لم يكن يصدق الكثيرون أن الرئيس المخلوع محمد مرسي كان يتلقى تعليماته في الرئاسة من المرشد العام مباشرة، وأن المرشد كان يتعامل مع الرئيس كصبي المهنة حتى في مناداته كما جاء في اليوتيوب المنشور قبل يومين اذ يقف مرسي يتلقى التعليمات بعد أن قال المرشد «اندهو لي مرسي» ظل مرسي واقفاًَ في حين كان المرشد وأحد مساعديه يحملون البيان الذي قرأه مرسي وهو آخر بيان ألقاه قبل أن يخلعه الجيش ويستبدله برئيس المحكمة الدستورية..لم يجرؤ حتى مرسي على تغيير عبارة واحدة رغم أنه أغرق البيان في خطابه من الحشو البعيد عن الواقع القائم والمطلوب معالجته..
لم يكن محمد مرسي لكل المصريين فقد اختاره المرشد ليمثل الجماعة في قيادة مصر ويكون الواجهة لمن قال (طز في مصر) فالإخوان المسلمون أرادوا فتحاً جديداً لمصر وارادوا استرجاع دور عمرو بن العاص الذي رد عليه عمر بن الخطاب بقوله وقد وصله تعذيب عمرو للمصريين «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً».
سقط حكم الاخوان في مصر وانكشفت حقائقه فقد أفاق المصريون من الصدمة حين وجدوا أن ثورتهم في 25 يناير على الطاغية مبارك قد سرقت وأن الذين أداروا معركة الجمل في ميدان التحرير وقتلوا المصريين لصالح مبارك هم من سرقوا هذه الثورة ودحروا (46) تنظيماً مصرياً من مختلف التوجهات والانتماءات وجاءوا فوراً بالشيخ القرضاوي لينزل في ميدان التحرير ورأينا بأعيننا كيف جرى دفع الشباب الثائر عن المنصة واجلاس الشيخ الذي بقي يدافع عن أخطاء وخطايا حكم الاخوان وعن مرسي ورئاسته موظفاً دوره ومكانه في سبيل ذلك دون أن يفطن لمصر ومعاناتها بل إنه أمعن في ترجمة فكر يفتي بالقتل واعلان الجهاد على المسلمين تحت ذرائع واهنة في سياق سياسة الاسلاميين ولا نقول حتى الاسلام السياسي لأن الاسلام شيء وسياسة الاسلاميين «الاخوان» شيء آخر.
تقف مصر الآن على مفترق طرق وانا أعتقد أن الاخوان الذين هجموا على مفاصل الدولة المصرية منذ اليوم الأول بحثاً عن الغنائم وقد كرروا تجربة معركة أحد فكانت هزيمتهم..إنما أرادوا أخونة الدولة بسرعة واقصاء الآخرين وذهبوا إلى حد وصف أكثر من ثلاثين مليون مصري ممن خرجوا لاسقاط حكم الإخوان عن مصر بأنهم كارهون للاسلام وأنهم من الفلول وكان الاسلام هو الاخوان وغيرهم ليس مسلماً..
الاخوان لا يؤمنون بالشراكة ولا بالديموقراطية وانما يتخذون شعارات من ذلك للوصول إلى السلطة حتى اذا ما وصلوها كسروا السلم وتركوا الغير وصعدوا وهم يقطعون باتجاه السلطة تذكرة بطريق واحد (ون وي) ولهذا فلن يسلموا بسقوطهم المدوي الذي قام به شعب مصر ولذا فإنهم لن يكتفوا بالانتقال إلى المعارضة السلمية كما فعلت القوى السياسية المصرية التي صنعت تمرد يوم 30/6/2013 واستطاعت اسقاط حكم الاخوان حين انتصر الجيش الوطني المصري للشعب بل سيلجأون كعادتهم الى الانشقاق والعنف والدم والفوضى ولعل نموذج حماس في غزة واضحاً حين وقع الانشقاق بعد أن وصلت حماس عن طريق الصناديق وهي ترفض اليوم الانتخابات الرئاسية والتشريعية ووحدة الصف الفلسطيني إلا أن يكون تحت قيادتها..
مصر في خطر وسيضطر الجيش لمزيد من الاجراءات وقد تدخل قوى معادية إلى مصر وقد يتحالف الاخوان معها ليتلوث الجرح المصري الطاهر وتنتقل مصر إلى الفوضى والاضطراب..سقط حكم الاخوان في مصر أم نفوذهم في عواصم أخرى فإن الشعوب العربية التي كشفت الحقائق كفيلة بكشفه وتبيين مخاطره..
alhattabsultan@gmail.com