عروبة الإخباري – أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة على أن الهوية الإسلامية هي التي يجب أن تكون جامعة للأمة من عرب وعجم فكرا وأخلاقا وعملا قبل ان تكون هوية العنصر لأن الناس جميعا ينحدرون من أصل واحد.
وأوضح سماحته في محاضرة ألقاها بجامع السلطان قابوس ببدبد حول «الهوية العمانية بين الواقع والطموح» أن الهوية هي هوية الإيمان هي هوية الصلة بالله سبحانه وتعالى والعمل بأمره واتباع نبيه صلوات الله وسلامه عليه على ان يكون القرآن الكريم هو النبراس الذي نستضيء به في دروب هذه الحياة فنعرف من خلال دراستنا له ما نأتي وما نذر وما نأخذ وما ندع لأن الله تعالى جعل الكتاب هداية لجميع الناس.
ودعا سماحته الأمة إلى المحافظة على «اللسان العربي» كلغة للتخاطب فيما بينهم.. وإلى ما جاء في المحاضرة…
يقول سماحة المفتي العام للسلطنة في بداية محاضرته: موضوع الهوية العمانية هو موضوع متشعب ونحن قبل كل شيء علينا ان ندرك ان الهوية هي هوية الفكر والأخلاق والعمل قبل ان تكون هوية العنصر لأن الناس جميعا إنما ينحدرون من اصل واحد كما قال الله سبحانه وتعالى «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»، فنحن علينا ان ندرك بأن هوية الأمة بأسرها من عرب وعجم إنما اجتمعت في حقيقة واحدة وهي هذه الهوية الإسلامية التي تجمع الشتيت من الأمة فإن الله سبحانه وتعالى خاطب هذه الأمة فقال «يَا أَيُّهَا النَّاسُ» فلم يخاطب الشعوب شعبا شعبا ولم يخاطب العناصر البشرية وأجناس الناس جنسا جنسا وإنما خاطب الجميع بقوله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا» فعلينا ان ندرك ان الهوية هي هوية الإيمان هي هوية الصلة بالله سبحانه وتعالى والعمل بأمره واتباع نبيه صلوات الله وسلامه عليه على ان يكون القرآن الكريم هو النبراس الذي نستضيء به في دروب هذه الحياة فنعرف من خلال دراستنا له ما نأتي وما نذر وما نأخذ وما ندع لأن الله تعالى جعل الكتاب هداية لجميع الناس فقد قال تعالى «فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ» وقال «هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ» وقال «هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» وقال «إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ» وقال «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا» وقال «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ».
ويضيف: وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ان نأخذ بحجزة هذا الكتاب الكريم والا نفرط في شيء منه بل توعد الله سبحانه وتعالى الذين يفرطون في هذا الكتاب عندما قال عز من قال «وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا» ويقول سبحانه وتعالى «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى» ويقول سبحانه وتعالى «وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا» وقال «وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا َهُوَ لَهُ قَرِينٌ» فالاعتصام بكتاب الله سبحانه وتعالى عصمة لكل من تمسك بهذا الحبل المتين واتبع هذا النور المبين ونهج هذا النهج المستقيم فيجب على الناس جميعا ألا يفرطوا في ذلك وان يكون القرآن الكريم مصدر هدايتهم.
ويشير: وتأتي السنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام بعد القرآن لأنها تبيان لمجملات القرآن وإيضاح لمبهماته فيجب عدم التفريط في السنة والله تعالى يقول «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» ففي سنة النبي صلى الله عليه وسلم بيان لما غمض من هداية القرآن الكريم ولا تزال الأمة بخير ما تمسكت بكتاب الله وتمسكت بسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم وسارت على طريقة السلف الصالح الذين اخذوا بحجزة الكتاب وحجزة السنة ولم يفرطوا في شيء من ذلك.
وقد امتن الله سبحانه وتعالى ببعثه صلى الله عليه وسلم على المؤمنين جميعا فقد قال تعالى «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ».
وذكر العرب الأميين الذين كانوا قبل نزول الكتاب أبعد الناس عن الهداية وأوغل في الضلالة قدما وأعماهم عن الحق لبّا امتن الله سبحانه وتعالى عليهم ببعث النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ومنهم ليعلمهم ويزكيهم ويهديهم سواء السبيل فقال سبحانه «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ»، ولا ريب ان الذين يسيرون على هذا النهج الصحيح، نهج القرآن ونهج النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذون على عاتقهم مسؤولية هداية الناس الى الخير وتبصيرهم بالهدى وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وانقاذهم من الردى وتعليمهم ما يجب عليهم في أمر دينهم ودنياهم هؤلاء هم ورثة الأنبياء فكل احد قادر على أن يقوم بهذا الدور إنما يجب عليه أن يقوم به ولا يفرط فيه.
