عروبة الإخباري – كما كان متوقعا فقد عمد سيميوني على انتهاج اسلوب الضغط على الاعب المستحوذ على الكرة منذ الدقيقة الاولى من اللقاء، في محاولة للحد من رغبة لاعبي ريال مدريد في بناء الهجمات.
الا ان حيوية غاريث بيل منحت مدريد الفارق بعد ان استغل سرعته ومهارته في التخلص من المدافعين تعرض للاعاقة من كوكي ليحتسب الحكم ركلة حرة مباشرة، تصدى لها اللاعب نفسه وسددها على المرمى ليتابعها كاسميرو داخل الست يارادت لترتد من اوبلاك الوصول الاول الخطير لريال مدريد في المباراة (د.5).
افضلية ريال مدريد كانت واضحة في الدقائق الاولى من اللقاء بعد ان احسن لاعبوه احكام سيطرتهم على منطقة الوسط في ظل غياب واضح لمنطقة الوسط من قبل لاعبي اتلتيكو واعتمادهم على القوة التي كلفتهم العديد من الاخطاء، كان كروس يستغل احداها في ارسال كرة داخل منطقة الجزاء غمزها غاريث بيل برأسه ليتابعها راموس بقدمه في المرمى محققاً هدف التقدم لريال مدريد د.15.
حالة من انعدام الوزن شهدها اداء لاعبي اتلتيكو مدريد في الدقائق التي اعقبت الهدف فغاب التركيز في الالعاب وتكسرت محاولاتهم في منطقة الوسط في غياب واضح لحالة الربط بين خطي الوسط والهجوم في الوقت الذي واصل غاريث بيل ممارسة انطلاقاته في الجبهة اليمنى التي عانى فيها فيلبي لويس وظهر عدم قدرته على مجاراة انطلاقاته السريعة.
حالة من الهدوء سادت الاجواء مع تواصل غياب الاداء الهجومي لأتلتيكو مدريد في الوقت الذي تواصلت فيه حالة انعدام الثقة في اداء لاعبي الوسط وتعددت الكرات الخاطئة في منطقة الوسط والتي استغلها ريال مدريد بالطريقة المثلى بالارتداد بهجمات سريعة خطيرة على مرمى اوبلاك، فتلاعب بنزيمة بخوان فران وارسل عرضية تألق اوبلاك في ابعادها في حين كانت محاولات اتلتيكو مدريد خجولة لم ترق للخطورة المطلوبة فحاول غريزمان ارسال كرة مخادعة تنبه لها نافاس وعاد غريزمان في تسديدة قوية في وضع متسلل.
الدقائق العشر الاخيرة من الشوط الأول شهدت تراجعاً في اداء ريال مدريد في الوقت الذي امتد فيه اتلتيكو مدريد اكثر نحو المناطق الهجومية ولكن دون خطورة واضحة على مرمى نافاس، في حين كان الاعتماد واضحاً من قبل ريال مدريد على استغلال اخطاء اتلتيكو مدريد والامتداد بهجمات مرتدة سريعة، محاولة غريزمان في الدقيقة 42 من هذا الشوط كانت الاخيرة لكلا الفريقين بعد ان تقدم وسدد كرة قوية مرت بجوار القائم الايمن لنافاس وبها انتهى الشوط الأول من اللقاء.
كاراسكو البطل
كما كان متوقعاً فقد دخل أتلتيكو مدريد كالغريق الذي لا يخشى البلل في محاولة للعودة بنتيجة اللقاء، ودفع سيميوني باللاعب الشاب كاراسكو بديلا لاغوستو في منطقة الوسط لتعزيز القوة الهجومية.
وسنحت فرصة ذهبية منذ الدقيقة الاولى في الشوط الثاني بعد ان تعرض توريس للاعاقة من قبل بيبي انبرى لها هداف الفريق انطوان غريزمان الذي سدد الكرة بقوة لترتد كرته من العارضة.
الا ان ذلك لم يمنع لاعبو اتلتيكو مدريد من مواصلة الضغط على مرمى ريال مدريد في محاولة لتعديل النتيجة لتشهد الدقيقة 52 من اللقاء خروجاً اضطرارياً للمدافع كارفاخال المصاب وليحل البرازيلي دانيللو بديلاً له.
كان واضحاً بأن زيدان بدأ ينتهج نفس اداء سيميوني في التعامل مع اللقاء بتشديد الرقابة الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة مستغلاً اندفاع لاعبو اتلتيكو نحو مناطق الميرنغي، لتسنح الفرصة مرة اخرى للمدافع سافيش الذي تابع محاولة غريزمان داخل المنطقة لتمر كرته بجوار القائم الايمن بقليل، واتبعها كوكي بتسديدة مرت خارج الخشبات.
وعادت خطورة اتلتيكو مدريد من جديد في مناسبة اخرى بعد متابعة ساؤول الرائعة لعرضية كاراسكو اخذها مباشرة قوية بيسراه لتمر بجوار القائم الايسر بقليل.
مع تواصل خطورة اتلتيكو حاول ريال العودة لاجواء المنافسة على ارض الملعب من خلال الانتشار بصورة افضل في اجراء الملعب ومنع محاولات اتلتيكو من وسط الملعب قبل الخطورة لتنحسر الالعاب في منطقة الوسط دون خطورة حقيقة على المرميين.
