تحتضنها السلطنة تأكيدا على حياديتها ودورها العربي والإقليمي بالمنطقة
الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي تبدأ اجتماعاتها للتوافق على المواد الـ220
• يوسف بن علوي: يحدونا الأمل في الاتفاق والأمم لا تبني بالنزاعات وإنما بالتلاحم والتضامن
• مارتن كوبلر: نحن هنا للمساعدة والتشاور متى طلب منا ذلك والحل بأيدي الليبيين وحدهم
•الجيلاني عبدالسلام: شكرنا الخاص لعمان سلطانا وشعبا وحكومة على مبادرتها الكريمة باستضافة الهيئة على أراضيها بغية توفير وتهيئة بيئة مناسبة للتشاور والحوار
• المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي: نشجع جميع الأطراف في ليبيا للعمل ليكون هناك تنفيذ لما يتم الاتفاق عليه
عروبة الإخباري – بدأت مساء أمس رسميا مشاورات الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي بفندق روتانا صلالة بمحافظة ظفار حيث يسعى المجتمعون للتوافق على ما تم انجازه من مواد الدستور الـ220 فيما تأتي استضافة السلطنة للمشاورات تأكيدا على حياديتها ودورها العربي والاقليمي بالمنطقة.
وافتتحت المشاورات بحضور يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية والدكتور الجيلاني عبد السلام أرحومة محمد رئيس الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور وبحضور مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا دولة جاكايا كيكويتي وأعضاء اللجنة التشاورية والبالغ عددهم 32 عضوا وعضوة وعددا من الخبراء والمختصين في المجال الدستوري بشكل عام.
علاقات وطيدة
وبدأ حفل الافتتاح بكلمة ترحيبية لـ بن علوي قال فيها: ارحب بكم هنا بعمان ترحيبا حار لأشقائنا الليبيين الذين تربطنا بهم علاقات وروابط قوية لا تنتقص ونحن دوما علي ثقة أنكم سوف تجتازون هذه المحن وهذا الابتلاء الذي يمر بوطنكم والجميع مصممون على أن تتعدوا تلك المحنة وها أنتم اليوم بين أيديكم مستقبلا عظيما لليبيا فاليوم تكتبون التاريخ دون تدخل من قريب أو بعيد. هذا اليوم والأيام القادمة هي مفترق طرق والتي تجمع ولا تفرق فإن الأمم لا تبني بالنزاعات ولا بالفتن وإنما بالتلاحم والتضامن والمودة. ولذلك ينبغي علينا نحن العرب والمسلمين يجب أن نجد أعذارا لبعضنا البعض وأن نفتح أبواب الخير بعضها ببعض ونحن هنا بعمان قد مررنا بكثير من الإشكاليات فيها الكثير من القساوة ولكننا وحدنا كلمتنا وهذا لم يأت من فراغ بل من معاناة واتساع عقل الحاكم وفكره للجميع وفتحنا لبعضنا البعض أبواب الأعذار والوقوف خلف قيادتنا الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة (حفظه الله ورعاه).
أخطار وتحديات
وأضاف بن علوي: أقول هذا الكلام وأعلم أنكم تدركونه أكثر مني وأنا اعتقد جازما أن أبواب الأعذار ستفتح وأن ما سوف تتفقون عليه سيرحب به الجميع علما أنه لا تزال هناك بعض الأخطار في ليبيا وحولها ولكن نعتقد أن الهيئة قادرة أن تنتصر على كل هذه الأخطار ونحن معكم ومنكم وسوف نكون خير معينا لكم واختتم معاليه كلمته بقل تحيات مولانا صاحب الجلالة وتمنياته بالتوفيق لما فيه خير ليبيا الشقيقة.
شكر وتقدير
بعدها ألقى الدكتور الجيلاني كلمة قال فيها: لا شك كلكم يدرك صعوبة صياغة الدساتير بوجه عام وصعوبة ذلك بوجه خاص في دولة لم تستقر بعد. لقد أوكلت للهيئة التأسيسية في ليبيا مهمته صياغة وإعداد الدستور وهي منتخبة من الشعب الليبي لكي تعرض ما توصلت إليه بعد ذلك على الشعب الليبي في استفتاء عام ليقول كلمة نعم بنسبة لا تقل عن الثلثين من المسجلين في قوائم الاستفتاء وفي نفس الوقت فإن الإعلان الدستوري الصادر عن عام 2011 الذي جاء بهذه الهيئة قرر مبدأ التوافق بين الأعضاء في إقرار صياغات مواد مشروع الدستور كمبدأ رئيسي وإلا بالتصويت بالموافقة على ذلك من أعضاء الهيئة. كما أن الهيئة التأسيسية كلفت بإعداد وصياغة مشروع لا يعتبر نافذاً إلا بعد إقراره بالاستفتاء عليه من الشعب الليبي بنعم. وهذا لا يتأتى إلا بالتواصل مع الشعب الليبي للاستماع إليه ومعرفة رأيه حول قضايا الدستور لأنها ببساطة هي هيئة صياغة لما يريده الليبيون وبذلك كان لا بد من إشراك الليبيين في صياغة هذا الدستور.
