عروبة الإخباري – في تقرير لصحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية نشر أمس اعتبر أن الإمارات أقامت مخيماً “5 نجوم” للسوريين في الأردن . وقال التقرير: على الطريق الصحراوي السريع تطل لوحة تحمل شعار “الهلال الأحمر الإماراتي” مرشدة العابرين إلى أحدث مخيم فئة خمس نجوم أقامته منظمة “العناية بالحياة” التابعة للهلال الأحمر الإماراتي لاستقبال اللاجئين السوريين في الأردن .
وداخل سياج تحرسه قوات الأمن الأردنية أقيمت مدينة اصطناعية من البيوت الجاهزة بما فيها محال السوبر ماركت الراقية ومحال خياطة وحلاقة ومسجد أنشئت كلها في الرمال من الصفر .
ويقف المخيم الذي وصفه أحد موظفي الأمم المتحدة العاملين في مجال الإغاثة بأنه “خمس نجوم”، في تناقض صارخ مع ما تقدمه الأمم المتحدة من خدمات متواضعة في مخيم الزعتري المملوء بالفوضى والمشكلات والذي يضم 120 ألف لاجئ ويعتبر خامس أكبر مدينة في الأردن .
ويعكس المخيم الإماراتي الفخم الدور المتنامي لدول مجلس التعاون في منطقة الشرق الأوسط خاصة الأزمة السورية والقوة الناعمة السخية في مجال تقديم الخدمات الإنسانية .
وخلافاً لما هو عليه مساكن اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري وغالبيتها من الخيم، يقيم السوريون في المخيم الإماراتي في بيوت جاهزة مصطفة في أنساق متتالية . وتسود في مخيم الزعتري الجريمة وعمليات التهريب والبغاء في حين يستقبل المخيم الإماراتي الأسر مع الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم 18 سنة .
ورغم أنه افتتح رسمياً في نهاية شهر مايو/ أيار الماضي فقد بدأ المخيم الإماراتي في استقبال اللاجئين قبل شهرين فقط ويؤوي حاليا 3 آلاف سوري . ويوزع المخيم منحا مالية على نزلائه لتأمين حاجاتهم بالتسوق التي تشمل حاجات الأطفال وفوازير أعدت خاصة لشهر رمضان .
ويجري المسؤولون عن المخيم مسحاً يومياً لحاجات اللاجئين بدءاً من الملابس وانتهاء بقائمة الطعام الذي يفضلونه حيث يتم توفير ثلاث وجبات يومياً . ويقول حمد الكعبي نائب مدير المخيم: “نحن لا نريد للناس أن يشعروا بالغربة هنا . نحن نحاول أن نؤمن لهم حياة طبيعية بحيث نمكنهم من اختيار ما يريدون” .
ويستضيف الأردن حوالي نصف مليون لاجئ سوري وهو العدد الأكبر من السوريين اللاجئين في دول المنطقة . ولا يزال السوريون ينزحون إلى الأردن وإن بمعدلات أقل حيث يصل إلى مخيم الزعتري ما بين 400 و500 شخص يومياً مقارنة مع 1500 في إبريل/ نيسان الماضي .
وتأخذ مخيمات اللاجئين صفة الديمومة في المشهد الأردني العام . ويقول كيليان كلينشمدت مدير مخيم الزعتري: “يوطن اللاجئون أنفسهم هنا على حياة طويلة الأجل . فقد بدأوا بإنشاء حماماتهم وتوصيل الكهرباء إلى خيمهم وفتح نوافير المياه في محيط خيمهم” .
وفي محاولة منهم لفرض النظام في المخيم يحاول موظفو الأمم المتحدة ضبط الجريمة ونقل الكثير من اللاجئين من البيوت الجاهزة إلى الخيم وتقسيم المخيم على 12 قطاعاً يتولى مدير مسؤولية كل قطاع في مسعى لتوفير خدمات أفضل للاجئين ومنحهم حرية تقرير شؤونهم الخاصة يومياً .
أما في المخيم الإماراتي فيوفر المسؤولون عنه فرصة عمل لنزلائه الذين تركوا وظائفهم في سوريا لمن يرغب منهم كأن يفتحوا لهم محال حلاقة أو خياطة أو خدمات صيانة الهواتف المتحركة . ويقول الكعبي: “تتم تلبية حاجاتهم هنا كي لا يضطروا لارتكاب الأخطاء بهدف الحصول على المال” .
وليست لدى اللاجئين سوى بعض الشكاوى القليلة عن المرافق، على الرغم من وجود الشكاوى عن قلة تجاوب الموظفين .
ويقول معاوية ديري، وهو مهندس كهرباء سوري يدير محل خياطة خارج البيت الجاهز، إنه لم يتمكن من العمل لأن مسؤولي المخيم لم يوفروا له إبرة لماكينة الخياطة “الحياه هنا رائعة، ولكن الخدمة سيئة” .
ويقول مسؤولو وكالات الغوث الأجنبية المنافسة، إن المخيمات الممولة من قبل دول الخليج في مناطق الحروب، مثل أفغانستان، والصومال، وكوسوفو، وحالياً الأردن، تحصل على تمويل سخي، ولكن ثبت أنها غير مستدامة في الأزمات طويلة الأجل .
ويقول أحد المسؤولين في وكالة الغوث: “إنهم ينفقون الكثير من الأموال لكن ليست لديهم الخبرة الكافية لإدارة مثل هذه المخيمات” .
وفيما يخص اللاجئين أنفسهم فإن الشكاوى من السأم والقلق تتصدر قائمة شكواهم . ويتم التحكم بالحركة بشكل كامل في المخيم الإماراتي على خلاف مخيم الزعتري الذي يتجول فيه الجميع بلا قيود . ويحتاج السوريون في المخيم الإماراتي لإذن خاص لمغادرة المخيم . ويقول رائد شيخ السوق الفار من القصف والخطف في مدينة حمص: “إنها أشبه بالإقامة في قلعة ولا بد لك من البحث عن حريتك . كل الخدمات جيدة جداً ولا يوجد تقصير في أي شيء