كان من الطبيعي ان يخلف اتلتيكو المساحات في ظل اندفاعه الهجومي وهو الامر الذي حاول ريال استغلاله في اكثر من مناسبة ونجح مودريتش في ضرب دفاعات اتلتيكو بكرة خلف المدافعين تابعها بنزيمة الذي واجه المرمى وسدد الكرة برعونة في الحارس اوبلاك الذي كان حاضراً ومنع هدف اخر للريال.
زيدان حاول في الثلث ساعة الاخيرة تنشيط منطقة الوسط فزج بايسكو بديلا لكروس في محاولة للابقاء على حالة توزان في الشقين الدفاعي والهجومي وعاد وسحب بنزيمة ليحل فاسكيز بديلاً له، تبديلات اظهرت ضعف خبرة زيدان في التعامل مع اجواء اللقاء التي كان واضحاً بأنه على ثقة بأن الامور انتهت.
وبالفعل كادت الامور ان تنتهي لولا غياب الحضور الذهني للاعبي ريال مدريد في كرتين سريعتين كادتا ان تنهيان الامور، الا ان حضور اوبلاك كان واضحاً فسدد رونالدو في احضانه في حين سدد غاريث بيل لحظة خروج اوبلاك ليتدخل فران في ابعاد الكرة في الوقت المناسب.
عقاب اتلتيكو للاعبي ريال مدريد في اهدار الكرات لم يتأخر ليكون كاراسكو حاضراص لحظة ارسال فران كرة عرضية اكثر من رائعة تابعها في مرمى نافاس محققا هدف التعديل في الدقيقة 79 من اللقاء.
استمرت حالة التفوق للاعبي اتلتيكو في الدقائق اللاحقة حتى الدقائق الخمس الاخيرة من اللقاء وكاد توريس ان يحقق هدف التقدم مستغلا عرضية من الجهة اليمنى لتمر كرته خارج الخشبات ليأتي رد ريال بواسطة غاربث بيل الذي سدد من زاوية ضيقة ليكون اوبلاك حاضراً في ابعادها الى ركنية.
الوقت المبدد بدل الضائع شهد تدخلا عنيفا من راموس الذي منع كاراسكو من التقدم بهجمة مرتدة سريعة كادت ان تعلن عن فرصة خطيرة لاتلتيكو مدريد لينال البطاقة الصفراء ويعلن عقبها حكم اللقاء نهاية الوقت الاصلي بالتعادل الايجابي بهدف لهدف والدخول في الاوقات الاضافية.
هدوء …
دخل اتلتيكو مدريد الشوط الاضافي الاول بأفضلية الحالة النفسية التي عاشها بعد ادراكه هدف التعادل لتتواصل محاولات الفريقان فنجح كاراسكو في ازعاج دفاعات ريال مدريد الذي كان في انتظار اتلتيكو في ملعبه ومحاولة اللعب على الهجمة المرتدة وسنحت الفرصة لرونالدو مرة اخرى بعد ركنية ايسكو لم ينجح في استغلالها لتمر سهلة في احضان اوبلاك.
الا ان ما تبقى من احداث في الشوط الاول الاضافي اظهر تفوقاً واضحاُ لاتلتيكو على حساب ريال مدريد في ظل التراجع الواضح في اداء لاعبيه واعتمادهم على اسلوب دفاعي محكم والاعتماد على كرات مرتدة في استغلال لمهارات رونالدو التي كادت ان تعلن عن هدف لمدريد بعد عرضية رونالدو التي فوتها ايسكو وسددها بيل لولا تدخل مدافعي اتلتيكو في الوقت المناسب.
ما تبقى من دقائق لم تعلن عن شيء ليطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الاضافي الأول.
محاولات مدريدية وركلات الترجيح هي الحل
يبدو ان تعليمات زيدان كانت بضرورة التقدم اكثر نحو مناطق اتلتيكو في الربع ساعة الاخيرة من اللقاء ، في محاولة لتخفيف الضغط على دفاعاته .فامتد منذ الدقيقة الاولى على مرمى اتلتيكو وسدد كاسيميرو كرة قوية مرت فوق العارضة، ليضطر سيميوني لاجراء تبديله الثاني مباشرة بعد اصابة فيليبي لويس ليحل بديلا له لوكاس هيرنانديز.
محاولات الفريقان لم ترق للمستوى المطلوب في ظل حالة حرص واضحة من الطرفين خوفاً من هدف قد يبدد آمال الفوز باللقب.
ومع هذا فقد اظهر مدريد رغبة اكبر في التقدم نحو مرمى اوبلاك ولكن دون ان تسفر هذه الافضلية عن شيء.
حالة الارهاق والجهد البدني للاعبيه ظهر بشكل واضح بخروج كوكي ايضاً مصاباُ ليحل توماس بديلاً له،ولتمر الدقائق المتبقية من الشوط الاضافي الثاني دون تعديل للنتيجة على الرغم من المحاولات الخطيرة لمدريد في الوقت القاتل فمرت تسديدة رونالدو لترتد من المدافعين في حين تأخر فاسكيز في التسديد في الوقت المناسب ليحتكم الفريقان الى ركلات الترجيح لحسم اللقب .
ركلات الترجيح ابتسمت لريال مدريد
نجح كل من فاسكيز، مارسيلو، غاريث بيل، راموس ورونالدو في التسجيل لريال مدريد
في حين نجح كل من غريزمان، غابي، ساؤول وفشل خوان فران