ويوضح: وكما نرى ان الله تعالى عندما امتن بالنبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين كافة وامتن به على العرب الأميين خاصة انما امتن به مزكيا قبل ان يمتن به معلما كما اوضح في قوله «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ» وكذلك بالنسبة الى الأميين قال «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ».
ونجد في الوقت نفسه ايضا ان الله سبحانه وتعالى امرنا كما بعث فينا هذه النبي الكريم وجعله منقذا لنا من الضلالة ومبصرا لنا من العمى وهاديا لنا الى سواء الرشد وجعله مزكيا لنا يأمرنا الله سبحانه وتعالى ان نطيعه ونتبع أوامره ونزدجر عن نواهيه فالله تعالى يقول «كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ» وإذا كان الأمر كذلك بحيث إن الذين يعلمون ويبصرون ويهدون هم في مقام ورثة الأنبياء، في مقام الأخذ بميراث النبوة والقيام بهذا الميراث، فإن هؤلاء أولا يجب ان يكونوا هم بأنفسهم على هذا المستوى من المسؤولية بحيث يكونون متكيفين بحسب النهج النبوي من غير أن يفرطوا في شيء من ذلك، وعلى الناس ايضا أن يعطوا هؤلاء قدرهم وأن ينزلوهم منازلهم وان لا تحتقرهم عيونهم بل عليهم ان يجلوا هذه الوظيفة وظيفة العلم والإرشاد وتبصير الناس من العمى والهداية إلى الرشد والأخذ بأيدي الناس الى ما فيه خير الدنيا وخير الآخرة فإن هذه المسؤولية مسؤولية الأنبياء، بل الله سبحانه وتعالى امتن في كتابه أنه هو أول من علّم وكفى التعليم شرفا ان يكون الله سبحانه وتعالى أول من علم فإن الله سبحانه وتعالى يقول «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ» فأول من علم هو الله تعالى علم الإنسان ما لم يعلم هو الذي علم الملائكة وهو الذي علم النبيين وهو الذي علم غيرهم من الناس سواء كان بالتعليم بالإلهام أو كان هذه التعليم بما انزل من رسالاته ونجد أن هذه الآيات هي التي افتتح بها الوحي هي التي خوطب بها النبي صلى الله عليه وسلم أول ما خوطب، وكانت الكلمة الأولى التي طنت على مسامع النبي عليه افضل الصلاة والسلام لتكون فاتحة الوحي هي كلمة «اقْرَأْ» وفي ذلك ما يدل على ان هذه الأمة مطالبة بأن تخرج من أميتها وان تكون في مستوى المسؤولية من هذه الناحية بحيث تكون أمة قراءة وأمة كتابة، أمة تأخذ بحجزة هذا القرآن الذي نزل من أجل إخراج الناس من هذه الأمية التي كانت معششة فيهم ومنتشرة فيما بينهم، وقد كانت هذه الكلمة كلمة تؤذن بمسؤولية جديدة ، هذه المسؤولية تطوق هذه الأمة جميعا فإنها ليس لها أن تبقى على أميتها هي مطالبة بأن تقرأ، والقراءة هي القراءة للمكتوب، وقد امتن الله تعالى في هذا السياق بأنه علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، والقلم هو وسيلة نقل العلم من ارض إلى ارض ومن صقع الى صقع ومن جيل الى جيل لأن القلم هو الذي يخلد العلم وكذلك ما كان في حكم القلم من الطباعة وغيرها كل من ذلك يعطى حكم القلم وقد علم الله بالقلم وامتن بأنه علم بالقلم، فإذاً على هذه الأمة أن تكون أمة تعرف كيف تستخدم هذا القلم لتخليد هذا العلم ونشره بين الناس جميعا.
اللغة العربية
ويوضح سماحته: ولا ريب ان الكتاب الكريم الذي انزله الله على نبيه عليه افضل الصلاة والسلام كما ذكرت هو مصدر الهداية فهو تشريع لهذه الأمة عليها ان تلزم هذا التشريع وقد نزل هذه التشريع باللسان العربي المبين خاطب الله سبحانه وتعالى به جميع هذه الأمة بل جميع البشر خاطبهم بهذا اللسان، اللسان العربي الذي وعى هذا الكتاب وجمع ما فيه من خير وهداية هذه اللغة العربية اختارها الله سبحانه وتعالى من بين جميع اللغات لأن تكون وعاء لهذا الكلام المنزل للهداية والإعجاز ومعنى ذلك ان هذه اللسان العربي هو اللسان الذي هيأه الله سبحانه وتعالى لان يكون وعاء لهذه الهداية التي نزلت على الناس.
