جرأة الخوض بامال وهموم انسانية اتية من وعي الواقع وحيز اشاراته ودلالاته.
سعى المخرج الى ايجاد مشهدية بصرية الا انه لم يتمكن من صنع جاذبية لتدرجات الظلال والنور المتناغمة بالالوان للالوان التي ظلت محصورة في ثوب الممثلة التي ترتدي فستانا من الازياء الرومانية القديمة، بخلاف مظهر الممثل في زيه الواقعي، وهنا لا بد من الاشارة الى تلك اللمسة التسجيلية فى عدد من مناظر الفيلم المستمدة من بيئة المكان واطلالته على البحر وهي لاحت في تناقض مع المونتاج الذي اخفق في جمع شتات القصص والموضوعات التي انجرف اليها الفيلم بايقاع ثابت لا يكاد يمنح المتلقي الفرصة الكافية في طرح الاسئلة والتأمل والتفكير بمصائر البشرية !
الفيلم الأردني الطويل (حينما يكون الزمن أنثى)
16
المقالة السابقة