عروبة الإخباري- قال مصدر قريب من الوفد الحكومي السوري في جنيف إن المفاوضات التي بدأت الاثنين سعياً إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع في سورية «لم تحرز أي تقدم»، ووجّه انتقادات إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لأنه يمارس «ضغوطات» على الوفد، في وقت أفادت مواقع إعلامية موالية لدمشق أن العميد ماهر الأسد نُقل من «الفرقة الرابعة» في الحرس الجمهوري إلى رئاسة الأركان في الجيش.
وأفادت «شبكة أخبار اللاذقية» الموالية للنظام على موقع «فايسبوك» مساء أول من أمس: «مهم جداً، نقل العميد ماهر الأسد من قيادة اللواء 42 في الفرقة الرابعة إلى الأركان العامة» في الجيش من دون ذكر تفاصيل إضافية. وانتشر الخبر في عدد من المواقع المعنية بسورية، لكن وسائل الإعلام الرسمية لم تؤكده. ويأتي هذا الخبر، بغض النظر عن صحته، بعد أيام من قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب «الجزء الأكبر» من قواته من سورية بعد خمسة أشهر من بدء عملياتها لدعم القوات النظامية في أيلول (سبتمبر) الماضي.
وفي جنيف، قال مصدر قريب من الوفد الحكومي لـ «فرانس برس»: «لم يتم تحقيق أي تقدم في الأيام الخمسة الأخيرة» في المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة السوريتين والتي بدأت الاثنين في جنيف. وانتقد المصدر دعوة دي ميستورا الوفد الحكومي الجمعة إلى تقديم مقترحاته في شأن الانتقال السياسي الأسبوع المقبل، مؤكداً انه «لا يحق لدي ميستورا ممارسة الضغط على أحد وعليه أن ينقل الأفكار» بين طرفي المحادثات. وأضاف: «دي ميستورا هو ميسّر المحادثات ولا يمكن أن يكون طرفاً» فيها.
وقال دي ميستورا الجمعة في ختام أسبوع من المحادثات في جنيف: «أنا أحض (الوفد الحكومي) على تقديم ورقة حول الانتقال السياسي وسبق أن تلقيت ورقة جيدة وعميقة حول رؤية وفد الهيئة العليا للمفاوضات» لهذه المسألة.
وسلّم الوفد الحكومي دي ميستورا الاثنين ورقة بعنوان «عناصر أساسية للحل السياسي» يتحدث أبرز بنودها عن ضرورة الالتزام «بتشكيل حكومة موسعة» من دون أن تأتي على ذكر الانتقال السياسي، الذي يعتبره دي ميستورا النقطة الأساسية في المفاوضات.
وقال بشار الجعفري كبير مفاوضي الوفد الحكومي ومندوب سورية لدى الأمم المتحدة بعد لقاء دي ميستورا ظهر الجمعة: «جرى التركيز على ورقة العناصر الأساسية للحل السياسي للأزمة في سورية»، مضيفاً: «نعتقد أن إقرار هذه المبادئ (…) سيفتح الباب على حوار جدي بين السوريين بقيادة سورية من دون تدخل خارجي أو طرح شروط مسبقة».
وانتقدت بسمة قضماني عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات ما وصفته بأسلوب «المناورة» من الوفد الحكومي، آملة أن يسهم اللقاء المرتقب بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في دفع عملية المحادثات في جنيف.
وأعلن كيري يوم الثلثاء أنه سيتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الروسي في ٢٣ الشهر «لمناقشة كيف يمكن أن نحرك العملية السياسية في شكل فعال ونحاول الاستفادة من هذه اللحظة».
وأقر دي ميستورا الجمعة بأن «هوة كبيرة» تفصل بين الطرفين، مضيفاً أنه خلال المحادثات التي ستستكمل مطلع الأسبوع المقبل «سنسعى إلى بناء أرضية مشتركة بالحد الأدنى».
ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية على مدينة الرقة معقل تنظيم «داعش» في شمال سورية أوقعت أمس ما لا يقل عن 39 قتيلاً من المدنيين و5 من «الشرطة الإسلامية»، موضحاً أنها المذبحة الثانية في يومين من الغارات على الرقة، من دون أن تتضح هوية الطائرات التي تشن الضربات وهل هي للتحالف أم للروس أم للنظام. وجاءت غارات الرقة في وقت تدور معارك عنيفة حول مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي حيث تحاول قوات النظام استعادة هذه المدينة الأثرية التي سيطر عليها «داعش» في أيار (مايو) الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان السبت إن وقف إطلاق النار في سورية متماسك على نحو كبير، مضيفة أن المراقبين الروس لم يسجلوا أي انتهاكات لوقف النار باستخدام أسلحة ثقيلة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وجاء في البيان: «منظومة وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية وقوات المعارضة مطبقة بوجه عام على الأراضي السورية».(الحياة)