توافق وتشاور
وأضاف الجيلاني: إن الهيئة بذلت الجهد الكثير من أجل التواصل مع الليبيين واستشراف رأيهم حول مشروع الدستور ليصدر الدستور معبراً عن آرائهم ويلبي طموحاتهم. نحن الآن لدينا مخرج لمشروع الدستور معد من لجنة العمل ابتداء من الديباجة حتى الأحكام الختامية بعدد 220 مادة يحتاج إلى توافقات بين الأعضاء في مواضيع محددة هي مواضيع بطبيعتها لا تنجز بغير التوافق وهي محل مناقشة الأعضاء وتشاورهم في هذه الدولة الطيبة (سلطنة عمان) وعند إنهائها لهذه التوافق سنعود إلى ليبيا للتداول والنقاش واعتماد النصوص بحضور جميع اعضاء الهيئة ان شاء الله.
مستقبل أفضل
ثم ألقى مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كلمة قال فيها: إنني اعتقد أن هذه الايام هي أيام تاريخية وأرى أن الاعداد لهذا اللقاء التشاوري واللقاءات واوراق العمل واللجان المشتركة قد أبدت الكثير من التجانس والتفاؤل بنجاح هذا اللقاء وان الامن والاستقرار سوف يعود إلى هذا البلد الجميل وأضاف كوبلر أن المسؤولية الملقاة على عاتقكم كبيرة للخروج بمسودة مشروع الدستور وهو ما يرسم رؤية قادمة للبلاد وهذا ليس سهلاً وانا دائماً أسأل الليبيين ما هي رؤيتكم لبلادكم ولكن في بعض الاحيان لا أجد اجابة ولكن الآن أرى جمعية تأسيسية تسعى لصياغة مشروع الدستور وهناك من يسعى لنجاح هذه الهيئة ويسعى لرسم مستقبل أفضل لليبيا وأنا أشعر أن هناك رغبة جادة للاتفاق ونحن هنا فقط للمساعدة ولتقديم المشورة والدعم الفني والتقني ولا نتدخل إلا فيما يحفظ حقوق المرأة والاقليات وعليكم أن تعلموا أن المجتمع الدولي يدعمكم ويقف معكم لإحلال السلام في ليبيا ولكن عليكم أنتم أن تتفقوا ونحن معكم داعمون لوفاقكم .
فرصة تاريخية
وفي كلمة دولة جاكايا كيكويتي المبعوث الخاص للاتحاد الافريقي إلى ليبيا عبر عن شكره وامتنانه لوجوده في هذا المحفل التاريخي والمهم كما يصفه، وقال جاكايا إنه مهم وتاريخي لأن نتيجته في حال نجاحه سوف تساعد الليبيين لإغلاق صفحة وفتح اخرى في السعي لعودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا وأضاف جاكايا أنكم تدرون جيداً ما تريدونه وما يجب عليكم أن تقوموا به لإعادة بلدكم إلى وضعه الطبيعي وهذه فرصة تاريخية وأرجو أن تكونوا على قدر المسؤولية للتوافق والخروج بنتائج ايجابية للوصول إلى حل للمشاكل التي تواجهونها ونحن بدورنا في الاتحاد الافريقي ندعم المبادرات التي تهدف إلى انهاء الحروب واحلال السلام ونشجع جميع الاطراف في ليبيا للعمل ليكون هناك تنفيذ لما يتم الاتفاق عليه .
بن علوي يلتقي طاهر المصري
استقبل يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أمس بمدينة صلالة طاهر المصري رئيس الوزراء الاردني السابق خبير اجتماعات الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي.
تم خلال المقابلة استعراض وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
يوسف بن علوي: يحدونا الأمل في الاتفاق والأمم لا تبني بالنزاعات وإنما بالتلاحم والتضامن
7
المقالة السابقة