عروبة الإخباري – قامت مجموعة من الشباب السعودي بتبني مبادرة تهدف إلى نشر ثقافة الذوق العام والابتعاد عن العادات السلبية التي يمارسها بعض أفراد المجتمع بغير قصد، متأثرين بمن حولهم في ظل غياب التوعيه من قبل الهياكل المعنية كالأسرة والمدرسة.
شباب سعودي أنشأ جمعية متخصصة في الذوق العام، لتكون أول مبادرة تنطلق من الشبكات الاجتماعية لتصبح جمعية رسمية ذات مسؤولية اجتماعية.
وحصلت “الجمعية السعودية للذوق العام” على ترخيص من وزارة الشؤون الاجتماعية، وستعمل على نشر ثقافة احترام الذوق العام.
مبادرة بالصدفة
وذكر نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية للعلاقات العامة في المنطقة الشرقية، وصاحب المبادرة خالد بن محمد الصفيان، لـ”هافينغتون بوست عربي” إن هذه المبادرة لم يكن مخططاً لها؛ وجاء الأمر بالصدفة.
وأضاف “الفكرة بدأت بهاشتاج يحمل مسمى #الذوق_العام، أطلقته عبر حسابي في تويتر عام 2013، تناولت خلاله بعض الأمور المتعلقة بالذوق العام، ومحاولة تعزيز مبادئه في أوساط الشباب في الشبكات الاجتماعية”.
وجدت الفكرة تفاعلا كبيرا، وبعد 3 أيام وصل عدد التغريدات إلى 2500 تغريدة، 55% منها تحث على التصرفات والسلوكيات الحسنة، و%45 موجهة نحو الخدمات والمساعدات.
وتابع “بعد شهر تقريبا تلقينا اتصال من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، الذي أبدى إعجابه بالفكرة، وطالب بالتوسع فيها لتأخذ صفة العمل المؤسسي؛ وطلب أن يهدي الوطن في اليوم الوطني مبادرة من أبنائه”.
وأضاف أنه تم تشكيل فريق عمل وإنشاء الجمعية السعودية للذوق العام، و”بدأنا بورشة عمل حضرها 35 شخص من بينهم مدير التعليم والشؤون الصحية ومدير المرور وبعض الشخصيات الإعلامية والأكاديمية”؛ وكانت من أهم المخرجات أنه يجب ان نبدأ من النشىء؛ مشيراً “كما قمنا بعمل ورشة عمل خاصة للنساء حضرها اكثر من 45 سيدة”.
وأوضح الصفيان أن التواصل مع المجتمع والهاشتاج أعطانا ثقة ودعم كبير في المجتمع السعودي، مشيراً إلى أن الأهداف التي تطلقها الجمعية هي الاستثمار بالنشىء ( تقليد التجربة اليابانية) التي تقدم للأطفال منذ الصغر قيماً قبل أن تعلمهم الحروف؛ لنخرج جيل يحترم الذوق العام”.
وأضاف أنهم بدأوا منذ انطلاق المبادرة من سنتين ونصف بشعارات “لا ترمي، لا تبصق، لا تكتب، احترم الطابور” إلى أن وصلنا إلى إعادة تأهيل التفكير العقلي”.
أهداف كبيرة
وقال “من أهدافنا رسم الخطوط لكيفية التعامل في الطريق، وفي المدرسة، وفي الجامعة، ومع الأشخاص؛ ونسعى لتشكيل سفراء داخليا وليس خارجيا فقط؛ وانتجنا فيلمين الأول بعنوان بداية والثاني الذوق العام اللبنة الأساسية لبناء الحضارات”.
وبين أنه منذ انطلاق المبادرة جائتنا اتصالات من كافة المحافظات والجهات ورجال أعمال ترغب في تبني المبادرة؛ “الفكرة بدأت شخصية وخجولة والآن أصبحت فكرة مجتمع لها صفة رسمية أعضائها شباب ونساء وأطفال”.
وأشار إلى أن الجمعية ستحرص على الوجود في المطارات والمجمعات والجامعات والمدارس وكافة المنشئات لنشر ثقافة احترام الذوق العام، والجوانب الأخلاقية الإيجابية، كما ستسعى مستقبلا إلى إدراج الموضوعات المتعلقة بالذوق العام في مناهج التعليم العام؛ وستكون كافة شرائح المجتمع معنية.
وقال الإعلامي عاصم جبريل “موضوع العادات السيئة هو أمر نسبي ويختلف من منطقة إلى أخرى، وتتأثر هذه العادات بعوامل مختلفة منها البيئة المحيطة والتربية الأسرية والمدرسة؛ وهي غالبا ما تكون مكتسبة وبعضها يكون عن طريق التقليد غير الواعي من قبل الشباب”.
وتابع أن القيادة فن وذوق و”للأسف كثير من شبابنا لا يعرف أو يطبق هذه المقولة، فتجد أن من أبرز تلك العادات السيئة هو قطع إشارات المرور أو استخدام الجوال أثناء القيادة”.
وأردف “اعتقد أن السبب الرئيسي في انتشار مثل هذه العادات، هو عاطفة المجتمع وعدم تطبيق القواعد والعقوبات الصارمة، وهذا ما أخذت تقوم به بالفعل عدد من الجهات المعنية مؤخراً التي أصدرت بعض القوانين التي تعاقب مستخدمي الجوال وقاطعي الإشارات المرورية لتساهم الحد من انتشار هذه العادة السيئة التي تودي احيانا بارواح عدد من الشباب المستهترين”.
الذوق العام
وناقش هاشتاق#الذوق_العام العادات التي تؤثر على الذوق العام والتي لايتقبلها ويرفضها المجتمع ويرغب في تعديلها.
منها رمي النفايات من نوافذ السيارات وعدم رميها في اماكنها المخصصة؛ عدم الاهتمام بالنظافة في الحدائق العامة؛ وترك المخلفات ورائهم؛ تصرفات الشباب الطائشة امام العائلات في الحدائق والكورنيش.
كما أشار عدد من المغردين حول عدم احترام الطابور وخلق فوضى أثناء الاصطفاف مما يؤدي الى تلاسن من قبل البعض، وخدش الحياء بألفاظ بذيئة؛ الكتابة على الجدران واللوحات الاعلانية؛ عدم المحافظة على نظافة دورات المياه في الحدائق والجوامع؛ الاصطفاف أمام منزلك؛ والتدخين في الأماكن الغير مسموح التدخين بها وعدم احترام القانون”.