ونجد ان الله سبحانه وتعالى يقول فيما امتن به على عباده «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ» فكل رسول من الرسل إنما ارسل بلسان قومه ليبين لهم، وعندما أراد الله سبحانه وتعالى ان يرسل نبيه صلى الله عليه وسلم اختاره من ضئضئ العرب ليكون لسانه هو الذي يخاطب به جميع المسلمين جميع الأمة جميع البشر بل جميع الثقلين، اختار الله تعالى هذا اللسان لخطاب الجميع وكفى بذلك فخرا لهذا اللسان العربي، ولأجل هذا تنافس الناس في احراز قصبات السبق في البحث عن هذا اللسان العربي وأصول دراسته واشتقاق كلماته وكيف تنتظم هذه الكلمات في الجمل وكيف تنتظم هذه الجمل في سياق الكلام الذي يأتي وفق هذا اللسان تنافس في ذلك العرب والعجم ولربما كان العرب اكثر عناية بهذا اللسان العربي لأنهم اهتموا كل الاهتمام بدراسته والبحث عن فنونه والبحث عن أساليبه والبحث في المصطلحات وعن من وضع هذه المصطلحات، فنجد الكثرة الكاثرة من أئمة العربية كانوا من العجم «سيبويه والكسائي والأخفش والفراء وغيرهم» واستمروا تباعا الى وقت متأخر كان كثير من هؤلاء العجم هم المبرزون في اللسان وآثروا هذه اللغة على لغاتهم التي رضعوها مع البان امهاتهم لان هذه اللغة هي اللغة المختصة بدراسة هذه الهداية التي نزل بها القرآن الكريم وقد وجدنا الزمخشري يفاخر بهذا في فاتحة كتابه المفصل حيث يقول «الحمد لله الذي شرفني بأن جعلني من علماء اللغة العربية» هذا لآجل ما لهذا اللسان العربي من قيمة.
ولا ريب ان الهوية تتحدد باللسان أيضا فإن الفكر رابطة كما ان اللسان رابطة وهذا ما ادركه المستعمرون، فالمستعمرون عندما ينزلون بكل ارض يفرضون لسانهم ويحاولون ان يزهدوا الناس في ألسنتهم التي كانوا يتخاطبون بها من قبل حتى يذوبوا في اللسان الذي اختاره المستعمر لهم لان اللسان او اللغة هو الجسر الذي يعبر اليه الفكر، فالمستعمرون أرادوا ان يرسخوا أفكارهم من خلال ترسيخ لغاتهم في الناس، فنجد الانجليز مثلا رسخوا لسان الانجليز في كل بلد استعمروه حتى عندما ينسحبون عنه انما يتركون الناس لسانهم او ثقافتهم مؤطرة في اللغة الانجليزية.
وكذلك الفرنسيون ومثل ذلك الروس وغيرهم كل هؤلاء أثروا في الشعوب من خلال نشر لغاتهم بين هذه الشعوب فذابت هذه الشعوب في هوية هؤلاء المستعمرين ولذلك كثير من الناس أصبح فكرهم فكر هؤلاء المستعمرين بسبب ما ورثوهم من افكار نتيجة نشر هذه اللغات.
والأمة الإسلامية على اختلاف شعوبها يجب ان تكون لها هوية، هذه الهوية تكون في الفكر وتكون ايضا في التخاطب بحيث تكون هناك لغة للتخاطب تتفاهم من خلاله الأمة الإسلامية بأسرها من عرب وعجم لإنهم جميعا إخوان وهم جميع حملة العقيدة وعليهم ان يحافظوا على هذا اللسان العربي.
وقد قلت أكثر من مرة بأنه من العار على المسلم ان يتقن لغة المستعمر الذي استعبده ولا يتقن اللغة التي خاطبه الله تعالى بها ليحرره من العبودية لغير الله ومع ذلك أمره الله سبحانه وتعالى ايضا أن يخاطب هو بها ربه بحيث يقول في مثوله بين يدي الله تعالى «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» باللسان العربي المبين فعلى المسلمين ان يدركوا ذلك وان يختاروا هذا اللسان العربي ليكون وسيلة التخاطب فيما بينهم هذا مع محافظتهم على ألسنتهم إذ الإسلام لم يأت ليطمس ما للشعوب من مزايا وإنما جاء لينمي مزايا الخير في جميع الشعوب ولكن جاء ليجمع شتيت هذه الشعوب حتى تكون منتظمة جميعا ومتحدة جميعا في ظل العبودية لله سبحانه وتعالى. فمن الأهمية بمكان المحافظ على اللسان العربي ونحن مع الأسف الشديد كم نجد الآن من أخطاء في اللسان العربي لعدم تبصر الناس ببصيرة القرآن وعدم تدبرهم للقرآن مع ان القرآن – كما قلت تشريع في التعبير وتشريع في التعبد والعمل ولكن أخذت العربية تذوب شيئا فشيئا من خلال إهمال الناس لتدبر القرآن الكريم ومن المؤسف له أن يكون هذا الشيء في القمم لا في عامة الناس قد نجد من العلماء من هم قمم في العلم ولكن لغة ألأعلام تؤثر عليهم وأصبحوا يذوبون في لغة الإعلام وينساقون مع الإعلام.