عروبة الإخباري– قال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد، الجمعة، إن خبراء الأمم المتحدة سيعملون بجد للتحقيق في الضربات الجوية التي استهدفت مخيماً للاجئين شمال سورية، فيما نفى النظام السوري تورطه في الهجوم.
وقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، أمس الخميس، في قصف استهدف خيام اللاجئين داخل مخيم الكمون، في منطقة تسيطر عليها المعارضة، في محافظة إدلب شمالي سورية، قرب الحدود التركية.
وأوضح المفوض السامي أنه بالنظر إلى أن هذا المخيم، الواقع في منطقة تسيطر عليها المقاومة، واضح للعيان من أعلى، وأنه “من غير المرجح للغاية أن تكون هذه الهجمات القاتلة مجرد حادث…. الأكثر ترجيحاً على نحو بعيد أنها متعمدة وتصل إلى حد جريمة حرب”.
وأشار الأمير إلى أنه لا تزال هناك حاجة للتحقق من تقارير أفادت بأن الهجمات نفذتها طائرات الحكومة السورية.
وقال الأمير إن خبراء حقوق الانسان في الأمم المتحدة، وطاقماً من منظمات أخرى “لن يدّخروا جهداً في البحث وتسجيل الأدلة” لهذه الجريمة.
في الوقت ذاته، قال نشطاء في المنطقة المحيطة بسجن حماة إن قوات النظام السوري شنّت محاولة، مساء اليوم الجمعة، لاقتحام سجن حماة المركزي ، لإنهاء الاحتجاجات من قبل السجناء، والمستمرة منذ أيام. ووصفت القوات الحكومية بأنها تحيط بالسجن، وسمع إطلاق نار من أسلحة آلية ثقيلة في المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، إن السجناء الـ800، وكثير منهم من السجناء السياسيين المحتجزين دون توجيه اتهامات من قبل النظام السوري، كانوا يطالبون بـ”حقوق أساسية” من بينها خضوعهم لمحاكمة عادلة أو إطلاق سراحهم. وقال المرصد إن السجناء كانوا يحتجون بالإضافة إلى ذلك، على نقل بعض السجناء السياسيين إلى منشأة عسكرية في صيدنايا قرب دمشق، وسط مخاوف من أن هؤلاء الذين تم نقلهم سيعدمون.
أما مجموعة الطوارئ غير الحكومية، “الخوذ البيضاء”، التي يعمل متطوعوها غالباً في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، فحمّلت نظام الرئيس بشار الأسد المسؤولية عمّا أسمتها بـ”المذبحة” في مخيم الكمون للاجئين.
ونفى الجيش السوري مسؤوليته عن الهجوم، مشيراً إلى أن متمردي المعارضة يقفون وراءه.
وفي موسكو قالت وزارة الدفاع الروسية، إنه لم تكن أي من طائراتها، قرب مخيم للاجئين في شمالي سورية عندما تم قصف الموقع، وذكرت أن القصف يمكن أن يكون قد وقع باستخدام قاذفات الصواريخ من جانب متمردي “جبهة النصرة”، الفرع السوري من شبكة تنظيم “القاعدة”.
وأدانت حكومات ومنظمات عديدة الهجوم. وفي واشنطن، قال البيت الأبيض إنه لا توجد بعد “استنتاجات واضحة” حول القصف في مخيم اللاجئين.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست “بغض النظر عن من هو المسؤول، لا يوجد أبداً أي مبرر لتنفيذ غارة تستهدف المدنيين الأبرياء، وخاصة المدنيين الأبرياء الذين فروا بالفعل من ديارهم هرباً من العنف”، مضيفاً “لسوء الحظ، هناك سجل طويل لنظام الأسد من هذه الأفعال بالضبط”.
وكرر دعوات الولايات المتحدة للأسد إلى “ترك السلطة وإفساح المجال أمام التحول السياسي المطلوب في سورية منذ زمن طويل”.(د ب أ)